لاشك في أن مهمة لجنة الاتصال ـ التي تشكلت مؤخراً في طريق التمهيد والتحضير للحوار الوطني- ستكون صعبة للغاية باعتبار أن هذا الحوار هو أحد المحاور المهمة للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المتعلقة بإخراج اليمن من الأزمة التي مرت بها ولن تكون سهلة في ظل الاختلاف الحاد الحاصل بين طروحات كافة أطياف العمل السياسي في بلادنا حول مجمل القضايا والمواضيع الوطنية الملحة والمهمة في الحاضر والمستقبل وفي ظل ضعف الثقة المتبادلة بين هذه الأطراف الفسيفسائية والمتنوعة..
وما من شك لدى المتفائلين الذين استبشروا خيراً بتعيين لجنة الاتصال هذه من أجل الحوار بأنها ستكون عند مستوى المسؤولية الموكلة إليها وأنها ستبدأ بوضع تصور مقترح أو خطة عمل أو آلية أو برنامج تبدأ به عملها هذا ونعتقد بأنها ستراهن على توفر بعض الشروط الضرورية الموجودة في واقع الحال لكي تنجح في مهمتها نذكر من هذه الشروط أو المقدمات أو العوامل أو الأسباب أو السبل التي ستساعد في التمهيد للوصول إلى الحوار الوطني وإنجاحه والحيلولة دون فشله أو انتكاسته ما يلي:
ـ توفر الإرادة السياسية بين كافة الأطراف المعنية بالحوار للبدء فيه بنية صادقة وجادة دون تلكؤ او مماطلة أو وضع شروط مسبقة.
ـ توفر الثقة المتبادلة وحسن النية بين كافة الأطراف والأطياف المختلفة وأنها ستوافق جميعها على الدخول في الحوار من أجل الوطن الكبير.
ـ وضع المصلحة العليا للوطن قبل المصالح الضيقة والمشاريع الأنانية الصغيرة كدليل على حب الوطن والولاء له بعد الله سبحانه وتعالى ولرسوله الكريم وكتابه العظيم..
وأن اليمنيين يستطيعون تجاوز خلافاتهم الضيقة والنظر للأمور بمنظار أوسع يتناسب مع حجم الوطن اليمني الكبير وأنهم يستطيعون أن يثبتوا للعالم بأن الحكمة اليمانية سارية في الأجيال اليمنية منذ فجر الإسلام حتى قيام الساعة بإذن الله تعالى.
اختفاء بؤر التوتر التي قد تؤثر وتعيق الوصول إلى الحوار ولابد من تهيئة الأجواء المناسبة والصحية للحوار بإزالة بؤر التوتر ، والحوار مع الشباب.
ـ هيكلة القوات المسلحة والأمن والابتداء بتدوير الوظيفة وإعادة الحقوق إلى أصحابها. وحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً ومنصفاً واعتبارها قضية القضايا لدى الجميع.
ـ دعوة كل الأطراف إلى الحوار بدون استثناء وبلا شروط مسبقة أو وضع عراقيل ومثبطات أمام هذا الحوار.
ـ إيمان الجميع بأهمية التغيير إلى الأفضل وأن الحوار هو أفضل السبل والوسائل الحضارية السلمية الراقية في طريق هذا التغيير وأحسن أسلوب لحل المشاكل والقضايا الشائكة التي تهم الوطن والمواطن وأن الذي يحب وطنه وبلده فإن عليه أن يحضر هذا الحوار وأن لا يقاطعه إذا أراد أن تخرج بلاده من عنق الزجاجة.
ـ أن يأتي كل طرف إلى الحوار وقد أعد وجهز رؤية واضحة وتصوراً محدداً ومقترحاً يعمل ويساعد على إخراج الوطن إلى بر الأمان ويجنبه في المستقبل القلاقل والمحن وعدم الاستقرار وكل ما يحد من نموه وتطوره وازدهاره.. وأن يطرح كل طرف برنامجه المستقبلي لبناء دولة يمنية حديثة ومتطورة يسودها الخير والعدل والحرية والمساواة والحياة الكريمة وان لا يأتي هذا الطرف أو ذاك من أجل المعارضة فقط أو إعاقة وتثبيط وإفشال هذا الحوار لأن هناك من سيراقبه محلياً واقليمياً ودولياً ويحمله المسئولية عن انتكاسة الحوار لا سمح الله..
مقدمات ولوازم.. لنجاح الحوار القادم..!
أخبار متعلقة