في اللقاء السنوي الثالث 2014 لشبكة اليمن للتمويل الأصغر
صنعاء/ بشير الحزمي:أكد وزير الصناعة والتجارة الدكتور سعد الدين بن طالب أن المشكلة الاقتصادية التى تعاني منها اليمن يتأثر بها بشكل كبير الفقراء والذين يمثلون نسبة كبيرة من السكان .وقال في اللقاء السنوي الثالث 2014 م لشبكة اليمن للتمويل الأصغر الذي عقد أمس بالعاصمة صنعاء تحت عنوان ( تنمية التمويل الزراعي في اليمن ) أن المبادرات مهمة ولكن الخروج من مشاكلنا المستعصية يحتاج الى تفكير غير تقليدي.واعرب عن سعادته بأن جهود شبكة التمويل الاصغر تعمل في إطار غير تقليدي .موضحا أن المشكلة الأساسية التى تعاني منها اليمن هي في قلة الايرادات وزيادة مصاريف الحكومة وتتحمل الكثير من اعباء التوظيف .وأشار وزير الصناعة والتجارة الى أن الموضوع الاخطر أننا في اليمن ندعم المشتقات النفطية بأكثر من 3 مليارات دولار في السنة حيث يذهب الثلث من هذا الدعم في دعم وقود الكهرباء والثلث في دعم الديزل الذي يستخدم في ضخ المياه للأغراض الزراعية .وافصح أنه ليس لدى الحكومة نية لرفع الدعم عن المشتقات النفطية في الوقت الحالي ، مفصحا عن تقديمه قبل عدة أشهر مبادرة لاستبدال كثير من احتياجات الطاقة بالطاقة الشمسية ، وقد تم عمل الهياكل وترتيب الآليات ، وتتمثل المبادرة بفكرة توفير التمويل للمزارعين لأن يستبدلوا الديزل بالطاقة الشمسية . والذي سيكون له مردود على مستويين الاول على مستوى المزارع والثاني على مستوى الدعم الذي يحصل عليه الديزل . وقال : اعتقد اننا اذا ما فكرنا بهذه الطريقة فلن نحل فقط مشكلة المواطن البسيط وهو الاهم ولكن ايضا نحل مشكلة يعاني منها المجتمع ككل .وأضاف بقوله : من المؤسف أن حوالى مليار دولار تذهب لدعم الديزل لضخ المياه فقط وهذا رقم ضخم جدا . وكثير من دخل الناس في الارياف ان كان في النقل او في الزراعة يذهب للديزل والذي يباع بنصف الثمن .وأكد أهمية البحث عن وظائف اخرى يمكن أن تولد دخل للمجتمعات الريفية .وقال : لن يتطور اقتصادنا إلا اذا تركت الفرص للمبدعين فيه . وأن يذهب الكثير من هذا التمويل الى الذين يتعدون حدود الابداع ، مضيفاً : بالوسائل التقليدية المؤشرات كلها ليست في صالحنا .فإنتاج النفط يقل وبالتالي مردود الضرائب والأعمال سيقل بما فيها الانتاجية العامة ولذلك الصحة العامة للاقتصاد اليمني مهمة جدا وحيويا . ولا يمكن أن نظل نعتمد على المانحين لتغطية العجز الذي لدينا .. لافتا الى أن اليمنيين وعلى مدى قرون عُرفوا في العالم انهم شعب يعمل . وأن كل ما يريده اليمنيون هو الفرص التى اتيحت لهم في اصقاع الارض ونجحوا ان تتاح لهم في بلادهم .متمنيا أن يتعافى اقتصادنا بالطريقة الصحيحة وأن نتحول من الاقتصاد الريعى المعتمد على المردود النفطي الى اقتصاد منتج والإنتاج يمكن أن يبدأ بالتمويل الاصغر الذي يكبر حتى يصبح قلاعاً انتاجية .وأكد أننا وبدون أن نبدأ بحلحلة المشكلة الاساسية في اليمن وهي مشكلة الطاقة لن نستطيع أن نواجه الكثير من مشاكلنا .. داعيا الى تشجيع فرص العمل التى يمكن أن توفر في كثير من المحافظات التى لا تعاني من ازدحام حركة السير عن طريق التكتك والذي يعتبر وسيلة يمكن أن تقلل من تكلفة النقل وتخلق فرص عمل .من جانبها أوضحت نائب رئيس مجلس ادارة شبكة اليمن للتمويل الاصغر في كلمتها نيابة عن رئيس مجلس الادارة أن شبكة اليمن للتمويل الاصغر تعمل على تدريب وبناء قدرات مؤسسات التمويل الاصغر في اليمن وتسهيل عملية تبادل المعلومات بين هذه المؤسسات وضمان شفافية المعلومات والبحث وتطوير منتجات جديدة والترويج لقطاع التمويل الاصغر.وقالت أن الشبكة بدأت في عام 2013 بتنفيذ خطتها الإستراتيجية الجديدة التي تهدف الى وضع شبكة اليمن للتمويل الاصغر ممثلا لقطاع التمويل الاصغر في اليمن ، حيث شملت هذه الاستراتيجية العديد من الانشطة الجديدة وشكلت نطاق عمل الشبكة .وأشارت الى أن الشبكة تعمل في خمسة مجالات رئيسية وهي التدريب وبناء القدرات والشفافية وتبادل المعلومات والبحوث والتطوير والترويج لقطاع التمويل الاصغر.ولفتت الى أن الشبكة تتمتع بعضوية شبكة سنابل ( شبكة التمويل الاصغر للبلدان العربية ) وعضوية شبكة سيب ( الشبكة العالمية للتمويل الاصغر) .. موضحة أن الشبكة قد أقامت خلال العام 2013 م العديد من الشراكات وحققت انجازات في قطاع التمويل بشكل عام وازداد عدد العملاء ليصل الى أكثر من 95 ألف عميل وزاد عدد المدخرين الى 200 ألف عميل .وأكدت حرص الشبكة على استمرار تحسين جودة خدماتها لاعضائها ونهج المرونة والاستجابة لاحتياجات قطاع التمويل الاصغر.. لافتة الى أن اعضاء الشبكة بلغ مع نهاية عام 2013 خمسة عشر عضوا يمثلون أكثر من 90 % من قطاع التمويل الاصغر في اليمن . من جهته قال ممثل الصندوق الاجتماعي للتنمية أسامة الشامي أن التمويل الاصغر في فترة ما قبل عام 1997 م لم يكن له وجود وكانت ثقافة التمويل الأصغر منعدمة . وأوضح أنه بعد إنشاء برامج ومؤسسات التمويل الاصغر أصبح لدى أصحاب المنشآت الصغيرة والأصغر مكان يلجؤون اليه .وأشار الى أن الصندوق الاجتماعي للتنمية قد حرص منذ وقت مبكر على دعم الأنظمة واللوائح المنظمة للإقراض الخاص بمشاريع التمويل الاصغر، وعمل على دعم جهود اصدار قانون بنوك التمويل الاصغر .ولفت الى أن الصندوق الاجتماعي للتنمية قد أنشأ عدداً من برامج ومؤسسات التمويل الاصغر في اليمن والتى حققت نجاحات كبيرة وحصدت جوائز عديدة .متطلعا الى وجود أكاديمية لتخريج أشخاص مؤهلين في التمويل الاصغر .وكان قد تم خلال اللقاء توزيع جائزتي العضو العام والممارس العام واللتين فازت بهما مؤسسة عدن للتمويل الاصغر وبنك الامل للتمويل الاصغر .كما تم خلال اللقاء عرض منظمة ميرسي كوربز وعرض منظمة سباك وتسليم شهادات المدربين .حضر اللقاء عدد من المسئولين وممثلي الجهات ذات العلاقة في الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والمهتمين.