قصة قصيرة
البيت الذي وصل إليه المولود الجديد كان فرحاً بمولوده . لم يتسع البيت لفرحتها، هب الجيران لمساعدة الأم الوالدة حتى الحجة مريم الصومالية لم تترك الحرمة من أول لحظة لولادتها تغسل للمولود وتقرب للوالدة ماتحتاجه قالت بلهجة مكسرة(أتى تفلة جديدة ما تخافي كل شيء موجود الله يحلي الحاجة أحمد قالت: في بيت تفلة حلوة ماشاء الله) الحاج بالدارة فرح مسرور بالمولود الجديد. اسبوع والبيت زاخر وعامر بدأت النسوان بالتناقص بالدخول الى البيت بعد أن بدأت ام محمد بالقيام من سريرها. في هذا الصباح لم يأت احد ولم يصل شيء من الطعام وام محمد تتخبط.الجو هذا اليوم حار جداً والمروحة التي بالغرفة لا تفي بالغرض درجة الحرارة تتجاوز الأربعين وصيف عدن مقرف جداً وخاصة الشيخ عثمان التي تستقبل القادمين إليها شمالاً وجنوباً انه جو مقرف بكل ما تحتويه الكلمة، والطفل يتضور جوعاً مع امه التي لم يمر عليها سوى أسبوع من ولادتها. مرت الساعات. وهو يذرع الدارة ذهاباً وإياباً فارغ اليدين لا يعرف ما يعمل في هذه الساعة من الظهيرة. بالأمس كان بعض الجيران قد سدوا رمقهم بشيء من الخبز واليوم لم يظهر احد حتى الآن (جارتنا الصومالية) هي أيضاً عزفت عن الوصول إلينا ترك الأم وأبنها الوليد واتجه صوب احد المطاعم ليسعف الأم بكسرة خبز. مادمنا لم نر أحداً اليوم قالها وهو يذرع الشارع لعلي اجد مطعماً قريباً أسد رمق هذه الحرمة (فنحن لا نعرف أكل المطاعم) خرج مسرعاً الشارع أمامه طويل وحرارة تموز تشوي الوجوه. بدأ العرق يتصبب من جبينه يقفز من مكان إلى مكان يبحث عن ظل في هذه الساعة المحرقة. كانت الشمس في الخارج تعطي الزمهرير. قرر العودة إلى البيت لعله قد وصل شيء من الجيران لكن تذكر تلك الحرمة الجائعة وأبنها في البيت. نظر بعيداً كان المطعم امام رافعاً بعض كراسي إلى الأعلى من شدة الشمس أسرع إليه رافعاً ثوبه كانت رجلاه تتخبطان وسيارات الشارع تجرف ما تبقى من ريح الظهيرة. أخيراً وصل المطعم يجر اذياله. قابله العامل المتصبب بالعرق (حاج ماذا تريد ؟؟) نفرين خبز وواحد حلبة للزوجة المرضعة.قال العامل: رطب ولا سادة او كرس. راح يعدو بعد العامل نظر إليه وهو يضع يديه على العجين. كان العرق يتصبب على العجين وهو يجهزه. ماذا قلت لي اي نوع من الخبز ياحاج. اشمأزت نفسه مما راى وانسحب الى الخارج مطاطئ الرأس قال له العامل: مو قلت لي أي شيء من الخبز . خرج مسرعاً الى منزله بين تلك الجموع من الناس تصليه شمس الظهيرة، بعد ان ضربت الشمس هامة رأسه دخل منزله وأرتمى في احد كراسيها المترهلة في الدارة وهو يقول (ام محمد خلي الصومالية تعمل لك لقمة تسد به رمقك).