نسعى لزيادة المنح المخصصة لطلابنا اليمنيين في مصر
القاهرة / 14 اكتوبر :
العلاقات اليمنية المصرية أنموذج تاريخي عريق
تنسيق مشترك بين الجامعات اليمنية والمصرية في إطار التعاون الثنائي
عدد الدارسين اليمنيين في مصر أكثر من أي دولة عربية أخرى
نقف إلى جانب المبتعثين وفق الإجراءات واللوائح
أكد أ. د. هادي الصبان، الملحق الثقافي في سفارة بلادنا بجمهورية مصر العربية، ان العلاقات اليمنية المصرية نموذجا يحتذى به كونها عريقة جدا يعود ترابطها الى احقاب زمنية متباعدة وتعمقت وازدادت شموخا في القرنين الأخيرين وامتزجت بالدم أثناء دفاع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عن بلادنا إبان ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والطالب حينها في خطابه بمدينة بتعز قائلا بأن على الاستعمار البريطاني أن يرحل من ارض الجنوب، والتي كانت الشرارة التي اثلجت صدور المناضلين الابطال الاحرار الذين أعلنوا ثورتهم في الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م ضد الاستعمار البريطاني وأعوانه حتى تحقيق الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر العام 1967، كما كان لبلادنا دور محوري إبان حرب اكتوبر 1973م من خلال غلق مضيق باب المندب وقناة السويس امام الملاحه الدولية .
و علاقات بلادنا مع مصر متعددة وفي كل المجالات بما فيها العلاقات الدبلوماسية والتي تتمثل بوجود سفارة بلادنا فيها وملحقياتها المختلفة التى تراعي مصالح جاليتنا ومواطنينا فيها وفي مختلف المجالات.. الملحقية الثقافية واحدة من هذه الملحقيات التي تعد من اهم الملحقيات الفاعلة والمؤثرة من خلال مهامها التي لا يمكن الاستغناء عنها ودورها الفاعل في استمرار العملية التعليمية لطلابنا المبتعثين والدارسين في الجامعات المصرية المختلفة.
للاطلاع أكثر حول مهامها كان لنا هذا الحوار مع ا.د.هادي الصبان الملحق الثقافي الذي خص به صحيفة 14 اكتوبر، على النحو التالي :
س : ماهي مهام الملحق الثقافي ؟
ج : طبعا مهام الملحقية الثقافية أو المستشار الثقافي هي كثيرة ويمكن ايجازها في بعض النقاط البسيطة في عملية تنسيق ومتابعة بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا وفي جمهورية مصر العربية والجامعات المصرية، وتسجيل الطلاب ومتابعتهم اكاديميا هذا من جانب الابتعاث، بالاضافة الى ان هناك جوانب أخرى تقوم بها الملحقية الثقافية تتمثل في تطوير البحث العلمي من خلال التنسيق المشترك بين الجامعات اليمنية والجامعات المصرية، واقامة مؤتمرات مشتركه وتبادل زيارة الاساتذة ين الجامعات اليمنية والمصرية، حيث تم بهذا الخصوص خلال الايام الماضية عقد لقاء عبر الزوم بين جامعة حضرموت وجامعة أسيوط المصرية بمشاركة نخبة من المختصين من كلا الجانبين بهدف تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين ونتج عنه عدة توصيات في إقامة برامج مشتركة، ومؤتمرات بين الجانبين في مجال البحث العلمي، والاشراف على الرسائل العلمية وإقامة دورات تدريبية وتأهيلية للطلاب، وكذا الاستفادة من خبرة الأساتذة الكبار في كلتا الجامعتين،حيث يعد هذا أول باكورة للتنسيق المشترك وستكون هناك بمشيئة الله تعالى عدة لقاءات أخرى بين الجامعات اليمنية ونظيراتها المصرية لاستفادة كل من الاخرى وبحسب أهداف الجامعات .
س : يتزايد أفراد الجالية اليمنية في مصر يوما بعد آخر وبالتأكيد هناك عدد كبير منهم في مراحل دراسية مختلفة.كيف تتعاملون مع هذا الأمر ؟
ج : الملحقية الثقافية تولي جل اهتمامها لهذا الأمر، حيث هناك الآن مدارس يمنية مختلفة تدرس المنهج المعمول به في بلادنا من أجل استكمال الطلاب لمراحلهم الدراسية المختلفة وحتى لا تضيع سنوات دراستهم، وهناك متابعة حثيثة من جانب وزارة التربية والتعليم والسفارة اليمنية ممثلة بالملحقية الثقافية كون عدد الطلاب اليمنيين الدارسين في مصر فيها أكثر من أي دولة أخرى ..حيث استكملت خلال الأيام الماضية امتحانات الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي لطلابنا الدارسين في المدارس اليمنية بمصر والتي تمت بإشراف من وزارة التربية ممثلة برئيس اللجنة الامتحانية وكيل الوزراة لقطاع المناهج محمد لملس، والذي اطلع شخصيا على عملية سير الامتحانات في المدراس اليمنية وبالتنسيق مع الملحقية الثقافية لسفارة بلادنا في مصر، ونحن دائما نسعد عندما نجد اهتماما ومتابعة من قبل وزارة التربية والتعليم لطلابنا الدارسين في كل الدول لأن ذلك يسهم بدرجة رئيسية في تحفيزهم على بذل مزيد من العطاء من أجل التحصيل العلمي المثمر والمشرف لهم، كما أن الملحقية الثقافية وفي إطار تعزيز الروابط المشتركه الهادفة إلى تسهيل إجراءات سفر الطلاب إلى دول أخرى للدراسة أو استكمال دراستهم في هذه الدولة او تلك عملت على عقد لقاءات مشتركة مع المستشار الثقافي الروسي والصيني والفلبيني والماليزي والقطري بهدف التنسيق المشترك بينهم من أجل تسهيل عملية التنقل للطلاب الدارسين خارج مصر من خلال منحهم التاشيرات اللازمة وفي اسرع وقت كون مصر أصبحت أول محطة للطلاب الدارسين خارجها ...فهذه اللقاءات تصب في مصلحة طلابنا الذين نتمنى لهم جميعا تحقيق كل أمانيهم وطموحاتهم .
س : كيف تقيمون علاقتكم بالجهات ذات العلاقة في مصر ؟
ج : علاقتنا مع الجانب المصري لا يمكن تقييمها بدقائق فعلاقتنا تاريخية ومترابطة الجسور وعميقة الجذور ونحتاج إلى سنوات من أجل تقييمها وتربطنا علاقة دم أيضا فالشعب المصري مضياف ويحب اليمنيين ونحن كذلك نحبهم ولا نشعر أن هناك فوارق بيننا وبينهم وصرنا اليوم شعبا واحدا.
س : كم عدد المنح الدراسية المقدمة من الجانب المصري لبلادنا ؟
ج : هناك برتوكول بين الجانبين منذ العام 2015م والجانب المصري عمل آلية جديدة بدءا من العام الماضي 2023م وهي أن الطالب بإمكانه الدخول على المنصة الإلكترونية ويملأ البيانات المطلوبة من أجل الحصول على المنح الدراسية من الجانب المصري مباشرة وهي عملية تسهل للطلاب اليمنيين التسجيل والحصول على المنح الدراسية بدلا من النظام السابق الذي كان معمولا به والمتمثل في ارسال الخطابات والكشوفات من جانب بلادنا ثم ترسل إلى الجانب المصري . فالعمل الآن صار كله إلكترونيا.
س : هل هناك تنسيق مع الجانب المصري بخصوص الدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه ؟
ج : التنسيق موجود ومستمر ولكن نحن نسعى ونعمل دائما من أجل أن تكون هناك دراسات عليا في مجال البحوث العلمية وخصوصا جانب عمل الدورات المشتركة والاتفاقيات المشتركة والجانب البحثي المتميز.
س : المخصصات المالية للطلاب المبتعثين للدراسة كم تكلف؟
ج : الكثير منا يعتقد أن الملحقية الثقافية هي عبارة عن صندوق صرف واعطاء المنح، هذا غير صحيح اطلاقا، الملحقية مهمتها اكثر من ذلك والأهم الجانب أكاديمي والبحثي. فالمنح والمخصصات المالية تتم عبر وزراة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة المالية وتختلف المخصصات من جامعة الى أخرى والتكلفة المالية تتفاوت وتتغير من تخصص إلى آخر حسب الرسوم الدراسية لكل جامعة وتخصص.
س : المنح الدراسية المخصصة لبلادنا كافية أم أن هناك حاجة لزيادتها ؟
ج : نسعى ونعمل جاهدين وبالتنسيق مع الجانب المصري لزيادة المنح المخصصة لاسيما مع وجود طلاب يمنيين متخرجين من الثانوية سنويا هنا في مصر . علما بأن تكلفة الدراسة في مصر تعتبر أقل مقارنة بالدول العربية الأخرى.
س : هل يوجد تقييم لمستوى الطلاب الدارسين . وكيف تتم عملية التقييم ؟
ج : بالتأكيد ليس تقييما وانما متابعة اكاديمية للطلاب كل نهاية عام دراسي من قبل الملحقية حيث نرسل ايميلات للطلاب المتميزين نشكرهم على اجتهادهم ونحثهم على بذل مزيد من العطاء من أجل رفع مستواهم الدراسي والأكاديمي وكذلك للطلاب المتعثرين في هذه المادة او تلك نحثهم ونطالبهم بضرورة زيادة الاهتمام والمراجعة والدراسة بجدية من أجل رفع مستواهم إلى الاحسن والافضل وتجاوز عثراتهم، وعموما طلابنا ماشاء الله تبارك الله من احسن الطلاب الدارسين في الجامعات المصرية .
س : كلمة أخيرة لكم في هذا الحوار ؟
ج : نشكر لكم تواجدكم معنا وتلمس هموم الملحقية وماتقدمه لطلابنا الدارسين، ونوجهها دعوة في أن يلتزم طلابنا بقوانين وأنظمة البلد المبتعث إليها كما يلتزمون بقوانين وأنظمة بلدهم، وأن يكونوا نموذجا في الاخلاق الحميدة وان يتعاملوا بأسلوب راق مع الآخرين من الطلاب الدارسين معهم من الجاليات الأخرى، وحث طلابنا على أن يأخذوا دورات ثقافية وعلمية للاستفادة منها في حياتهم الدراسية، وأن ينقلوا تراث وثقافة وحضارة بلادنا المتعددة الى أقرانهم من الجاليات الأخرى وتعريفهم بها، وأن تكون صدورهم مفتوحة للجميع وتقبل الرأي والرأي الآخر دون تعصب، بالاضافة الى أن يكونوا خير سفراء لبلادهم وبمعنى الكلمة، متمنيا لكل طلابنا الدارسين والمبتعثين التوفيق والنجاح في حياتهم الدراسية .