إعداد/ د. محمد أحمد الدبعيأطلق عليه داء العوز المناعي أو نقص المناعة المكتسبة وبالطبع هو معلوم لدى الجميع، ويسببه فيروس يهاجم الجهاز المناعي الذي يحتوي على خط الدفاع الأول لجسم الإنسان وهي كريات الدم البيضاء، ذلك هو مرض الإيدز، وقد تم اكتشافه هذا عام 1980م، وأثار انتشاره حينها ذعراً وهلعاً في العالم كله.اكتشاف الفيروسلم يكتشف فيروس الإيدز(HIV) إلا عام 1983م بعد حوالي سنة ونصف من تسجيل أول إصابة في (معهد باستور) بفرنسا وعزله من خلال تشريح غدة لمفاوية عائدة لأحد المصابين، وسمي حينها (فيروس لاف) لكونه يعشعش في الخلايا الليمفاوية ولأن تضخم الخلايا والغدد اللمفاوية يشكل المظهر الأولي والأساسي للمرض. في العام 1985م تم الاتفاق على تسمية جديدة للفيروس وضعتها منظمة الصحة العالمية هي فيروس(HIV)، وتعني فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة، حيث تكمن خطورة هذا الفيروس في أن العدوى تستمر مدى الحياة على الرغم من ابتكار وتطوير عدد من الأدوية تبطئ من سرعته وتكاثره، وتساعد على تأخير تطور مراحل المرض ولكنها لا تشفي تماماً.تعذر العلاج الكاملحتى وقتنا الحاضر لا يوجد لقاح للوقاية من الإصابة بعدوى فيروس الإيدز، ولا يمكن اكتشافه إلا بعمل تحليل للدم بعد مرور ثلاثة أشهر من العدوى والتي تسمى بفترة النافذة، وقتها تظهر على المصاب أعراض يكون خلالها المصاب قادراً على نقل العدوى للآخرين.وهنا نطرح سؤالاً فحواة: ما الفئة العمرية- تحديداً- الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس؟ - الإجابة وبدون تردد هم الشباب.لماذا الشباب بالذات وليس غيرهم؟ لأن الشباب هم عماد وأمل وبناء مجد المجتمع والوطن فلا ينمو ولا يتطور إلا بهم، فشباب اليوم رجال الغد والمستقبل القريب لكنهم في حقيقة الأمر أكثر اندفاعاً وتأثراً بالمتغيرات التي تحيط بهم، والدراسات-بدورها أثبتت أن نصف حالات الإصابة تكمن في فئة الشباب. لذلك لا بد من تزويدهم بالمعارف والمعلومات حول مخاطر الإيدز وطرائق انتقاله والوقاية منه، لاسيما أن الشباب سريعو التأثر بأقرانهم، ومن المهم أن يتم التركيز على انتهاجهم الممارسة والسلوكيات الصحيحة السليمة وتعزيزهم بين أقرانهم كي يعيشوا في مجتمع خالٍ من الأمراض والأدران.انتقال المرضمن الأهمية بمكان، تعريف القارئ بطرائق انتقال الفيروس المسبب للإيدز، بما يعزز الوقاية المجتمعية والسلوكيات الإيجابية، وتشمل هذه الطرائق:- الاتصال الجنسي بكافة أشكاله مع الشخص المصاب سواءً كان ذكراً أو أنثى.نقل الدم الملوث أو مشتقاته والأنسجة والأعضاء الملوثة بالفيروس.استخدام الأدوات الجراحية الملوثة الثاقبة للجلد بما فيها حقن المخدرات.من الأم الحامل المصابة بالفيروس إلى الجنين أثناء الحمل أو الولادة أو أثناء الرضاعة.أبجديات الوقايةتبقى الوقاية على المحك لتجنب الأمراض الخطيرة طالما أمكن توقيها، والأمر ينطبق على مرض الإيدز فليس من صعوبة في مجتمعنا المحافظ تجنب مثل هذا المرض فللوقاية من مرض الإيدز يجب معرفة نوعية هذا المرض لأنه مرتبط بالسلوك والممارسات الشخصية، والوقاية منه تتمثل في:-العفة والامتناع عن ممارسة العلاقات الجنسية غير الآمنة والالتزام بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والتمسك بالقيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية التي تمنعا لسلوك المحفوف بالمخاطر.إجراء فحص الإيدز للدم المتبرع به للتأكد من سلامته وخلوه من هذا الفيروس قبل نقله للمرضى.عدم الاشتراك في استخدام الأدوات الجارحة أو الثاقبة للجلد بين أكثر من شخص.تجنب تعاطي المخدرات وعدم استعمال الإبر التي سبق استخدامها.الابتعاد عن استعمال الأدوات الثاقبة للجلد كالإبر الصينية وأدوات الوشم أو ثقب الأذن.الإخلاص المتبادل بين الزوجين وتمتين العلاقة بينهما، فهذا ليس يقي الوقوع في المحظور لأي منهما فحسب بل ويعد شرطاً لتحقيق السعادة الأسرية وجانباً ضرورياً أكدته تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. علماً بأن فيروس الإيدز لا ينتقل عن طريق الماء ولا الهواء، أو لا عبر مشاركة المتعايشين مع الإيدز الطعام أو الجلوس معهم أو معانقتهم، فقط يقتصر انتقاله بالكيفية السالفة الذكر، ولا من خلال المسابح والمراحيض ولا عبر الحشرات كالذباب وغيرها. وفي الأخير .. نقول لا للتمييز ضد المتعايشين مع الإيدز وإنما ينبغي عدم التمييز ضدهم، كونهم بشراً من لحمٍ ودم، فالوقوع في الخطأ لا يقابل بالإساءة والانتقاص بل بالنصح وحسن المعاملة.علينا- إذن- تقديم الحب والرعاية لهذه الشريحة، وتمكين كل مريض من الانخراط بالمجتمع وممارسة عمله دون عزله أو حصر تحركاته أو مصادرة حريته أو حقوقه الإنسانية أو الاجتماعية أو المادية.
الإيدز.. جوهر الوقاية والتعايش
أخبار متعلقة