" إننا في اليمن تميزنا بتغليب مصلحة الوطن العليا من خلال اتباع الحل والتغيير السلمي وتبادل السلطة سلمياً وانتهاج الحوار الوطني الشامل , الذي استمر لمدة عشرة أشهر , وربما يكون أطول حوار في التاريخ المعاصر , وذلك من أجل خروج اليمن سالماً من الأزمة الكبيرة التي نشبت مطلع العام 2011م وما بعد الوحدة المباركة من 22مايو1990م وما بعد حرب صيف 1994م , وخرج بحزمة من القرارات والتوصيات لمعالجة تلك المشكلات " . . هكذا هي لغة الخطاب الراقي التي تميز بها الرئيس هادي أثناء لقائه بالمدير المقيم بالمعهد الوطني الديمقراطي للشؤون الدولية والوفد المرافق لها و القيادات النسوية في ائتلاف أمل من مختلف الأطياف الحزبية والمهنية والتخصصية.
وهناك من يقول أنه بصدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140 أصبحت اليمن تحت الوصاية وهذا الادعاء ليس بصحيح حيث قال مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر أن قرار مجلس الأمن الدولي 2140 بشأن اليمن هو إجراء إضافي ضد أفراد وجماعات تريد تقويض العملية السياسية مؤكداً إن إصدار القرار الدولي تحت الفصل السابع كان ضرورياً لتنفيذه , وإنه ينطبق على الأشخاص والمجموعات المعرقلة وليس اليمن ككل, فالقرار لا يعني التدخل العسكري في اليمن وإنما يعتبر بمثابة السيف الباتر الذي لن تفلت منه رقاب المعرقلين لعملية التسوية السياسية والانتقال السلمي للسلطة ولمخرجات الحوار الوطني الشامل ولكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار اليمن.
فهل يستفيد بعض الساسة في اليمن ممن لازالوا يحلمون بعودة ماض ولى واندثر من مستجدات التغييرات الحاصلة في العالم والإقليم ؟ إلى متى سيظل هؤلاء أسيري غرف التآمر والأبراج العاجية المظلمة بعيداً عن المتغيرات العصرية الراهنة ؟ وإلا بماذا يفسر استمرار تلك الجماعات والفئات بل والأفراد في غيهم بتأجيج الفوضى والتخريب والعنف والخروج عن الكياسة والمنطق والقانون وتفجير بؤر التوترات هنا وهناك ؟ هل يظن هؤلاء أنهم بقيامهم بأعمال التخريب والعنف والقتل وبإثارة النعرات والفتن الطائفية والمناطقية سينالون مرادهم في إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء سنوات لن تذكر أحداً إلا بمآسي وويلات زمن الملكية والكهنوت والمشيخات وحكم القبيلة والفرد والفرعونية لشهوة السلطة وزمام الحكم والتي لم تجلب لليمن إلا الكثير من المصائب والويلات ودورات الصراعات والعنف وإراقة الدماء والقتل والتقطعات والفتن واليمن اليوم بحاجة إلى اصطفاف شعبي وحزبي وجماهيري واسع النطاق خلف فخامة رئيس الجمهورية وأسطورة القرن صانع المنجزات العظيمة والانتصارات العملاقة في إخراج اليمن من أزمة لم يشهد مثلها طوال تاريخه الحديث والمعاصر بحكمة المفكر الحكيم والقائد الماهر المتميز بالعقل والفطنة والحلم عند الغضب والصبر على المكاره والاستبسال حينما تحل الخطوب والمصائب .
نقول لمن يحاولون الاصطياد في الماء العكر من ساسة خلق الأزمات كفى، ألا تتعظون يا هؤلاء فقرار مجلس الأمن الدولي 2140 جاء لمساعدة اليمنيين للخروج بيمن الحضارة والعزة والشموخ من جحيم الفتن والفوضى والفساد والإفساد إلى نعيم الأمن والاستقرار ومواكبة تطورات العصر الراهن . . جاء من أجل تخليص اليمنيين من عهود الفرقة والشتات والاحتقانات والحروب إلى مرحلة السلم والأمن وتطبيع الحياة والتبادل السلمي للسلطة ومن أجل بناء دولة اتحادية مدنية حديثة السلطة فيها للشعب وليس للعسكر والقبيلة والفرد والشيخ . . عهد أنا ومن بعدي الطوفان ولى ولن يعود على الإطلاق . . أنا ومن بعدي الطوفان . . هذه العبارة الشهيرة التي تذكرنا بالملك لويس الرابع عشر الذي حكم فرنسا 54 عاماً من 1661م إلى 1715م الذي كان يعتقد أنه مصدر السلطات , بسبب الملكية المطلقة , وهو صاحب العبارة الشهيرة ( الدولة هي أنا ) والتي سقطت حين أصاب الفقر والعوز شعبه, فزادت الضرائب ومعها زاد السخط الشعبي فشهدت فرنسا في الفترة الأخيرة من حكمه ظروفاً اقتصادية صعبة مهدت لقيام الثورة الفرنسية في عام 1789م , فهل يتعظ المعرقلون ويستفيدون من القرار الأممي لعله يشكل فسحة أممية لهؤلاء الساسة في اليمن لكي يعودوا إلى جادة الصواب وعين المنطق والعقل إن كان لديهم ضرس العقل ؟ ! ! !
إن وسائل الحقد والحسد والغباء المرسلة عبر القنوات الفضائية والصحافة والتسريبات الإلكترونية الموجهة للإساءة لفخامة الرئيس هادي لم تعد مخفية على أحد, وباتت اليوم واضحة عارية تفضح أصحابها كوسائل وقيادات ممولة لمحاولة كتب عليها الفشل الذريع بعد النجاحات المتتالية والإنجازات العظيمة التي تحققت في عهد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .
المرحلة الحالية هي مرحلة رصد لكافة الظواهر المريضة في الشخصيات السياسية والوسائل لأنها تستهدف في الأساس مجلس الأمن الدولي , إذن ( بلاش ) حركات طفولية صبيانية وغبية في نفس الوقت فليعد الكل إلى جادة الصواب والتسليم بالواقع الجديد , فلا تغرنكم التناقضات والخلافات العربية والإقليمية فلا تلعبوا على هكذا حبل وأمر قد عفى عليه الزمن , فاليمن اليوم بحاجة إلى استحقاقات إقليمية ودولية من خلال وعود المانحين وهي فرصة أخيرة للاصطفاف خلف القيادة السياسية لفخامة الأخ الرئيس هادي حتى لا تجدوا أنفسكم خارج السرب . . إن النشاط الإرهابي للمنظمات الإرهابية في بلادنا الذي ظهر فجأة وتصاعدت وتيرته في بعض محافظات بلادنا.. وأبرز تلك الأنشطة القاعدية والحوثية ليس من المستبعد أن تكون دولية تدعم وتمول وترعى هذا الاستفزاز وربما هي محاولة غبية لتوجيه رسالة إلى العالم ومجلس الأمن .
وعلى العموم ننصح الجميع سواء المتواجدون في أرضية الملعب أو في المدرجات فلا تحاولوا تعطيل مخرجات وثيقة الحوار الوطني ولان الرئيس بحكمته وسعة صدره وحرصه على الجميع إنما هي رسائل الحاكم المؤتمن لشعبه للاصطفاف الوطني وهي رسائل قوية للأمة تعكس قوة الدعم الدولي والعربي والإقليمي للرئيس هادي فلا تلعبوا يا أغبياء بالنار , فالنار لا تحرق إلا رجل واطيها والحليم تكفيه الإشارة.
احترموا قرار مجلس الأمن الدولي ويكفي تطفلاً
أخبار متعلقة