أقواس..
الإصلاح يعني التغيير نحو الافضل بما يتلاءم مع التوجهات العصرية الحديثة حيث أن كثرة الاصلاحات المتساقطة تقتل مضمون اهدافها كما يجب أن تكون جذرية وليس على سبيل الترقيع ووضع الجبيرة على الكسور .ويعتبر الاصلاح التعليمي منطلق جميع الاصلاحات الاخرى باعتباره مناطها الاول ولتحقيق نجاح هذا النوع من الاصلاح في مادة التربية يجب ان يمر الاصلاح ايضاً عبر طريق الجودة والكفاية التربوية والعلمية المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة للمعلمين لأن التعليم لم يعد يقتصر دوره على نقل المعرفة وصار من الضروري تطويره بعدما تغيرت بنية المجتمع كما أن المعلم لم يعد الاداة التوصيلية والمصدر الوحيد للمعرفة بل تعددت المصادر عبر وسائل اخرى ارتبطت بتقدم التقنيات المعلوماتية .وبات من اللازم اليوم أن ندرك بأن على التعليم مراعاة تنمية المهارات الفكرية والحسية والحركية وبعبارة اكثر دقة مساعدة المتعلمين على تحصيل كفايات توضع تحت خدمتهم لتوصيلهم الى مرحلة الاندماج مع المجتمع بفاعلية وإكتساب مرونة التعامل مع مختلف الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية .وعموماً يعني الاصلاح التعليمي بترسيخ مبدأ الجودة الشاملة في التعليم والابداع في العملية التعليمية وتبسيط عناصر الاسلوب غير التقليدي فيه والذي يعتمد بتدريسه على تحديد الاهداف المواد للمعلم انجازها مع تلامذته في نهاية الحصة الدراسية واخضاع العملية التعليمية للتجزيء عن طريق تجزئة الاهداف كي يسهل عملية تقويمها وتمحورها على المحتوى وتقديم كامل المعرفة من لدن المعلم .وعن هذا الاسلوب فقد كشفت الدراسات المنجزة سلبياته الكثيرة مما دفع بالباحثين محاولة اضفاء مفاهيم جديدة الجودة كماً وكيفاً والتركيز على مهارة القدرة على الاداء المرافق للابداع والكفاءة والكفاية .وبقي اشكالية تحقيق التكامل باعتباره غير مستقل بمفاهيمه ويستقيها من ميادين عديدة ومختلفة قد تكون قريبة اليه وقد تبتعد اكثر من اللازم فمثلاً التدريس بالاهداف اخذ على صورة ما يستعمل في الميدان العسكري من حيث تحديد الهدف واخذت الجودة والموارد البشرية والتكلفة من الميدان الاقتصادي واخذ نظام الكفايات التي تم استسقاها من سوق العمل وهذا كله فرضته حيوية القطاع التربوي التي جعلته يشد اليه كل ميادين الحياة .وخلاصة القول أن حملة الاصلاحات التعليمية يجب ان تشتمل على كل ماله صلة بالمؤسسة بدءاً من العملية التعليمية ومروراً بوسيلة الاتصال والمناهج الدراسية ونهاية بوضعيته الامتحانات من خلال اشراك مختلف الفاعلين من العاملين التربويين من اعلى الهرم الى اسفله وكذلك تفعيل دور الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين وكل طاقات المجتمع المدني بما يحقق الجودة الشاملة في التعليم والعناية بحصيلة جميع المراحل الدراسية المارة عبر نقطة الانطلاق وتنويع البرامج وتعدد الطرق والركائز والتقويم المدروس باتقان وتأهيل المعلمين .