الفنان الكبير فيصل عـلوي سيمفونية القمندان المتجددة
[c1]كتب / عصام خليدي[/c]كان الأمير أحمد فضل بن علي العبدلي (القمندان) مؤرخاً وشاعراً وفناناً سابقاً لعصره وزمانه وأستطاع أن يوقف عجلة دوران الزمان والمكان (بحرفية العظماء من رواد الفكر والتنوير أرخ تاريخ لحج)، من خلال ما قدمه في نتاجه وعطائه الفني الإبداعي الثري والضخم، فقد نجح في كتاب (هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن) في رصد ذاكرة (التاريخ السيــاسي/ الثقــافي/ الفنــي/ الأدبــي/ العسكري/ الاجتماعـــي/ الاقتصــــــادي والمحافظــــــة على التراث والأصالة، والأهم من ذلك أنه قام بتجميع وتدوين وتوثيق واستخدام كل الألفاظ والمفردات والعبر من منابعها الأصلية ليضمها بين دفتي (قاموس لغوي بالغ الأهمية) تجسد في ديوانه الشعري الفاخر والبديع (المصدر المفيد في غناء لحج الجديد)،كانت لحج الخضيرة ومازالت حاضرة بين أشعاره ودواوينه التي وثقت ودونت بالكلمة والنغمة الرقصات الشعبية والإيقاعات المتعددة المتنوعة المعبرة في تراكيبها وتفاصيلها الفنية عن طقوس وعوالم ساحرة موغلة في عمق الأرض والحضارة والتاريخ وتتحدث عن مناسبات مرتبطة بمكونات الزراعة والجني والحصاد والصرابة والاستسقاء ومواسم هطول الأمطار على إمتداد فصول العام والسنة بمختلف مناخاتها وتضاريسها المتقلبة، (نجح القمندان في التقاط اللحظة الزمنية بذهن صافي عبقري قلما يجود بمثله الزمان)، رسم في دواوينه وقصائده وأشعاره وألحانه خارطة موطنه ووطنه وسجل بأنصع صفحات التاريخ الأحداث والوقائع الانتصارات والانكسارات الأفراح والأحزان التي مرت بها ( لحج) الفن والثقافة والإبداع العراقة والأصالة.[c1] القـمندان وابــن عـلـوي الارتبـاط التاريخي والإبداعي[/c] في هذه التناولة المقتضبة نؤكد من خلال قراءتنا النقدية الفنية الارتباط التاريخي الأزلي الروحي الإبداعي والإنساني الذي جمع بين الأمير أحمد فضل بن علي العبدلي (القمندان ) والفنان فيصل علوي الذي حمل على عاتقه مهمة توصيل (الرسالة الفنية) بكل شفافية وصدق وأمانة للأجيال المتعاقبة في كل أصقاع المعمورة، قائماً بذلك الجهد المضني الشاق يدفعه إليه إنتماؤه وعشقه وحبه الكبير (لقدسية وأهمية ما قدمه الأمير القمندان من خدمة أدبية فنية غنائية ثقافية جليلة) أكد من خلالها هوية ومذاق وخصائص الغناء اللحجي الأصيل بنكهته المتفردة المتميزة، فأستطاع فناننا المبدع فيصل علوي صاحب (الصوت العابر للقارات) أن ينفض غبار الزمان من (الأغنية اللحجية) وأعطاها ووهبها من روحه ونبضه وفؤاده وبراعة عزفه المتكمن المتقن الساحر عناصر ومقومات الأستمرارية والديمومة والخلود .. مجسداً أهـم وأدق تفاصيلها ومـذاقها وخصائصها الفنية الإبداعية ، متبنياً كل ذلك الدور الفاعل والمؤثر (بصوته الإلهي الهبة) على بساط حنجرته (الذهبية) التي طافت وحلقت (ببساتين الحسيني والرماده وجداولها الرقراقة) ووديان وسهول وهضاب وروعة جمال الطبيعة الخلابة الآسرة في (لحج الخضيرة) إلى مدارات وفضاءات رحبة شاسعة وكونية.إنني كلما استمعت إليه في أغنياته وألحانه مضيفاً أحاسيسه المتوهجة المعبرة ومشاعره وخلجاته المرهفة المتدفقة (كسيل منهمر)، واضعاً كل ذلك الجهد المبذول بشكل راق ومبهر في أسلوب غنائه وعزفه الساحر الأخاذ، أجده قد أستطاع ببراعة وإقتدار أن يروي ويسقي ظمأ وعطش قلوبنا التي أمتلأت بتلاوين عزفه وصوته وبكل ما لديه من طاقات خلاقة وفذاذة وحضور لافت، زارعاً بين ثنايانا ونفوسنا وشغاف قلوبنا الخير والتسامح، فكسانا والبسنا رداء المحبة بفيض من عطاءاته وفنونه وروحه الرومانسية الحالمة المعطرة بسحابات ومزن الجمال والأمل والتفاؤل ، ( فيصل علوي سيمفونية القمندان الخالدة المتجددة والصوت العابر للقارات) ونستطيع القول أنه يـعـد ثروة قومية جمالية وإنسانية وشمت بمشوارها الفني المتألق وحُفظت في الذاكرة والضمير و الوجدان الوطني والعاطفي على إمتداد التاريخ الغنائي الموسيقي اليمني