رامي نبيه في منتدى باهيصمي:
شوقي عوض :كم هو جميل ورائع أن يجيء بل قل يأتي الأستاذ الفنان رامي حامد نبيه مدير عام مكتب الثقافة (بعدن) إلى منتدى (باهيصمي) الثقافي الفني بالمنصورة ليكون تحت المجهر وجهاً لوجه مع رواد المنتدى بالصوت والصورة، يبث شكواه ونجواه في حديث يكاد يقطر دماً، بروزنامة من المعاناة والهموم الثقال في مسائية الخميس الموافق 24 /4 /2014م وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.جاء الحديث ساخناً من قبل الأخ مدير عام مكتب الثقافة (بعدن) رامي حامد نبيه متدفقاً كالسلسبيل في الإصرار والتشبث بالحب حتى العبادة لمدينة عدن وعدم القنوط واليأس والإحباط من العمل والجري والمتابعة مع الاحتفاظ بالصبر والعناد. فقلت: يا لها من ليلة دهماء، بياضها كالسواد فمن أين أبدأ وكيف ؟ لم تدم حيرتي طويلاً طالما وأنا أستمع لحديث مدير عام مكتب الثقافة (بعدن) والذي تحدث إلينا قائلاً:ثلاث سنوات مرت عجافاً على كاهلي ومنذ أن توليت فيها وتحملت بشغف وحب مكتب الثقافة (بعدن) فقوبلت كما قوبل (بوذا) بالجحود والنكران فقلت: معليش من أجل عدن كل شيء يهون إلا أن الأمور تفاقمت وأصبحت لا تسر الخاطر ومن هنا كان لابد من التوضيح لما تم إنجازه خلال هذه السنوات المريرة من منجزات إبداعية وثقافية وعلى مختلف المستويات الإبداعية والثقافية والفنية بمحافظة عدن وما شهدته المحافظة من احتضان للمواهب الشابة المبدعة وغيرها من الأنشطة الثقافية والإبداعية والمسرحية والفنية المختلفة والمتمثلة في إحياء الحفلات الرسمية والسهرات الفنية الشعبية في الساحات العامة والهواء الطلق وفي مختلف المناسبات الوطنية والأعياد إلى جانب الاحتفاء بتكريم المبدعين في المناسبات الاحتفائية بهم وبتذكرهم إبداعياً والمشاركة مع بقية الفعاليات الثقافية والمنتديات والجمعيات الثقافية بمحافظة عدن وكافة شرائح المجتمع المدني بقدر ما نستطيع بغرض إعادة الروح الإبداعية ثقافياً وفنياً وإنعاش المشهد الثقافي والإبداعي بمحافظة عدن.ودعا إلى ضرورة وتكاتف الجهود الإبداعية والمؤازرة من جميع شرائح المجتمع المدني ومثقفيه ومبدعيه بشكل عام، وإلى نبذ الخلافات والأحقاد الجانبية والشخصية والتي لا تخدم سوى ضعفاء النفوس من الذين لا يحبون مدينة عدن وتقدمها وتطورها الثقافي والاجتماعي والهوية الثقافية والإبداعية لمحافظة عدن.وأوضح في سياق حديثه أهم القضايا الجوهرية والحساسة ذات الصلة بالشأن الثقافي ومكتب الثقافة (بعدن) والمشكلات والهموم التي يعاني منها مكتب الثقافة (بعدن) وبعض وجهات النظر المختلفة والمتباينة في سير عمل ونشاط مكتب الثقافة (بعدن) والتي عكست نفسها سلباً وأوجدت روح التنافر المفرط في حياة المبدعين والواقع الثقافي والإبداعي بمحافظة عدن وإنسانها المبدع.وطالب الجميع ببذل قصارى جهودهم من أجل استعادة رونق الحياة الإبداعية والجمالية لمدينة عدن وزخرفها الإبداعي والجمالي وانتشالها من وضعيتها الثقافية المتردية حتى تكون مدينة عدن بذلك في صدارة واجهة المدن الحضارية والثقافية يمنياً وعربياً، فاتحاً صدره وقلبه لكل من يتحلى بالنقد البناء والهادف إلى تصحيح الأخطاء والاعوجاج وليس النقد الذي يقوم على أساس الهدم والاصطياد في المياه العكرة، بقصد تلويث هذه المياه الدافئة والتأثير على ضفاف النهر والمصطفين بجواره طولاً وعرضاً.بعدها تلا الأستاذ الشاعر محمد سالم باهيصمي رئيس المنتدى كلمة الشكر التي بعثت بها أسرة الشاعر والصحافي الراحل محمد حمود أحمد الأمين العام السابق لمنتدى (باهيصمي) بعث بها نيابة عن الأسرة أخوه الأستاذ فوزي حمود أحمد - عبر فيها عن امتنانه والأسرة وعرفانهم بالالتفاتة الكريمة والمتمثلة بشراء نسخ من ديوان (من عرش بلقيس) كواجب خيري وإنساني ووفاءً وعرفاناً بما قدمه الشاعر الراحل محمد حمود أحمد في المشهد الثقافي والإبداعي.وحين يلتقي النقيض بالنقيض تهرول الكلمات مبعثرة عمياء وتصدأ بحثاً عن السؤال فيما تتوه الإجابة حتى وإن كانت تحمل من المعاني ما تحمل، لذلك وعندما فتحت الأبواب على مصراعيها تذكرت هذا البيت من الشعر للشاعر ذي الرمة:(إذا ما الجرح ضم على فساد تبين فيه إهمال الطبيب)نعم لقد طرحت العديد من الأسئلة والآراء والملاحظات التي بينت وكشفت الكثير من القضايا والمعاناة التي تدور في دهاليز مكتب ثقافة عدن بكل جرأة وقوة لمواجهة ومحاصرة مدير عام مكتب الثقافة (بعدن) من قبل الأستاذ حافظ مصطفى العوبلي، الذي تحدث قائلاً:إن المنتدى تألق باقتحامه بموضوع الساعة في العمل الثقافي الرسمي على حد تعبيره.وأضاف قائلاً في سياق أسئلته: ترى أية إنجازات يمكن وصفها بالإنجازات وحال البلاد والعباد واقف بما فيها الثقافة.والفرق الفنية بحاجة إلى دماء جديدة وباب الاستيعاب والابتعاث للدراسة في الخارج مغلق، وكان من الأولى أن يكون العنوان بدلاً عن الإنجازات لثلاث سنوات (المعوقات والإشكالات) وهذا العنوان موضوعي وليس فيه أي شطط أو تجاوزات للواقع ومن هنا أدعو قيادة محافظة عدن إلى إعادة النظر نحو ثقافة عدن والنظر إلى دورها بإيجابية لأنها عدن.وهكذا تزاحمت الأفكار من الأسئلة لدى القاص والشاعر والكاتب عمر مكرم بكل حيادية وموضوعية في الحديث عن الثقافة ومكتبها (بعدن) وغيابها ودورها التنسيقي بالتواصل مع بقية الجمعيات والمنتديات الأدبية والثقافية والفنية بمحافظة عدن وبكافة فعالياتها الفاعلة والمنضوية في إطار المجتمع المدني بالنظر في الإسهام بدورها المطلوب وبفاعليتها الثقافية والمدنية.فيما سدد الأستاذ والكاتب الصحافي الطيب فضل عقلان بتصويباته مبيناً الخلل في عدم تفعيل دور مكاتب الثقافة بالمديريات والقيام بدورها وبتفاعلها مع ما تشهده هذه المديريات من فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية ..الخ.. إلى جانب إشكاليات ثقافية وإبداعية أخرى معوقة ومحبطة في تعاملها مع الإبداع والمبدعين وضياع في كل شيء وميزانية الدولة لا يوجد فيها بند للإبداع والثقافة وعدن ولادة بالإبداع والمبدعين وأبناؤها يعشقونها. بالإضافة إلى ما طرحه الإخوة المشاركون في هذه الفعالية الأستاذ عبدالقادر أحمد قائد الأستاذ المحاضر في (النظريات الموسيقية) بمعهد جميل غانم (بعدن)، والأستاذ الفنان عبدالله الصنح، والقاص والمبدع أحمد السعيد، والممثل المسرحي ياسر سلام، من الملاحظات والآراء والأفكار التي شكلت بمفرداتها وآرائها الحكمة من القول المأثور والذي لا غنى عنه في الدروب الملتوية.