وأكثر من ذلك يقول أن الحكومة الإسرائيلية لا تتلقى تعليمات من الخارج ماذا نفعل وماذا لا نفعل؟
طبعاً المقصود هنا أنها لا تتلقى تعليمات من الأمريكان، وتخرج السيدة ليفني أثناء زيارة لها في المانيا لتصرح رداً على الاتحاد الأوروبي بتصريح يحمل نفس المعنى للمتحدث الرسمي الإسرائيلي.
كيف سيكون الموقف الأمريكي، وما هو الرد؟ لم نسمع أي تصريح من أي مسؤول حيال ذلك، أين السيد كيري صاحب الرحلات المكوكية، والذي يريد أن يوفق بين رأسين بالحلال!!
هل يفهم السيد كيري أن إسرائيل لا تريد الحلال؟ هل يعلم السيد كيري أهمية الأرض في الإستراتيجية الصهيونية؟
منذ قيام دولة الكيان الصهيوني، لم تتغير الإستراتيجية، وإنما تغيرت وتطورت وتجددت أساليب الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، وبقيت الإستراتيجية كما وصفها “اوشكين” عام 1904م حقيقة ثابتة تعمل الصهيونية دائماً على تكريسها، وصور اوشكين معالم هذه الإستراتيجية وقال:
“من أجل تأسيس حياة مستقلة لليهود، أو على الأصح من أجل تأسيس دولة يهودية في فلسطين، من المحتم أن تكون وبالدرجة الأولى جميع أراضي فلسطين أو معظمها ملكاً لشعب إسرائيل، وبدون حق ملكية الأرض لا تكون فلسطين يهودية أبداً، مهما يكن عدد اليهود في المدن والقرى”.
لقد ركزت كل المؤتمرات الصهيونية على عنصر الأرض، باعتباره القاعدة الأساسية لعملية الاستعمار الاستيطاني واستيعاب المهاجرين اليهود من شتى أنحاء العالم.
لماذا لا تفهم هذه الحقيقة، لماذا لا نضع هذه الحقيقة أمام أعيننا ونحن نتحاور مع هذا الكيان الاستيطاني؟ لماذا لا نواجه الحقيقة التي تقول إن إسرائيل لا يمكن أن تقبل بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة إلى جانب دولتها؟
لماذا لا نضع نحن إستراتيجيتنا على هذا الأساس وهذا الفهم؟
إسرائيل تريد كسب الوقت، وتمر سنوات والاستيطان يصبح أمراً واقعاً، ولم يبق من الأرض ما يمكننا مستقبلاً من إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس التي تهود من خلال بناء المستوطنات فيها في كل يوم، وآخر إعلان لبناء المستوطنات كان يوم أمس، منها 800 وحدة استيطانية في القدس.
حكومة الكيان الصهيوني تدرك أن أمريكا لن تفعل لها شيء وتدرك أن العالم العربي مشغول في ذاته، وكل قطر عنده مشاكله وهمومه، وأصبح الميدان خالياً لها تلعب كما تشاء.
أما اللاعب الفلسطيني فهو مقسم وغير موحد ويقع تحت ضغوطات لا أول لها ولا آخر، ومن كل الجهات، والسؤال إلى متى؟
الحل لن يكون إلا عند الفلسطيني، فهو وحده يعرف ماذا يفعل وسبق أن فعل، وكان حينها العالم بأسره يحسب حساب الفلسطيني ولا يستطيع أحد أن يدوس له على طرف!
تعالوا نعيد الهيبة للفلسطيني في كل مكان على أرض فلسطين.