رغم التطور الملحوظ الذي شهده خلال السنوات الماضية
كتب/ بشير الحزمي :ذكر تقرير حكومي صدر مؤخراً أن القطاع الصحي في اليمن وعلى رغم من التطور الملحوظ الذي شهده خلال السنوات الماضية (2003-2005م ) والمتمثل في بناء العديد من المستشفيات والمراكز الصحية في مناطق عديدة في محافظات الجمهورية بما في ذلك بناء مراكز الأمومة والطفولة ومراكز الطب الوقائي والتوسع في الخدمات الصحية والعلاجية للقطاع الخاص جنباً مع القطاع العام ، إضافة إلى التحسن الملحوظ في المؤشرات الخاصة بصحة الأطفال وانخفاض معدل الوفيات للأطفال الرضع والأطفال دون سن الخامسة من العمر، إلا أن هذا القطاع وبالرغم من كل ذلك لا يزال دون مستوى الطموح وتوفير الخدمات الصحية للسكان كماً نوعاً حيث لم ترق المستشفيات الخاصة والحكومية بعد إلى مستوى التطبيب المتقدم في علاج الأمراض المزمنة والمستعصية والخطيرة ولا يزال مستوى التغطية الصحية المتوفرة متدنياً لا يتجاوز %58من إجمالي السكان.وأرجع التقرير تدني نسبة التغطية الصحية إلى تنامي الطلب على الخدمات الصحية والتشتت السكاني الواسع وبالذات في المناطق الريفية حيث ينتشر السكان في 129.299 قرية ومحلة تتسم معظمها بوعورة التضاريس مما يعقد الجهود الرامية لتوسيع التغطية الصحية، خاصة في ظل قصور الموارد المالية المخصصة للقطاع الصحي في الموازنة العامة وكذلك النقص في الكوادر البشرية العاملة في القطاع الصحي من ناحية وبالذات في جانب الاختصاصيين وأصحاب المؤهلات العالية وعزوفها عن العمل في المناطق الريفية من ناحية أخرى .وأشار التقرير إلى أنه ومن أجل تطوير مستوى الخدمات الصحية والوصول بها إلى مستويات مقبولة كماً ونوعاً فإن الأمر يتطلب اتخاذ حزمة من السياسات والإجراءات اللازمة لتحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة وتوسيع تغطيتها ومن أهمها زيادة المخصصات لقطاع الصحة في الموازنة العامة وبما يتناسب مع أهمية القطاع وارتباطه بنوعية الحياة للمواطنين وبالتالي مستوى إنتاجيتهم ومساهمتهم في العملية التنموية ، والاهتمام بتطوير منظومة الإدارة الصحية الحكومية وعلاقتها بالأهداف العامة والفرعية للقطاع الصحي نظراً لأهمية الإدارة الصحية في الوصول بالخدمة الصحية إلى الفئات المستهدفة بكفاءة وجودة عالية ، إضافة إلى تعزيز جوانب الشراكة مع القطاع الخاص وتشجيعه على الاستثمار في توفير الخدمات الصحية النوعية والخدمات الصحية الريفية ، وأخيراً الاهتمام بالتوعية والتثقيف الصحي مع التركيز على القضايا المتعلقة بالصحة الإنجابية والتحصين والوقاية من الأمراض.