الجهل والمرض والفقر من الأمور التي يبتلى بها الإنسان في كل زمان ومكان ومع هذا وذاك يظل الإنسان مقاوماً حباً في الله وتمسكاً بالحياة، وسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قالها كلمة «لو كان الفقر رجلاً لقتلته» فما بالنا لو كان قوله موجها نحو سياسة الإفقار ورجالها والقائمين على أسبابها ودوافعها ماذا هو فاعل بهم؟ ، ولماذا نحن العامة من الناس نرى جهات الاختصاص المسؤولة عن محاربة الفساد والقائمين على تحسين المستوى المعيشي للشعب وكل الوطنيين بهذه السلبية والخضوع والخنوع للاستبداد والقهر والاضطهاد والصمت والخوف مطبق عليهم فنجد من يرى ويسمع ويتحدث من دون جدوى أو شيء ينفع .
الفقر يزداد يوماً عن يوم والشعب غلبان مقهور ومغلوب على أمره وإن تحدث يسجن أو ظل ملاحقاً وإن تحرك ليغير الواقع سفك دمه وقتل ويكون شهيدا أو يذهب هباء منثورا. مسكين هذا الشعب مغلوب ومنهوب وإذا مد يده ليأخذ قطعة خبز ليأكل أو كأس ماء ليشرب تقطع يده أو يسجن وفي الوقت نفسه إذا جاء شيخ أو أي نافذ مدجج بالسلاح والمليشيات المسلحة والأطقم وقام يضخ النفط والغاز إلى السفن الناقلة عبر منصات النفط أوالغاز الخاصة يقف الضباط والجنود يؤدون التحية الواجبة ويقولون حاضر ياشيخ حاضر يا أفندم كل شيء تمام ونحن في أتم الاستعداد للتضحية والفداء من أجلكم وسعادتكم والحفاظ على مصالحكم وعندما يمر (هذا النافذ) يهمس لهذا وذاك ويصرف المعلوم هبة ونثريات ليس من عائد الثروة المنهوبة ولكن من المال العام وهي توجيهات عند صاحب المالية مفهومة والقائد الهمام بمختلف أنواع السلاح جاهز وفي أتم الاستعداد للدفاع عن حياض الفساد والفاسدين الذين هم الأدوات المنفذة والقائد رجل أول للمهام الصعاب يوفر الحماية والغطاء لكل ناهب ونافذ في كل المفاصل.
إن العملية هي منظومة متكاملة واحدة وموحدة ومثلث الفساد فيها هو الذي يديرها وإلا لماذا يهدد ويلوح بالقتل والدمار والتكفير ، غبي وغبي جداً من يعتقد أن ذلك حب في وحدة الوطن والشعب أو حفاظ على المصالح العليا أو الثوابت الدينية أو الدستورية أو التزام بقول الله تعالى” واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا «بل أن الهدف في الأصل هو مصالح هذا المثلث الذي يسعى للوحدة من أجل الثروة ويغتاظ سريعاً من المطالبين بالانفصال أو الفيدرالية بين الشمال والجنوب وهو الأمر الذي يقلقهم ويثير لديهم السؤال كيف ستكون الهيمنة على الثروات المتناثرة في البر والبحر وفي الجبال والوديان وأراضي الجنوب الإستراتيجية من حيث الموقع الجيوسياسي والاقتصادي الاستثماري وهو البوابة الرئيسية الأساسية لليمن وشبه جزيرة العرب ودول الخليج وهذا المسعى الحثيث للسيطرة على الميناء في مدينة عدن ما هو إلا من أجل السيطرة على نشاط التجارة والنقل والملاحة البحرية العالمية الذي يندرج في سياقه التهريب الممنهج وتجارة السلاح وقاعدة الانطلاق لأعمال العنف والإرهاب على المبادئ الإستراتيجية للفوضى الخلاقة والهيمنة والسيطرة الاستعمارية الصهوأمريكية الإخوانية.
من هنا ينبغي أن تتأسس الدوافع الوطنية وضرورة ارتفاع مستوى الوعي الوطني السياسي والفكري والثقافي لمناهضة ومحاربة الفساد والعنف والإرهاب الباحث عن قاعدة لـ ( القاعدة) العابرة للحدود والبحار والمحيطات فهي قاعدة لا وطن لها تحاول خلق المناخات والأجواء المناسبة للاستيطان ومن ثم الانطلاق وفقاً لأهواء وإغواءات الشيطان ، لكن هيهات فعدن عصية.. عدن السلم والسلام والحب والإخاء والعيش المشترك والأمن والأمان ستظل الحضن الدافئ لكل الوطنيين الأحرار ورمز شموخ وكبرياء اليمن الأرض والإنسان.
عدن رمز شموخ وكبرياء اليمن
أخبار متعلقة