نتصور المستقبل الركيزة الأولى التي يمكن تبني سياستها ، فسياسة الشباب المستقبل ومستقبل الشباب سياستهم، فهل يمكن لأحد أن يأكل جزءا منه ،هذا لا يمكن أبدا فبتفهم بسيط نجد العلاقة الوطيدة بين هذين العنصرين القويين في البناء الوطني ، فالسياسة ليست خاتم سليمان والشباب ليس كله النهضة ، بل هناك قياسات معينة وعينات تستوحى من الواقع ، فهنا تحل المشكلة وتصبح العلاقة بين السياسة والشباب مترادفة.
وأعتقد جازما أن القضية الكبرى أو الإشكالية هي الكرة المرمية بين يدي الشباب وهي تبنيه الأشياء ، هل نتبناها بعاطفة أو استقراء لكل جوانبها ودراسة متأنية لكل خلفياتها ولا يمكن أن نخطو خطوة إلا بعد التيقن الأكيد من سلامتها و نجاعتها بعد ذلك تستطيع هذه الشريحة أن تضرب الطبل ، معلنة عن نجاحها وامتلاكها لمفتاح البناء وسيادتها على الصراعات والتناطحات التي تحيط بها من هنا وهناك … وإذ تتبنى تلك الخطى التبني الصريح الشامل غير المعطل لطاقات الشباب تكون سارت نحو هدفها أو بالأحرى نحو أهدافها التي تكون كذلك قد سطرت لها المزيد من الخطى ، التي تحمل هموم هذه الشريحة وبالتالي تكون قد أخذت من منبع ووصايا الشهداء المارين من هذا الطريق نحو استكمال الأهداف التي نعمل جميعا من أجلها … فموقعنا الآن أضحى نقطة قوة تعتبر لصالحنا وعزمنا على خوض غمار السياسة ونضرب الحائط بالقواعد …من السياسة ترك السياسة …هذه المقولة التي تبعد شريحة عظمى من أن تأخذ بحقها ونصيبها في هذه الحياة ، فالموقع الاستراتيجي يعتبر نقطة فاصلة في ميزان الفوز والخسارة القوة والضعف لنستقر بعد ذلك إلى هذه الحقيقة وهي لا فرق بين الفتى السياسي وسياسة الفتى التي تعني الحكم أو العمل على تحكيم الرأي الوطني في كل المسائل النابع من قناعة شبانه ، الذين حتما سيصيرون غدا رجالا وبعد غد ماضون إلى لا هدف ولا غاية إلى التراب … وعندئذ تكون القاعدة … الشباب إشكالية الفاسد والصالح …؟ والسياسة واقع حتمي …؟؟ فلا نستطيع تضييق هذه المرادفات مع بعضها البعض، إلا إذا كان لدينا شباب واع وعيا حضاريا رساليا لمكانة هذا الوطن …؟