في كلمته التي ألقتها نيابة عنه وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة .. رئيس الجمهورية:
صنعاء / بشير الحزمي:عبر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية عن أصدق التهاني والأماني المخلصة للمرأة اليمنية بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي الثامن من مارس ، الذي يهل علينا حاملا مفاخر عطاءاتها الجليلة في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات والصُعد كشريك حيوي وفاعل لأخيها الرجل ، مآثر بطولية عظيمة إجترحتها المرأة اليمنية تلبية لحاجة الوطن اليها ، تصنع ثورة وتخلق تنمية وتقدم أداء متقنا وتغرس قيما ومبادئ .وقال في كلمته التى القتها نيابة عنه وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة أمة الرزاق علي حُمد في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي أقامته أمس بالعاصمة صنعاء اللجنة الوطنية للمرأة و اتحاد نساء اليمن بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان تحت شعار ( مساواة المرأة تنمية للجميع ) أن هذا اليوم التأريخي يمثل حافزا للنساء اليمنيات لمواصلة العمل من اجل نيل كامل حقوقهن وإرساء قيم المساواة والعدالة الاجتماعية . وأن الشعار الذي تنعقد هذه الفعالية تحته ( مساواة المرأة تنمية للجميع ) يحمل المدلول سيرا نحو تمكين المرأة ومساواتها في كافة المجالات ومختلف الصُعد ، حتى ينهض الجميع ويرتقي .ودعا المرأة الى مساندة جهود اخراج اليمن من هذه الظروف والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره والاسهام في دعم تنفيذ مخرجات الحوار الوطنيعلى أرض الواقع. وأوضح أن المرأة تمثل وزنا سياسيا كبيرا لأنها تشكل النسبة الاكبر من عدد الناخبين ، فتأثيرها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية أكبر من تأثير شقيقها الرجل ، لافتاً الى أن المرأة اليمنية قد شاركت بقوة وفعالية في ساحات الثورة وفي عملية التغيير ، كما أثبتت حضورها القوي خلال انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وتشكيلها نسبة 30 % من قوام أعضائه ، وأكدت المرأة في مؤتمر الحوار أنها الأكثر بعدا عن المكايدات الحزبية والمناطقية وأنها كانت الأقرب للموضوعية والتجرد.وأشار رئيس الجمهورية الى أن المرأة اليمنية قد أثبتت وجودها على كافة المستويات منذ القدم ولعل الحضارة اليمنية القديمة، هي السباقة لإعطاء المرأة حقها في الوصول الى مواقع القرار وتولي رئاسة الدولة كالملكة بلقيس والملكة أروى ، ومن هذا التأريخ وهذا المنطلق استمدت المرأة اليمنية شجاعتها وأثبتت جدارتها .لافتا الى أن المرة اليمنية تمكنت من انتزاع حقوق المواطنة المتساوية واستطاعت فرض عدد من القوانين المتعلقة بحقوقها في المشاركة السياسية ، وحققت الكثير من الانجازات في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، بحيث تضمنت وثيقة المخرجات مواد عديدة تعتبر انتصارا لحقوق المرأة خاصة تلك المتعلقة بكوتا النساء والتزام الدولة بتمثيل المرأة في سلطات الدولة الثلاث بما لا يقل عن 30 % والمواد الخاصة بتمكين المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وحقهن في الخدمات الاجتماعية والضمان الاجتماعي والرعاية والمساواة وتجريم التمييز والعنف ضدهن بالإضافة لكثير من المواد والحقوق الاخرى.وقال إن تلك المكاسب التى تحققت للمرأة اليمنية في مؤتمر الحوار لتؤكد على صدق توجه الدولة في مساواة المرأة بأخيها الرجل وإشراكها في رسم ملامح اليمن الجديد .وأكد الحرص على عدم التفريط في تلك المكتسبات من خلال العمل على تضمينها في دستور اليمن الجديد ، الذي حظيت المرأة بتمثيل في لجنة صياغته.وعبر عن ادراك القيادة السياسية أن المرأة اليمنية ما تزال تواجه تمييزا في بعض مناحي الحياة نتيجة لمعوقات اجتماعية وثقافية وتؤثر سلبا في مشاركتها الكاملة في الحياة السياسية ، مما يحتم وضع معالجة شاملة لذلك تستهدف النساء في الحضر والريف .وقال مما لاشك فيه أن المكتسبات التى حققتها المرأة في مؤتمر الحوار وما سيترتب عليها من إعادة صياغة للكثير من القوانين الحالية ، سيجعل المرأة أكثر قوة وقدرة في تجاوز المعوقات المجتمعية والثقافية وانتزاع حقوقها وإنهاء أي تمييز مجتمعي ضدها في المستقبل المنظور.وأكد أهمية تكاتف الجهود الوطنية في سبيل ترجمة مخرجات الحوار الوطني على أرض الواقع ، وأن يستوعب الجميع تحديات الواقع ومتطلبات المرحلة المستقبلية وإغلاق صفحة الماضي بما لها أو عليها وفتح صفحة جديدة في تأريخ اليمن الجديد المبني على الشراكة والعدالة والمساواة .وطالب الاخ الرئيس المرأة اليمنية ببذل الجهود في أوساط المجتمع لما لها من تأثير في تحقيق المصالحة الوطنية العليا، حتى نتمكن من بناء واقع يمني جديد يلبي التطلعات والآمال لجماهير الشعب كافة والمتمثلة في دولة اتحادية مدنية حديثة مرتكزة على العدالة والحرية والمساواة من خلال بناء منظومة حكم جديدة قوامها الحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة واحترام إرادة الشعب.وقال : من منا لا يعرف دور المرأة اليمنية على امتداد الوطن اليمني الواحد وإسهاماتها في مسيرة النضال الوطني التى أفضت الى تفجير الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر ونيل الاستقلال الوطني المجيد في الثلاثين من نوفمبر 1967م ، حيث تجلت إسهامات المرأة خلال هذه المسيرة في مشاركتها البطولية سواء بالتصدي للاحتلال البريطاني من خلال تنظيم المسيرات والمظاهرات المطالبة برحيله أو المشاركة الفاعلة في العمليات الفدائية والكفاح المسلح أو من خلال حمل السلاح في ملحمة السبعين يوما دفاعا عن ثورة 26 سبتمبر ونظامها الجمهوري الخالد.وأشار الرئيس عبدربه منصور هادي الى أن المرأة اليمنية كان لها دور وطني بارز في العمل على اعادة تحقيق وحدة الوطن التى مثلت انجازا عظيما لا يضاهيه انجاز في تاريخ اليمن الحديث المعاصر وشكلت امتداداً طبيعيا لنضالات شعبنا اليمني برجاله ونسائه شيوخا وشبابا من أجل الانعتاق والتحرر ووضعت حدا للانقسام والتشرذم والتشطير .. مؤكدا أن الوحدة اليمنية وجدت لتبقى وأن شعبنا اليمني برجاله ونسائه لن يسمح لأي كان المساس بالوحدة وبالثوابت الوطنية وسيتصدى لكل العابثين بأمن الوطن واستقراره وسلمه الاجتماعي.وأوضح أنه مع إشراقة فجر الوحدة العظيم بدأت المرأة اليمنية تخطو بثبات نحو الأمام بعد أن تحررت من الخوف وتحطمت القيود التى كانت تعيق حركتها وانطلاقتها وحققت العديد من المكاسب والانجازات في داخل الوطن ، بل تجاوزت الحدود فتبوأت مناصب عليا في الأمم المتحدة وحازت جائزة نوبل للسلام وجوائز علمية ونافست في مناسبات مختلفة منافسة كمخرجة يمنية على جائزة الأوسكار، وأحرزت فتيات اليمن الميدليات الذهبية والفضية والبرونزية في ألعاب القوى في دورة العاب الأندية العربية للسيدات في الشارقة، وفوز يمنية العام المنصرم بمنصب عضو بلدية بمملكة السويد وغيرها من الإنجازات.وأشاد فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بالدور الايجابي الذي تلعبه المرأة على مختلف الصُعد وإسهاماتها في بناء حاضر ومستقبل اليمن وتحقيق الوئام والسلام .من جانبها أكدت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة أمة الرزاق علي حُمد في مداخلتها الخاصة بالمناسبة أن المرأة اليمنية سباقة دوما الى كل عمل يرتقي الى مستوى الطموح .وقالت إن وزارة الشئون الاجتماعية والعمل ووزارة التخطيط والتعاون الدولي بالشراكة مع البنك الدولي قد دشنت قبل أيام ورشة عمل لمناقشة وثيقة الشراكة بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وبدعم فني من المانحين وهي متطلبات الرؤية المستقبلية لشراكة حقيقية فاعلة تعتمد جملة من التدابير والإجراءات الدستورية والتشريعية والتنموية الرامية الى الاسهام في رسم وتنفيذ وتقييم السياسات والخطط والبرامج لتحقيق التنمية الشاملة .وتقوم على مبادئ الشراكة على العمل التعاوني ، المراقبة المتبادلة ، الشفافية ، المساواة والاستقلالية والموضوعية وفقا لمرجعية قانونية ، ومؤسسة من أهمها تشكيل المجلس الاعلى للشراكة المجتمعية .وأضافت بالقول : هانحن اليوم في هذه الاحتفالية نجسد هذه الرؤية واقعا عمليا إذ تقام هذه الاحتفالية بالتنسيق والتعاون بين اللجنة الوطنية للمرأة واتحاد نساء اليمن بدعم من صندوق الامم المتحدة للسكان .من جهتها عبرت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة شفيقة سعيد عن شكرها وتقديرها للقيادة السياسية ممثلة بالاخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لما يبذله من جهد ودعم لا محدود لتعزيز دور المرأة ومكانتها السياسية في هذه المرحلة ، كما عبرت عن شكرها الجزيل لحكومة الوفاق الوطني ممثلة برئيس الوزراء الاستاذ محمد سالم باسندوة التي عبرت عن دعمها للمرأة اليمنية وذلك بتخصيص نسبة 30 % من المواقع القيادية والوظائف الادارية العامة .وأكدت أن ما تحقق من تحول ما كان ليحدث لو لا رغبة اليمنيين في العمل الجمعي المشترك والايمان الكامل بأن امتلاك الارادة الوطنية الحرة هي من أهم عوامل نجاح الشعوب في التقدم والازدهار.. وأوضحت أن المرأة اليمنية أكدت أنها قادرة على تحديد خياراتها الوطنية بإرادتها الحرة وكانت حاضرة في كل مراحل التحولات التي شهدتها بلادنا ، وعلى رأسها مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني الذي اثبتت فيه حضورها القوي والمشرف ومثلت مخرجاته بما يحويه من مضامين سياسية واجتماعية واقتصادية وحقوقية مفخرة للجميع.وقالت إن نجاح مؤتمر الحوار الوطني يعد نجاحاً لنضال المرأة اليمنية وتتويجاً لانتصاراتها في الاعتراف بوجودها وحقها في المشاركة الفاعلة في بناء اليمن الجديد ، لكن هذا النجاح أمامه طريق شاق وطويل لتحويل النصوص الى واقع منظور ومعاش .وأكد أن توفير الاجواء المناسبة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني يقتضي حشد الطاقات الكامنة في كافة شرائح المجتمع، وترك المهاترات والمكايدات وعدم النظر الى الماضي إلا لأخذ العبر والدروس .وأشارت الى أن المرأة اليمنية التي أقصيت وهمشت وناضلت وضحت وشاركت في صياغة مضامين خارطة الطريق تؤكد أنها ستظل حالة ثورية ونضالية مستمرة ولن تغادر موقعها في صدارة العطاء الوطني لانجاز عملية التغيير السلمي، لافتة الى أن فرصة سانحة تلوح في الافق أمام الجميع في هذه المرحلة وخارطة طريق واضحة المعالم توافق عليها الجميع بإرادة حرة .وقالت إن هذا الاحتفال يمثل باكورة عمل وشراكة حقيقية بين اللجنة الوطنية للمرأة واتحاد نساء اليمن وسنسعى لتوسيع هذه الشراكة لتشمل كافة منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بالعمل في مجال المرأة ، لما لهذه الشراكة من دور في تعزيز وتوحيد الرؤى بالنهوض بدور المرأة في كافة المجالات.وعبرت عن التقدير والاعجاب بالنساء اليمنيات اللاتي ساهمن في النضال من اجل حقوق المرأة .. مؤكدة أن تكريم اللجنة واتحاد نساء اليمن لنخبة من النساء هو تكريم لكل نساء اليمن . بدوره أكد القائم بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن أحمد شادول أن المرأة تمثل مورداً في اليمن مثلها مثل الآخرين وعلى اليمن أن تستفيد من إمكانات وقدرات المرأة في البلد.وقال إن الكثير من النساء في الوقت الراهن محرومات من حقوق الإنسان الأساسية وحقوقهن كمواطنات في هذا البلد حيث لازالت اليمن تعتبر على المستوى العالمي من أسوأ الأماكن في العالم فيما يتعلق بالمرأة .. موضحا أن المرأة تمثل نصف العالم وتواجه مصاعب أكثر من الرجل وتتمكن من إيجاد طرق للتفاوض على الحلول عندما توجد النزاعات.وأشار الى أن التاريخ يُثبت أن المرأة اليمنية قد لعبت دوراً كبيراً في المجتمع اليمني حيث أن ملكة سبأ تُعد مصدر فخر للشعب اليمني ولازالت حتى اليوم تحظى بكل تقدير واحترام كما أن الملكة أروى قد أولت عناية خاصة بالبنية التحتية والتي أضافت الشيء الكثير لحقبة الازدهار في ظل حكمها.وقال : لقد قال لي الكثير من اليمنيين أن الحقب الأكثر ازدهاراً في التاريخ اليمني كانت في ظل حكم المرأة. ومؤخراً شاهدنا المرأة تطالب بحقوقها من خلال خروجها إلى الشوارع أثناء ثورة العام 2011م ومن خلال اشتراكها النشط في مؤتمر الحوار الوطني.وشدد على أهمية تحقيق المساواة للنساء والفتيات ونحن لا نقوم بذلك فقط من أجل تحقيق العدالة وحقوق الإنسان الأساسية وإنما لأن التقدم يعتمد على مشاركة المرأة.. لافتا الى أن مساواة النوع الاجتماعي تخدم الأعمال التجارية حيث أن الدول التي تتزايد فيها نسبة المساواة بين الرجل والمرأة هي دول تحقق نمواً اقتصادياً أفضل. في العام الماضي كانت درجة اليمن هي الأقل عالمياً في مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. ينظر ذلك التقرير في الصلة بين التنافسية الاقتصادية العالمية وفجوات النوع الاجتماعي في مختلف الدول وكلما كانت عدم المساواة أكثر في أي دولة كانت قدرة ذلك البلد على التنافس في الأسواق العالمية أقل، مشيراً الى أن نتائج مختلف الدراسات في مختلف أنحاء العالم تُظهر أن الشركات التي لديها عدد أكبر من النساء في الصفوف القيادية يكون أداؤها أفضل.وقال: إننا نشاهد أن اتفاقيات السلام التي تُشرك المرأة تكون أكثر ديمومة. من أجل الدفع قُدماً بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني فمن الضروري أخذ مشاركة المرأة في الحسبان عند صياغة حلول مستدامة وصُلبة للنزاعات بطرق تدعم استدامة الأمن والاستقرار والتنمية.وأوضح أنه عندما يتم خفض أشكال عدم المساواة بين الجنسين يذهب عدد أكبر من الأطفال إلى المدارس وتصبح الأسر أكثر صحة وترتفع الإنتاجية الزراعية. إذا ما أُتيح للمزارعات الحصول على نفس الموارد التي يحصل عليها الرجال يمكن أن يرتفع الناتج الزراعي بحوالي 30-20 %.وأشار شادول الى أن البرلمانات التي تحتوي على عدد أكبر من النساء تصدر قوانين أكثر في مجال القضايا الاجتماعية مثل الصحة والتعليم ومكافحة التمييز ودعم الأطفال. وقال أن التركيز على تلك القضايا والسياسات الصُلبة من أجل معالجة التحديات يؤدي مرة أخرى إلى أن يتمتع السكان بصحة أفضل وأن يكون الاقتصاد في وضع أفضل. فيما يتعلق بالمستقبل فإننا ندعم حصة 30 % للمرأة في المؤسسات المنتخبة وفي عمليات صنع القرار.واستشهد بما قاله الأمين العام السابق للأمم المتحدة السيد كوفي عنان "ليس هناك إستراتيجية تنموية أكثر إفادة للمجتمع ككل (الرجال والنساء على حد سواء) من الإستراتيجية التي تُشرك المرأة كلاعب مركزي فيها". وقد ثبتت صحة هذه العبارة في جميع تدخلات الأمم المتحدة ليس فقط في اليمن وإنما على مستوى العالم.. داعيا الى العمل المشترك من أجل حقوق المرأة وتمكينها والمساواة بين الجنسين والسعي للتخلص من الفقر ودعم التنمية المستدامة.. مؤكدا أن المساواة للمرأة تمثل تقدماً للجميع.وكانت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن لينا . ك. كريستانسين قد أكدت في كلمتها أن المساواة بين المرأة والرجل عبارة عن خلق توازن ، وأن المساواة هي حماية لحقوق الإنسان الأساسية بين النساء والرجال على حد سواء الصغار والكبار ، وأن التنمية المستدامة في المجتمع لا يمكن أن تحدث في ظل غياب الاستقرار. والاستقرار لا يحدث دون توازن ، والتوازن لا يكون دون تكافؤ الفرص .. موضحا أن هذا التوازن مفقود حاليا في اليمن. وأن مؤشر جلوبل للمساواة بين الجنسين منذ عام 2006 ، صنف اليمن في ذيل قائمة 134 بلدا.وقالت أن وفيات الأمهات في اليمن هي واحدة من أعلى المعدلات في العالم . وأن الفتيات الصغيرات أميات مرتين مقارنة باقرانهن الفتيان. وأن التقديرات تشير إلى أن حوالي 14 ٪ من الفتيات دون سن 18 عاما يتزوجن من دون ان يكون لهن قرار في ذلك. وبالتالي ، فإن نتائج الحوار الوطني المتعلقة بالمواطنة المتساوية هي مدخل ممتاز لإجراء تغييرات واضحة للمرأة في اليمن، ومنها الى تحقيق التنمية للجميع.وأشارت الى أن النساء يشكلن نصف سكان اليمن. وأنه عندما تتمتع النساء بالصحة ، ويعشن حياة طويلة ومنتجة يستطعن ان يساهمن في تنمية الأمة. وبالنسبة لليمن ،فإن التنمية أمر بالغ الأهمية في السنوات المقبلة.ولفتت لينا الى أن المؤتمر الدولي للسكان و التنمية في القاهرة 1994 أكد أن الصحة و الحقوق الجنسية والإنجابية يجب أن تكون في قلب السياسات السكانية والتنمية. وبعد عشرين عاما، في هذا العام ، فإن دول العالم - الأعضاء في الأمم المتحدة ، بما في ذلك اليمن - سوف يجتمعون مرة أخرى لمؤتمر السكان والتنمية لما بعد عام 2014 لاستعراض التقدم المحرز في برنامج المؤتمر الدولي للسكان والتمنية ومناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بالسكان والتنمية كما هي الآن .وقالت: في القاهرة في عام 1994، أدرك العالم أن تمكين النساء والفتيات على حد سواء كان الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، و المفتاح لتحسين الرفاه للجميع - هذه هي نفس الرسالة التي وردت بعد عام من قبل قادة العالم في بكين.. موضحة أن الاستعراض العالمي الشامل لبرنامج المؤتمر الدولي للسكان والتنمية خلال العشرين عاما بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان يشير إلى مكاسب التنمية الهائلة على مدى العقدين الماضيين. بل يكشف أيضا أن عدم المساواة والتمييز المستمر يسهم بشكل كبير في تقويض حقوق الإنسان خاصة حقوق النساء و الفتيات.وقالت أن هذه التفاوتات ، إذا لم تعالج ، تهدد بعرقلة التنمية. وهذا هو السبب اننا اثناء سعينا لبناء إطار جديد للتنمية المستدامة كان من الأهمية بمكان ان نضع النساء والفتيات الأكثر تهميشا و ضعفا في محورها.وأشارت الى أن اليمن، مع وتيرة السكان السريعة ، لديها الكثير للنظر فيه. حيث سيتم في العام المقبل ، مناقشة جدول أعمال التنمية العالمية ، لمتابعة ما بعد الأهداف الإنمائية للألفية.وأكدت أن اليمن الآن لديه فرصة فريدة للمساهمة والتأثير في المناقشة العالمية بشأن كيف يمكننا أن نجعل العالم مكانا أكثر استقرارا واستدامة لكل من المرأة والرجل. و في نفس الوقت اليمن نفسها في منعطف أكثر أهمية حيث أنها سوف تحدد مستقبلها استنادا إلى نتائج الحوار الوطني .وتمنت أن تثمر المناقشات في هذه الفعالية والتي يمكن أن تحفز أفكاراً مبتكرة و أن تلهم كيف يمكن ان تنفذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني بشكل أفضل ، و أيضا كيف يمكن لليمن أن تأخذ مكانها في المناقشات العالمية حول مستقبلنا الجماعي.وهنأت اللجنة الوطنية للمرأة و اتحاد نساء اليمن على جهودهم الجبارة و المشتركة لإقامة هذه الاحتفالية. والتي تعتبر أول عمل مشترك بينهما وقد تكون بداية لكثير من المبادرات المشتركة.. مشيدة بنتائج مؤتمر الحوار الوطني والتي تضمنت عناصر قوية تتعلق بالمرأة وتعزيز تكافؤ الفرص بين النساء و الرجال.وكانت قد عقدت يوم أمس على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمرأة حلقة نقاشية حول المواطنة المتساوية في ظل مخرجات الحوار الوطني ، دور الحكومة ومنظمات المجتمع المدني في تنفيذ مخرجات الحوار شارك فيها العديد من الشخصيات الوطنية والقيادات النسوية، وممثلو المنظمات الدولية والمجتمع المدني والجهات ذات العلاقة والمهتمون . وفي ختام الحفل تم تكريم كوكبة من نساء اليمن من مختلف محافظات الجمهورية اللاتي كانت لهن ادوار مهمة في دعم مسيرة التحول الذي شهدته المرأة اليمنية منذ عشرات السنين .حضر فعالية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة عدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشوراء وعدد من المسئولين وقيادات منظمات المجتمع المدني وعدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة وممثلي المنظمات الدولية في بلادنا.