عندما عدت الى المنزل ظهر اليوم من السوق ، كانت في انتظاري مفاجأة مدهشة.. لقد وجدت صديقاً جديداً اتى به "انيس" الى البيت وكان انيس يهتم به الى درجة لم يسبق أن رأيتها من أنيس إذا اهتم بأحد حتى بي.. كانت ملامح الصديق الجديد تدل على الطيبة وجمال النفس وبدأ في بريق عينيه الكثير من الذكاء لكن- وارجو أن لايصدمكم هذا- كان صديقنا الجديد "أصم.. وأبكم" اي لايمكنه أن يسمع أو يتكلم وكان التفاهم معه بلغة الاشارة باستخدام الكفين وحركات الاصابع وأدهشني أن "انيس" يجيد هذه اللغة التي تستخدم في المعاهد الخاصة بهذه الفئة الخاصة من البشر الذين يتطلبون رعاية خاصة ومن قبل اساتذة متخصصون درسوا لغة الاشارة ودرسوا كذلك الاساليب الاخرى التي يمكنهم من العناية بهذا النوع من حالات الاعاقة وتعليم المصابين بها الكتابة والقراءة والطرق التي يمكنهم التعامل بها مع بقية افراد المجتمع والتعبير عن انفسهم.. لقد كانت عملية التخاطب بين انيس وصديقنا الجديد تثير الدهشة والاعجاب فقد راح الاثنان يتنقلان في حديث الاشارة هذا بين مواضيع متنوعة ويضحكان ولم يكن بإمكاني في هذه الحالة سوى البقاء في موضع المشاهد المستمتع المنبهر.* أخوكم / بدرـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرغم أن صديقي الجديد محروم من نعمتي النطق والسمع- وهما حاستان مرتبطتان ببعضهما- إلا أن الله- عزوجل- قد وهبه بدلاً عنهما الكثير من المزايا التي تجعله محط الاعجاب والاهتمام.. فهو شديد الذكاء سريع الاستيعاب لكل مايراه ويصادفه وهو ايضاً يمتلك روحاً مبدعة وممن يمكنهم الابتكار والاتيان بأشياء جديدة باستخدام اشياء بسيطة وعادية قد لايفكر احد سواه بأنه يمكن استخدامها في صنع اشياء جديدة مثيرة للدهشة والتعجب.. ولعل اهتمامي المتزايد بهذا الصديق يعود لهذه الاسباب اولاً ثم لكونه "حالة خاصة" يجب التعامل معها بحرص شديد فهذه النوعية من البر مرهفة الاحساس الى درجة كبيرة ويجب أن نحذر من المبالغة في اظهار الشفقة أو الاسف أو فعل مايشعرهم بأننا نعتبرهم أقل منا- نظراً لاعاقتهم التي لايد لهم فيها- فهم يدركون هذه التعبيرات التي لاداعي لها ويتألمون اذا تعاملنا معهم بها ومن ثم فقد كنت حريصاً على التعامل معه بشكل طبيعي جداً وباهتمام زائد وبإعجاب بقدراته الذهنية وروحه المرحة واخلاقة الطيبة أما كيف تعلمت لغة الاشارة فهذا ماستعرفونه في وقت لاحق بإذن الله..* اخوكم / انيس
أسبوعيات بدر وأنيس
أخبار متعلقة