في احتفال بلادنا باليوم العالمي للقضاء على النواسير الولادية
صنعاء / بشير الحزمي:أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور احمد قاسم العنسي أن غياب الرعاية الملائمة خلال الحمل وعند الولادة وصغر سن الأم وسوء التغذية وتعسر المخاض لفترة طويلة كلها أسباب تؤدي الى الإصابة بالنواسير الولادية .وقال في الاحتفال الذي اقامته وزارة الصحة العامة والسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان أمس بالعاصمة صنعاء بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على الناسور الولادي تحت شعار ( تعقب الناسور - وتغيير ظروف العيش ) أن النواسير الولادية من أهم الأمراض التي تسبب الإعاقة عند المرأة نتيجة المخاض أو الولادة دون المساعدة الطبية مما يترتب عليها معاناة نفسية واجتماعية واقتصادية تؤدي الى اقصاء المرأة من محيطها الاجتماعي .وأضاف أن الفقر وقلة الوعي وعدم توفر البنية التحتية لخدمات الطوارئ التوليدية للمرافق الصحية في المناطق الريفية تضاعف إمكانية الإصابة بالنواسير الولادية وتفشي المرض .. موضحا أن المعالجة لا تتطلب تدخلا جراحيا فحسب وإنما ايضا نفسيا واجتماعيا .وأشار وزير الصحة الى أن المصابات بالنواسير الولادية ينحدرن غالبا من أوساط فقيرة وفتيات تم تزويجهن في سن صغيرة .ولفت الى أن التقدم الذي احرز مؤخرا في الرعاية الصحية للامهات بحسب نتائج المسح الديموغرافي الصحي لعام 2013م يدل على أن حالات الإصابة بناسور الولادة في اليمن في حالة انخفاض وإننا نسير في القضاء عليه من الناحية الوقائية .وقال أن الفجوة بين الحضر والريف في مؤشرات رعاية الامومة لا زالت واسعة وتحتاج الى مزيد من الجهد لتقليصها من خلال نشر خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والرعاية الصحية للامهات والرعاية التوليدية الطارئة في المناطق الريفية على مستوى المرافق الصحية والمجتمعية .وأوضح أن برنامج النواسير الولادية الذي ينفذ حاليا بدعم من صندوق الامم المتحدة للسكان والذي بدأ منذ عام 2010 وعمل على إنشاء وحدة لعلاج النواسير الولادية في كل من هيئة مستشفى الثورة العام في الامانة ومستشفى الوحدة في عدن قد قام بمعالجة ما يقرب من 60 مريضة على ايدي اختصاصيين محليين والاستعانة بخبير دولي لتدريب الكوادر الطبية والصحية . معتبرا أن استمرار الاصابة بداء ناسور الولادة انما هو نتيجة لحالة من حالات انكار حقوق الانسان .ودعا الى تكثيف الجهود من اجل التعبئة السياسية والمالية اللازمة للتعجيل باحراز تقدم نحو القضاء على ناسور الولادة ، والعمل من خلال التدخلات الوقائية والعلاجية واعادة الادماج الاجتماعي من اجل بلوغ القضاء المبرم على هذه الظاهرة في بلادنا .وأكد العمل على ضمان حصول الجميع على خدمات الصحة الانجابية ، تدريب المزيد من القابلات لتوفير الرعاية للأمهات والرعاية بعد الولادة ، زيادة الوعي بالنواسير الولادية ، معرفة نسبة الاصابة بالناسور الولادي وتعقبها ، انشاء فريق مركزي للنواسير الولادية ثم على مستوى كل محافظة ، تأمين الموارد البشرية الماهرة والمدربة بشكل كاف ، إنشاء مركز علاجي لعلاج الناسور الولادي والتدريب والرعاية في فترة النقاهة، كفالة حصول جميع النساء المصابات بناسور الولادة للمعالجة ، خدمات الادماج الاجتماعي الشامل والمتابعة الدقيقة ، تعزيز التعليم وحقوق الانسان ، تاخير سن الزواج والحمل ، تحسين تغذية الفتيات ، المشاركة النشطة من الرجال والمجتمعات في ايجاد الحلول .ووجه قطاع السكان بوزارة الصحة بافتتاح مراكز لعلاج الناسور الولادي في محافظات تعز وحضرموت والحديدة .وأعرب عن شكره وتقديره لصندوق الامم المتحدة للسكان الذي يقود حملة من اجل القضاء على ناسور الولادة وعلى ما يقدمه من دعم لبلادنا للقضاء على النواسير الولادية .من جانبها أوضحت وكيلة وزارة الصحة لقطاع السكان الدكتورة نجيبة عبدالغني الشوافي أن الاحتفال سنويا باليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة هو من اجل زيادة الوعي وتكثيف الجهود الرامية الى انهاء الناسور الولادي من اجل القضاء على هذا الظلم الاجتماعي العالمي.وقالت أن هذا اليوم يهدف الى حشد المناصرة للعلاج والوقاية من النواسير الولادية والتكفل بها مع خلق الوعي الضروري بخطورة هذه المعضلة على كافة المستويات .وأشارت الى أن العالم المتقدم قضى على ناسور الولادة قضاء مبرما نظرا لتطور وتحسن الظروف الصحية للمرأة .من جهتها قالت ممثلة صندوق الامم المتحدة للسكان في اليمن السيدة لينا . ك . كريستانسين أن موضوع اليوم العالمي للقضاء على النواسير الولادية هذا العام يعكس خطوة هامة نحو القضاء على هذا الحالة الصحية الممكن تجنبها، والذي يصيب حوالي مليوني امرأة وفتاة في البلدان النامية بما في ذلك اليمن.وأوضحت أن الناسور الولادي يظهر استمرار الفوارق على المستوى العالمي في الاستفادة من الرعاية الصحية والتمتع بحقوق الانسان الاساسية .وأكدت أن القضاء على النواسير الولادية يتطلب النهوض بقدرات البلدان على توفير فرص الاستفادة من خدمات جيدة في مجال الصحة الانجابية بما فيها تنظيم الاسرة ورعاية الامومة .وقالت أن تعقب ومعالجة كل حالات الناسور أمر مهم لكن من المهم أيضا أن تتخذ البلدان - من بينها اليمن - خطوات لمنع الاصابة بالناسور عن طريق معالجة الاسباب الاساسية الطبية والاجتماعية - الاقتصادية ، والقضاء على الفوارق الاجتماعية والاقتصادية المبنية على النوع الاجتماعي ، ومنع حمل الطفلات والانجاب المبكر وتشجيع التعليم لا سيما تعليم الفتيات .وأشارت الى أن صندوق الامم المتحدة للسكان أعلن مع شركاء في شتى أنحاء العالم عن الحملة العالمية للقضاء على ناسور الولادة منذ عقد مضية وذلك لما يمثله ناسور الولادة من إهمال ومن انتهاك للصحة وحقوق الانسان .وقالت أن الصندوق حقق تقدماً كبيراً حيث وبدعم منه خضعت 47000 امرأة وفتاة لعمليات جراحية لمعالجة الناسور .وأوضحت أن الصندوق وبالشراكة مع وزارة الصحة العامة والسكان أنشأ في اليمن وحدتين للناسور الولادي في صنعاء وعدن ، حيث تقدمان خدماتهما المجانية للمصابات بالناسور من مختلف انحاء الجمهورية . وقد تمت معالجة نحو 70 امرأة وقد عدن الى اسرهن متحررات من وصمة الناسور الولادي .وأشارت الى انه لا يزال ثمة الشيء الكثير مما يتعين القيام به ويلزم المزيد من الدعم والزخم لتمكين الحملة من توسيع نطاقها لتشمل كل ارجاء العالم .. داعية الى إنهاء الناسور الولادي والتصدي للظروف التى تعمل على استمراره بما فيها الفقر وانعدام فرص الاستفادة من الرعاية الصحية وظاهرة زواج الاطفال والإنجاب المبكر .وكانت رئيسة الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات سعاد قاسم قد قدمت خلال الحفل عرضاً تقديمياً عن النواسير الولادية في اليمن وجهود مواجهتها .كما تم خلال الحفل عرض فيلمين وثائقيين عن الناسور الولادي في اليمن .حضر الحفل نائب وزير الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر باعوم وعدد من القيادات الصحية وممثلي المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المهتمة .