تقرير/ اقتصادي مالي
دبي /وكالات:استردت الأسهم الإماراتية اليوم الأربعاء 32-1-2007 نحو 60 مليار درهم، بعدما ارتدت صاعدة بعد 3 جلسات من الهبوط الحاد فقدت فيها أكثر من 105 مليارات درهم، متأثرة بالانهيارات التي تعرضت لها أسواق المال العالمية والأسيوية منذ مطلع الأسبوع.ومثلما كان هبوط البورصة الإماراتية حادا خلال أيام التداول المنقضية من الأسبوع الجاري كان صعودها حادا اليوم، مسجلة أرقاما قياسية، سواء من ناحية قيمة التداولات أو نسب الصعود، متأثرة في ذلك بقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بخفض سعر الفائدة 0.75 % إلى 3.5 %، وهو القرار الذي جرى إعلانه أمس عقب إغلاق البورصات الخليجية، واضطرت دول الخليج التي تربط عملاتها بالدولار إلى أن تحذو حذو المركزي الأمريكي، وقامت بخطوة تخفيض مماثلة.وخفضت دولة الإمارات العربية المتحدة التي تربط عملتها بالدولار الأمريكي سعر اتفاقات إعادة الشراء «الريبو» على أموال ليلة واحدة بواقع 75 نقطة أساس ليصل إلى 3.5 % اليوم الأربعاء، وذلك بعد خفض الفائدة الأمريكية أمس.وقال البنك المركزي إن سعر الريبو كان 4.25 % أمس الثلاثاء. ويمثل الريبو الذي بدأ العمل به في نوفمبر/تشرين الثاني سعر القياس في الإمارات، ويحدد أسعار الفائدة التي تقترض بها البنوك أموالا من البنك المركزي.وقد خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سعر الفائدة بواقع 0.75 % أمس في تحرك طارئ لدعم الاقتصاد الأمريكي الذي يترنح من تأثير أزمة قروض الرهن العقاري.وفي واحدة من المرات النادرة في تاريخه صعد مؤشر دبي بنسبة 10.45 % مسجلا 5755 نقطة، بتداولات قياسية هي الأكبر خلال العام الجاري زادت على 6.282 مليارات درهم (الدولار = 3.67 دراهم). وانتقلت عدوى الصعود القياسي إلى سوق العاصمة أبوظبي، وقفز مؤشرها بنسبة 6.34 % مسجلا 4575 نقطة، بتداولات بلغت 1.860 مليار درهم. ومن جهة أخرى، كانت بنوك إماراتية على رأسها أبوظبي الوطني قد استبقت إعلان تخفيض سعر الفائدة بالولايات المتحدة، وخفض سعر «الريبو» بالسوق المحلية، بدعوة عملائها للاستثمار في الأسهم المحلية. وبعث بنك أبوظبي الوطني، ثاني أكبر البنوك الإماراتية من حيث حجم الأصول رسالة عاجلة إلى كبار عملاء البنك، يؤكد فيها أن موجة البيوع التي تجتاح المستثمرين في أسواق الأسهم الخليجية «هي رد فعل عاطفي لما يحدث في بعض الأسواق العالمية المتطورة والناشئة». وبحسب الرسالة التي أرسلها أمس بنك أبوظبي الوطني، والذي تملك فيه حكومة أبوظبي 73 % من أسهمه لمجموعة من كبار المستثمرين في البنك، «فإن بنك أبوظبي الوطني يشير إلى أن أسواق الأسهم العالمية شهدت مؤخرا موجة تصحيحية حادة، الأمر الذي أثار دهشة العديد من المهتمين». لكن البنك أشار إلى عدم ارتباط ما يحدث في الأسواق العالمية مع الأسواق الخليجية. بحسب الرسالة. ونصح ناظم القدسي الخبير الاقتصادي ومدير قطاع الاستثمار في بنك أبوظبي الوطني، المستثمرين الذين يملكون سيولة خارج الأسواق «بالدخول حالا بالشراء في الشركات الرائدة التي تعرض بأسعار مغرية».وأضاف بحسب ما نشرته جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية اليوم «لم يتغير شيء في ربحية هذه الشركات، فكيف لا تصبح فرصا قد لا تتعوض في أسواق الأسهم؟». في حين ينصح القدسي من لا يملكون سيولة «بعدم البيع والخروج من أسواق الأسهم.. خبراتنا لمدة تزيد عن العشرين عاما في الأسواق العالمية، والأسواق الناشئة تؤكد أن ما يجري هو هلع مبني على قرارات عاطفية وليس على ثوابت».وشرح القدسي أن ما أصاب الأسواق العالمية «قد يكون مبررا باعتبار أن هناك مؤسسات مالية ضخمة تعرضت لخسائر في الأزمة السابقة، وهو ما أدى إلى إجراءات لإعادة تقييمها بعد موجة الخسائر التي تعرضت لها، أما الدول الخليجية فاقتصادياتها قوية». وأشار القدسي إلى أن هناك مشكلة سيولة لدى الأسواق العالمية، أما في دول مجلس التعاون الخليجي فإن هناك سيولة كبيرة «والدليل أن حكومات دول المجلس أقرت ميزانياتها على أساس أن سعر برميل النفط بين 50 و60 دولارا، إذن هناك سيولة عالية».وردا على ما يتداوله بعض المستثمرين من انتظارهم حتى تنفرج الأزمة ويشترون أسهمهم بأسعار أرخص، قال القدسي «لا أحد يقرع الجرس، والأسواق في قمة أدائها، وكذلك لا أحد يقرع الأجراس عندما تكون الأسواق في أدنى مستوياتها، لذلك فإن المحترفين يعون أن ما يحدث غير قائم على أسس، وبالتالي فإن الأسواق الخليجية هي فرصة تنتظر من يغتنمها، وهناك أسهم كثيرة تعرض بأسعار أقل من تقييمها بكثير».وأكد القدسي «وفقا لما تشهده المنطقة من نمو ملحوظ، والنتائج الجيدة التي تحققها شركات المساهمة العامة، والمشروعات الضخمة التي تم إطلاقها والتي يتوقع أن يتم إطلاقها قريبا، وارتفاع أسعار النفط، وانخفاض أسعار الفائدة والزيادة المستمرة في الاستثمارات الأجنبية المؤسسية، وانخفاض مضاعف أسعار الأسهم، نتوقع أن يكون أداء الأسواق جيدا خلال العام الجاري وأن تشهد ارتفاعا بنهاية عام 2008».ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة إعمار أكبر شركة عقارية في العالم العربي من حيث القيمة السوقية إن هبوطا حادا لأسواق الأسهم في دول الخليج العربية هو هبوط مؤقت يقوده الأجانب. وذكر العبار في تصريحات له سبقت قرارات تخفيض الفائدة أنه إذا كان أحد المستثمرين يبيع الأسهم بسبب مشاكل يعانيها في الولايات المتحدة فإن الجميع يتأثرون. لكنه أضاف أنه يعتقد أن ذلك الأثر مؤقت.وقال العبار إن جميع العوامل الأساسية للسوق في أفضل أحوالها على الإطلاق.وأضاف أن الاقتصاد في المنطقة ينمو بما يتراوح بين 7 و12 %، وأسعار النفط عند مستويات جيدة، ونتائج جميع الشركات العربية.وخسرت الأسهم الإماراتية نحو 105 مليارات درهم في 3 جلسات تداول منذ مطلع الأسبوع الجاري، كان أكثر من نصفها خلال جلسة الثلاثاء التي انتهت قبل أن يتخذ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) قرارا مفاجئا بخفض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس وهو ما أعطى دفعة لأسواق الأسهم الأوروبية.وإجمالا ارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع خلال جلسة تداول اليوم بنسبة 7.97% ليغلق على مستوى 5884.96 نقطة، وشهدت القيمة السوقية ارتفاعا بقيمة 59.64 مليار درهم لتصل إلى 807.86 مليارات درهم، وقد تم تداول ما يقارب 1.79 مليار سهم بقيمة إجمالية بلغت 8.14 مليارات درهم من خلال 35223 صفقة.ووفقا لبيان للهيئة، بلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 74 من أصل 120 شركة مدرجة في الأسواق المالية. وحققت أسعار أسهم 64 شركة ارتفاعا، في حين انخفضت أسعار أسهم 9 شركات، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.وجاء سهم «إعــمـار» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا، حيث تم تداول ما قيمته 1.87 مليار درهم موزعة على 0.14 مليار سهم من خلال 3,497 صفقة. واحتل سهم «سوق دبي المالي» المرتبة الثانية بإجمالي تداول بلغ 0.71 مليار درهم موزعة على 0.14 مليار سهم من خلال 2,546 صفقة. وحقق سهم «أمــلاك» أكبر نسبة ارتفاع سعري، حيث أقفل سعر السهم على مستوى 4.77 دراهم مرتفعا بنسبة 14.94% من خلال تداول 69.64 مليون سهم بقيمة 0.32 مليار درهم. وجاء في المركز الثاني من حيث الارتفاع السعري سهم «المزايا القابضة» الذي ارتفع بنسبة 14.94% ليغلق على مستوى 8.85 دراهم للسهم الواحد من خلال تداول 3200 سهم بقيمة 28320 درهم.سجل سهم «الفجيرة الوطني» أكبر انخفاض سعري في جلسة التداول، حيث أقفل سعر السهم على مستوى 4.76 دراهم مسجلا خسارة بنسبة 9.85% من خلال تداول 10,000 سهم بقيمة 47600 درهم. تلاه سهم «الوثبة للتأمين» الذي انخفض بنسبة 9.35% ليغلق على مستوى 6.3 دراهم من خلال تداول 10000 سهم بقيمة 63000 درهم. ومنذ بداية 2008 بلغت نسبة الهبوط في مؤشر سوق الإمارات المالي 2.18% وبلغ إجمالي قيمة التداول 80.52 مليار درهم. وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعا سعريا 53 من أصل 120، وعدد الشركات المتراجعة 42 شركة.