المقدم مياس حيدرة : تنقصنا الأجهزة المتطورة والكلاب البوليسية للكشف عن المخدرات
عدن / 14 اكتوبر / خاص :
الشباب في سن (18 - 25) الأكثر استهدافاً من تجار المخدرات
ضبطنا كميات من الحبوب التي لا تستخدم وفق وصفات طبية
منذ 2019 استطعنا ضبط (4100) كيلو حشيش و(101) كيلو من مادة الشبو
تظل المخدرات.. هذه الآفة السامة المدمرة ورقة يراهن عليها الأعداء كوسيلة تدمير لأبنائنا الشباب.. محاولين بذلك تخريب مستقبل وطننا، الذي سيظل منتصرا بجهود سواعد رجال أمنه الميامين وعيونهم التي لا تنام.. والراصدة لكل تحركات تهدف إلى جعل آفة المخدرات أمرا واقعا في حياة شبابنا.
ولأن الادارة العامة لمكافحة المخدرات في قوات الحزام الامني هي بوابة الدفاع الاولى وصمام الامان التي تضطلع بمهام محاربة هذه الآفة السامة المدمرة ومن يتاجر أو يروج لها او يتعاطاها.. صحيفة ١٤ اكتوبر حاورت قائد هذه البوابة ومديرها العام المقدم مياس حيدرة، الذي اطلعنا على مهام هذه الادارة وسير العمل فيها ومايعترضها من صعوبات وماتحققه من انجازات.
أربعة أعوام مثمرة
- مقدم مياس، كيف تسير مهامكم منذ انشاء ادارتكم قبل اربعة اعوام؟
-- نحن نقوم بأداء مهامنا على اكمل وجه في ادارة مكافحة المخدرات منذ انشائها في العام 2019 م من قبل قوات الحزام الامني وبتوجيه واشراف مباشر من قائدها العميد محسن الوالي في محافظات عدن، لحج (يافع والصبيحة)، ابين والضالع .
ومنذ ذلك الحين استطعنا احباط وكشف اولئك الذين سولت لهم أنفسهم محاولة تدمير ابنائنا من خلال نشر هذه الآفة المدمرة الدخيلة على مجتمعنا.
واستطعنا بفضل الله أولا وبجهود ضباطنا وافرادنا خلال هذه الأعوام الاربعة المثمرة أن نضبط عددا من المتلبسين بجريمة المتاجرة والترويج وتعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة. ونقوم باستكمال الاجراءات القانونية معهم من محاضر ضبط ومحاضر التحقيقات وفحص عينات المخدرات (المضبوطات ) التي بحوزتهم أثناء القبض عليهم، ونقوم بتسليمهم مع ملفاتهم إلى النيابة الجزائية المختصة بقضايا تجارة وترويج وتعاطي المخدرات، لتقوم بدورها بتحويلها إلى القضاء لقول كلمته الفصل بحق هؤلاء.
- مقدم مياس هذا عن المتاجرين والمروجين والمتعاطين للمخدرات .. ماذا عن اماكن قدوم هذه المخدرات؟
-- بحسب الرصد الذي قمنا ولانزال نقوم به، فإن معظم كميات المخدرات التي تدخل البلاد تقدم من دول آسيوية وتهرب إلى داخل البلاد عبر سواحل محافظة المهرة؛ وذلك باستخدام قوارب كبيرة تسمى العبري ولأن ساحل محافظة المهرة طويل نسبيا اذ يبلغ أكثر من 500 كيلومتر والامكانيات لدى شرطة المهرة -بالرغم من الجهود التي تشكر عليها- أقل قدرة على التعامل مع هذه المسافة الطويلة نسبيا والقبض على هؤلاء المهربين، الذين يقومون بتهريب المخدرات من هذه المحافظة وتسليمها لشركاء لهم يقومون بإخفائها بإحكام داخل المركبات التابعة لهم.
واقول إن النقاط الامنية المتواجدة على الطريق من المهرة ومرورا بالمحافظات المحررة وحتى الوصول إلى العاصمة عدن تنقصها الكثير من المعدات المتطورة التي يمكن من خلالها الكشف عن المخدرات المهربة. وهو الأمر الذي نطلب باستمرار توفيره من السلطات المعنية، ومنها الكلاب البوليسية المدربة على هذا العمل التي إن وجدت ستسهل علينا الكثير أثناء تنفيذ مهامنا في الكشف عن المخدرات ومن يقومون بتهريبها.
ومع ذلك فإن ضباطنا وافرادنا استطاعوا الكشف عن الكثير من عمليات تهريب المخدرات سواء تلك التي وصلت إلى نقاط دخول العاصمة أو تلك التي في المحافظات التي نتواجد فيها في الضالع وابين ولحج ( الصبيحة ويافع ).
- هل بإمكانكم اخبارنا عن كمية المخدرات التي حاول المهربون ادخالها عبر تلك النقاط والقيتم القبض عليها منذ بدء عملكم قبل 4 سنوات؟
--أستطيع أن اقول لكم منذ نشأتنا استطعنا أن نضبط 4100 كيلو حشيش أي اربعة اطنان من هذه الآفة المخدرة وكذا ضبط 101 كيلو من مادة الشبو، إضافة إلى آلاف من كميات الحبوب التي لا تستخدم وفق وصفات طبية.
وكل هذه الكميات استطاعت ادارة مكافحة المخدرات في الحزام الامني ضبطها بجهود ضباطها وافرادها في عدد من النقاط الامنية في المحافظات التي تحت سيطرتنا، وأكرر بالرغم من الامكانات المتواضعة التي بحوزتنا.
- وماذا كان مصير هذه الكميات المخدرة؟
--نقوم بالتعامل معها حسب القانون وذلك بإتلافها عن طريق احراقها بإشراف وحضور عضو من النيابة الجزائية وبجانب مبناها في مديرية خورمكسر وايضا بتواجد رؤساء الدوائر المختصة في ادارة أمن عدن والسلطة المحلية وامام مرأى ومسمع وسائل الإعلام الرسمية والاهلية.
تعاون مع أمن العاصمة
- هل هناك تعاون بين ادارتكم وادارة امن العاصمة المؤقتة عدن؟
-- نعم يوجد بيننا تواصل وتعاون دائمين مع ادارة شرطة عدن ممثلة باللواء مطهر الشعيبي مدير ادارة أمن عدن فهو بمثابة اب لنا جميعا ونستفيد منه كثيرا ومن خبراته في المجال الامني بل ونقوم بالتنسيق المشترك أثناء القيام بمداهمة اوكار مروجي المخدرات وكذا المتعاطين لها.
ايضا لدينا تواصل مستمر مع ادارة مكافحة المخدرات في شرطة امن عدن ممثلة بالعقيد الزميلي ونحن نؤمن بأن التعاون أساس النجاح.. وهي القاعدة التي نعمل بها مع إدارة امن العاصمة المؤقتة عدن منذ أن بدأنا العمل في ادارتنا قبل حوالي 4 اعوام.
- مقدم مياس.. من خلال عملكم هل توصلتم إلى نتائج عن الفئة المستهدفة من قبل تجار المخدرات؟
-- من خلال معاينتنا للفئة المستهدفة من قبل تجار ومروجي المخدرات فإننا توصلنا إلى النتيجة التالية: إن الشباب من سن ١٨ حتى سن ٢٥ هي أكثر الفئات استهدافا من قبل تجار المخدرات.
ونحن منذ أن بدأنا بالعمل في هذا المجال، فإن هذه الفئة من الشباب هي التي لاحظنا أنها الأكثر وقوعا ليس في فخ تعاطي المخدرات من حشيش وشبو وحبوب مخدرة فقط، وانما هناك من قبض عليه وفي حوزته كميات تتجاوز الكيلو من هذه المخدرات بغرض المتاجرة بها أو ترويجها للشباب بغرض نشرها بشكل سريع بين هذه الشريحة التي بتدميرها سيدمر أي مستقبل لمجتمعنا ووطننا.
مركز لعلاج الإدمان
- هل دوركم في ادارة مكافحة المخدرات تجاه المتعاطين للمخدرات القبض عليهم فقط وتقديمهم للمحاكمة وبعد ذلك سجنهم؟
-- سعينا بشكل كبير الى إنشاء مركز خاص لعلاج الذين أصبحوا مدمنين للمخدرات.. وطبعا أنتم من المؤكد قد عرفتم من الاخبار أنه وبمبادرة كريمة من عضو مجلس القيادة الرئاسي الشيخ عبدالرحمن المحرمي قد تم قبل أسبوع تقريبا تسليم مشروع تأهيل مبنى علاج الادمان من المخدرات وهو أول مشروع حكومي سيتبع ادارتنا وسيقوم بمعالجة المدمنين من المخدرات من قبل كادر طبي وتمريضي وفني في العلاج الطبيعي والنفسي.
وبوجود هذا المركز سيتمكن كل من وجد نفسه في عالم إدمان المخدرات من أن يتخلص منها ويعود إلى حياته الطبيعية بعيدا عن هذه السموم التي تدمر كل من يستمر في تعاطيها.
- كلمة اخيرة مقدم مياس حيدرة توجهونها.
-- اولا اشكر صحيفة ١٤ اكتوبر لتسليطها الضوء على عملنا في إدارة مكافحة الارهاب في قوات الاحزمة الامنية وأوجه عبرها نصيحة للشباب الذين هم عماد المجتمع ومستقبله، واقول لهم إن دوركم مهم جدا في بناء الوطن.. فأنتم العمود الفقري له، وعليكم تجنب أي طريق يؤدي بكم إلى مسلك التعاطي أو المتاجرة أو ترويج المخدرات.. مهما بلغت الصعوبات التي تواجهونها، فيكفي أن تعلموا أيها الشباب أن عقوبة المتعاطي للمخدرات هي 5 اعوام بينما عقوبة المتاجر أو المروج تصل إلى 25 عاما ..فلا تضيعوا سنوات من اعماركم نتيجة تعاطي أو ترويج هذه المادة السامة. فعليكم أيها الشباب التوجه نحو المستقبل الزاهر الذي ستصنعونه أنتم بايديكم، وبوعيكم وعلمكم وستهزمون به الحرب التي تستهدفكم بنشر المخدرات بينكم. نحن أمام حرب مفتوحة يجب على الجميع ادراكها، وهي من اخطر الحروب وابشعها تهدف إلى تخريب مستقبل الوطن بتخريب حياة شبابنا بالمخدرات.
وايضا أهيب عبر صحيفتكم الغراء بأولياء الأمور ضرورة متابعة ابنائهم وتوجيههم وارشادهم إلى طريق الصلاح.. والوقوف معهم في كل معضلة تواجههم.. وبهذا ستقطعون طرق الشرور التي تعترض حياتهم بين الحين والآخر.