لقد انتهى شعبنا من الحوار الوطني بعد مخاض عسير استغرق عشرة اشهر وبدأ بتطبيق مخرجات الحوار على أرض الواقع ولمسنا بعض ثمراتها لا كلها وإن كانت بطيئة في سيرها إلا اننا راضون عنها بعد ان عشنا فترة من الزمن في تقلبات ترجف بنا الأراجيف وتعصف بنا الأعاصير وتتشعب بنا الطرق على مفترقات، فاليوم نضع أقدامنا على الطريق الصحيح إن شاء الله سبحانه وتعالى ونضع الحجر الاساس لنستأنف السير من جديد لبناء وطننا المجيد بعد الانقطاع المحتم والمفروض علينا ونرمي كل ما خلفته تلك الأزمة من أخطاء وسلبيات ومنغصات خلف ظهورنا ونبدأ صفحة جديد لنرسم عليها تاريخنا المشرق الحديث ونعيد لهذا الوطن أمجاده وعزته وقوته وسيادته وتلاحمه فمن سار معنا على هذا الطريق السوي الواضح المرسوم والمنشود فحيا وهلا فهو المحب لوطنه وشعبه ويتمنى له الخير والبناء والتقدم والرقي والإزدهار والأمن والرخاء والاستقرار، ومن أعرض فلا بد انه سيأتي اليوم الذي يرى فيه النجاح الكبير لهذا الوطن ويندم على تقصيره وتباطئه، وحتماً سوف يلحق بالركب عاجلاً أم آجلاً فنرجو له الهداية والتوفيق والسداد ولا نطعن في النيات فلنا الظاهر والله سبحانه وتعالى يتولى السرائر. ولن يسمح شعبنا بعد الآن لمن أراد ان يشوش عليه أو يضع العقبات والعراقيل في مسيرته بالبقاء في الفوضى والعبث بهذا الوطن فهو له بالمرصاد يقظ ومتربص به لردعه وزجره حتى يرده عن غيه، أو تماديه في باطله ومكائده والأخذ بيده إلى الصلاح والتهذيب، فنحن شعب لا يستهان به (أولو قوة وأولو بأسٍ شديد) كما قال الله تعالى في سورة النمل آية رقم 33 على لسان قوم ملكة سبأ، ولنا حضارة وتاريخ عريق لا نحتقر أنفسنا أو نستخف بها فرحلة الالف ميل تبدأ بخطوة كما جاء في المثل الصيني، ولكن الشعب اليوم بحاجة إلى اناس صادقين مخلصين لهذا الوطن ومحبين لهذا الشعب وإن كنا لا نشك في وجودهم بهذه المرحلة العصيبة من مراحل تاريخ بناء اليمن الحديث ليكونوا محل إجلال وتقدير وإعجاب واحترام الجميع ويقوموا بمهمتهم خير قيام، فالمسؤولية لا يتحملها الجبناء ولا العاجزون ولا المتخاذلون، إنما يتحملها العظماء من الرجال القادرون عليها، فالطريق مملوء بالمخاطر والصعاب ومحفوف بالمكاره والمخاوف وليس مفروشاً بالزهور والورود .ومن هؤلاء الرجال الصادقين مع الله سبحانه وتعالى ثم مع أنفسهم ونحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً وعلى رأسهم وفي مقدمتهم الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي حفظه الله الصابر المحتسب على هذا الشعب بل إنه سيبقى ان شاء الله سبحانه وتعالى ملتزماً بهذا الصبر والايمان والحكمة واليقين التي هي من صفات الحاكم المسلم حتى يتحقق له ولهذا الوطن النصر المبين على أعداء الدين والحياة والحرية والسلام والمحبة والإخاء والبناء والتقدم والأمن والاستقرار والرخاء. فقد دعا الأخ الرئيس في خطابه الأخير إلى اصطفاف وطني شامل ونبذ العنف والمكايدات والصراعات ومحاربة الإرهاب والتفرغ لإنجاز التسوية السياسية والتنمية في البلاد وتحقيق الحد الأدنى من الأمن والاستقرار النفسي والمعيشي للمجتمع، فلماذا لا يتفاعل مع هذا الخطاب صناع ومختلقو الأزمات أو من غرضهم الدائم أن تظل بلادنا في تخلف وفوضى وقلاقل ومشاكل مزمنة نستجدي الآخرين في طلب المنح منهم وان يأتوا إلينا لحل مشاكلنا ونحن بلد الإيمان والحكمة!
|
تقارير
فلنكن مع اصطفاف الأخ الرئيس
أخبار متعلقة