فإدارة الكهرباء « الدرا كولا» تظهر،للناس في الصباح والظهر أيضا تفاجئهم في كل لحظة وحين بانقطاع التيار الكهربائي دون سابق إنذار تطيح بالأجهزة الكهربائية وبأجهزة البشر العضوية والنفسية الأمر الذي يفسر ارتفاع الوفيات والمرضى من كل المراحل العمرية كلما أشتد الحر، ليس هذا فحسب بل أن الكثير من الأسر تضطر إلى شراء المراوح العاملة بالشحن والمولدات الصغيرة التي تعمل بالديزل أو البترول الأمر الذي يفاقم الوضع العام في البيئة من حيث التلويث والضوضاء . الإنسان في هذا البلد يعاني الكثير و نجد بعض الآراء تتغنى بفوائد نزول العرق من الجسد لتخليصه من( الكوليسترول) والأملاح الضارة وتفيد في تفتح المسامات ، هذا التغني يقابله حقائق طبية تؤكد أن نزول العرق بكميات كبيرة يفقد الإنسان كثيراً من (الفيتامينات) الضرورية مما يتوجب عليه التعويض بتناول الفواكه المختلفة . إن الضرر الناتج عن إنقطاعات الكهرباء عام وشامل لكل نواحي الحياة ومن الناحية الثقافية تطفو على السطح أسئلة كثيرة حول مدى إحساس المسؤولين بالناس وهم ينفقون الملايين من أجل احتفالات ومناسبات مكررة وياليتهم أنفقوها في تحسين خدمة الكهرباء رحمة بالمرضى وبالشيوخ وبالأطفال وبالنساء وبالطلبة أثناء استعداداتهم لخوض الامتحانات ورحمة بكل إنسان في هذه المدينة التي عانت ومازالت تعاني من عدم الإحساس بها.
أجزم بالقول أن سكان المعلا بحاجة إلى الخدمة الكهربائية أكثر من أي مشروع « تأهيلي » آخر سيحتفل الناس بهذه المدينة بالوحدة وسبتمبر وأكتوبر حين تضيء منازلهم وتدور مراوحهم فوق رؤوسهم وينتعش المرضى ويكف الأطفال عن الصراخ في هذه المدينة الحارة وإلا كيف يكون الاحتفال إذا لم يتوفر الهواء والنسمة؟ وإذا أحيط بنا الظلام والحر؟ كيف يكون الاحتفال؟ ونحن نرى «الكبار » ينعمون بمولدات تضيء بيوتهم وسط عتمة الشعب؟ كيف نحتفل ياهؤلاء والزينات تكلل رأس الشجر والحجر ولا عزاء للبشر.؟!