أمريكا تريد اعتراف حكومة إسرائيل بالحل القائم على دولتين
يهود عند حائط البراق الغربي في القدس الشريف
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: كشف رئيس بلدية القدس للاحتلال الإسرائيلي عن خطة لإعطاء مزيد من تصاريح البناء للسكان الفلسطينيين لكن مسئولا فلسطينيا شجب الخطة ووصفها بأنها خدعة لتشديد قبضة إسرائيل على المدينة.وقال نير بركات رئيس بلدية القدس في بيان انه وضع ما وصفه بأول «خطة رئيسية» في 50 عاما للسماح ببناء 23550 وحدة سكنية في القدس الشرقية التي يعيش فيها غالبية الفلسطينيين بحلول عام 2030 .واحتلت إسرائيل القدس الشرقية العربية في حرب عام 1967 ثم ضمتها كجزء من عاصمتها الموحدة في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية،ويشكل الفلسطينيون أكثر من 30 في المائة من سكان القدس البالغ عددهم 740 ألفا والباقون غالبيتهم يهود والذين يعيش كثيرون منهم في الشطر الغربي من المدينة.ورفض عدنان الحسيني رئيس بلدية القدس الفلسطيني الذي لا يتمتع بأي نفوذ حقيقي في البلدية التي يهيمن عليها الإسرائيليون الخطة قائلا أنها غير كافية لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات السكنية.وأفاد الحسيني «هذا لن يحل مشاكل الفلسطينيين في القدس. بل سيشدد قبضة إسرائيل على المدينة ويجبر المزيد من الفلسطينيين على الخروج.»وانتخب بركات رئيسا لبلدية القدس في نوفمبر. وعلى الرغم من انه مستقل على الصعيد السياسي إلا أن تعهده بالحفاظ على الأغلبية اليهودية في القدس لقي هوى لدى الحكومة الإسرائيلية اليمينية المنتخبة برئاسة بنيامين نتنياهو، لكن إسرائيل تعرضت مؤخرا لانتقادات من الولايات المتحدة ومن حلفاء أوروبيين لإزالتها منازل مملوكة لفلسطينيين في القدس الشرقية.وجاء في تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الأسبوع الماضي انه ينتظر صدور نحو 1500 أمر إزالة لبيوت بنيت دون ترخيص في المدينة وان تنفيذ هذه الأوامر قد يشرد نحو 9000 فلسطيني.ووصفت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية خلال زيارتها لإسرائيل في مارس قرارات الإزالة بأنها «غير مفيدة.»ويقول مكتب رئيس بلدية القدس الإسرائيلي أن البيوت تزال حين تبنى دون تصريح ويقول الفلسطينيون انه من شبه المستحيل الحصول على تصريحات بناء.وصرح ستيفان ميلر المتحدث باسم بركات بأن الخطة الجديدة ستتعامل مع الاحتياجات لمزيد من البيوت في مناطق يقطنها في الأغلب فلسطينيون. وقال أن عدد تصريحات البناء ارتفعت بالفعل من 268 تصريحا عام 2006 إلى 346 العام الماضي.وأضاف ميلر «يقول رئيس البلدية انه في الوقت الذي لا يوجد فيه أي مبرر للبناء غير المشروع وكسر القانون إلا انه يدرك أن هناك تخطيطا سيئا في المدينة كلها ولذلك سرع العملية وطرح هذه الخطة.»وعلى صعيد أخر ضغط نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن على إسرائيل أمس الثلاثاء كي تدعم الحل القائم على دولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال كلمة أمام أكبر جماعة ضغط أمريكية مؤيدة لإسرائيل في واشنطن.ونأت حكومة اليمين الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بنفسها عن إبداء دعمها العلني للدولة الفلسطينية.في غضون ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انه مستعد لبدء محادثات سلام مع الفلسطينيين على الفور لكنه لم يشر في حديثه إلي دولة فلسطينية في حذف متعمد أغضب المسئولين العرب والأوروبيين والأمريكيين.ومتحدثا يوم الاثنين من إسرائيل عبر الأقمار الصناعية إلى مؤتمر تنظمه لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك) وهي جماعة ضغط أمريكية بارزة مؤيدة لإسرائيل قال نتنياهو «نحن مستعدون لاستئناف مفاوضات السلام دون أي تأخير ودون أي شروط مسبقة.»وتحدث نتنياهو عن توجه «ثلاثي المسارات» نحو السلام يتضمن محادثات بشأن القضايا السياسية ودعم الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز قوات الأمن الفلسطينية.لكن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين انتقد خطاب نتنياهو «لغموضه» في الالتزام بالتفاوض بشأن القضايا الرئيسية مثل وضع القدس واللاجئين الفلسطينيين وعدم التزامه بحل قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية.وقال عريقات «لا احد عنده وقت للعلاقات العامة ولغة الغموض.. آمل ألا يكون علينا أن ننتظر سنوات لنحصل على إجابة بنعم أو لا على مثل هذه المسائل البسيطة يجب أن نعرف الآن.»ومنذ أن تولى منصبه على رأس حكومة يمينية جديدة في الحادي والثلاثين من مارس لم يتحدث نتنياهو بشكل محدد عن إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي قضية ذات أولوية لدى الولايات المتحدة والعرب.وفي كلمة أمام ايباك في وقت سابق من يوم الاثنين قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تريد السلام مع كل العرب لكن لم تصدر عنه أيضا إشارة محددة إلى إقامة دولة فلسطينية.وسيجتمع بيريس مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض لاحقا.ويرفض الزعماء الفلسطينيون فكرة «السلام الاقتصادي» ويقولون أن المحادثات مع إسرائيل لا يمكن أن تستأنف إلا عندما يلتزم نتنياهو بمبدأ قيام دولة فلسطينية.