القاهرة/ متابعات:قالت مصادر مصرية مطلعة إن أجهزة سيادية رصدت خلال الأيام الماضية اتصالات ولقاءات بين عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، وعدد من التنظيمات الجهادية والتكفيرية المسلحة، من أجل الاتفاق على إرباك حسابات الأمن القومي المصري، وبث حالة من الذعر داخل البلاد خلال الفترة المقبلة عن طريق استهداف وتفجير عدد من الأماكن والمواقع الحيوية المهمة في القاهرة الكبري والمحافظات، من بينها أماكن في وسط البلد وبعض المنشآت الأمنية للأجهزة السيادية، وذلك بدعم من أجهزة استخبارات أجنبية، في إطار محاولات مستمرة لتطبيق السيناريو السوري داخل مصر.وأوضحت المصادر أن الأجهزة السيادية رصدت عددًا كبيرًا من العناصر الجهادية المتطرفة، وهناك مراقبة مباشرة وتتبع ورصد لحركتها، لإحباط أية محاولة من جانبها للإضرار بالأمن القومي المصري، مؤكدين أن العناصر الجهادية تعمل على بث الفزع في نفوس المصريين، من خلال تنفيذ سلسلة تفجيرات بعدد من المناطق الحيوية المهمة في أماكن متفرقة، سيتم خلالها استهداف منشآت عسكرية وشرطية وأمنية لإظهار مصر أمام دول العالم كله باعتبارها أحد الأماكن الخطرة.وأشارت المصادر في تصريحات نشرتها الصحافة المصرية إلى أن الخطة المبرمة بين جماعة الإخوان والعناصر الجهادية المسلحة بدأ تنفيذها بالفعل، حيث أبطلت الأجهزة الأمنية مفعول قنبلة يدوية يوم الثلاثاء الماضي، تم وضعها أسفل كوبري جامعة القاهرة، بالقرب من محطة المترو، من أجل إلحاق أضرار بالغة في تلك المنطقة التي شهدت اشتباكات عنيفة على مدار الأيام الماضية، إلى جانب إحداث شلل كامل في مترو الأنفاق الذي يعتبر الشريان الأساسي للحركة في القاهرة الكبري بعد إغلاق العديد من المناطق والشوارع لدواع أمنية.
مدينة القاهرة
وأشارت المصادر إلى أن أكمنة ومعسكرات القوات المسلحة والأمن المركزي داخل شبه جزيرة سيناء، شهدت أعمال عنف وتدمير وقتل لعناصر الجيش والشرطة، في إطار هجمات منظمة لعناصر جهادية مسلحة، استهدفت أحد أهم أفواج حرس الحدود الموجودة في شمال سيناء، بالإضافة إلى معسكر الأحراش للأمن المركزي، وكمين الريسة، وكمين صدر الحيطان وأماكن متفرقة هناك، موضحين أن سيناء شهدت أكثر من 15 تفجيرًا وهجومًا مسلحًا على الأكمنة الأمنية والمنشآت العسكرية خلال العشرة أيام الماضية.وبيّنت المصادر أن تصريحات القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد البلتاجي، حول توقف أعمال العنف والقتل في سيناء حال عودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى منصبه، تمثل اعترافًا ضمنيًا من جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف خلف كافة التفجيرات التي تنال من مؤسسات الدولة المختلفة في سيناء وغيرها، وأكدت أن هناك مؤامرة محكمة على الأجهزة الأمنية السيادية من أجل إثارة الفوضي، بدعم أمريكي صريح واتصالات مكثفة مع عناصر من الخارجية الأمريكية.وأضافت المصادر: “قيادات جماعة الإخوان المسلمين، تمارس الآن أعمالا إرهابية منظمة، وتعلن عنها بشكل صريح في تحدٍ سافر لمؤسسات الدولة، والشعب المصري بأكمله، وخروج محمد مرسي من الحكم، فضح مخطط العنف، الذي تعتنقه تلك الجماعة من حولها من القوي المتطرفة، التي عملت أكثر من 80 عاما في الظلام والتنظيمات السرية، واتخذت من القتل والدم منهجا لها لتحقيق مصالحها الشخصية، دون الاعتبار لمصالح الشعب المصري.ورجحت المصادر أن يتم خلال الأيام المقبلة الكشف عن جرائم كبيرة ومخططات عنف وقفت خلفها جماعة الإخوان المسلمين، وتمت السيطرة عليها من قبل الأجهزة السيادية، وسوف يتم التحقيق مع كل الأطراف المتورطة في تلك الأحداث، بعد إعلان الحقائق على الرأي العام المحلي والعالمي، لتوضيح أهداف تلك الجماعة الإرهابية المسلحة التي كان أحد قادتها يتولي شئون الحكم في مصر.من ناحية أخري تكثف القوات المسلحة من تواجدها داخل أراضي سيناء بشكل كبير في إطار الإعداد لخطة أمنية محكمة لملاحقة عناصر جهادية مسلحة، تتواجد في مناطق الوسط والشمال تحت إشراف وتوجيه مباشر من القيادة العامة للقوات المسلحة وبدعم من الأفرع الرئيسية للجيش، التي توفر الحماية والمراقبة الجوية والبحرية لكل ما يدور على أراضي سيناء، إلى جانب عناصر من وحدات الصاعقة والمظلات، وقوات من الجيش الثاني الميداني وعناصر حرس الحدود.وقال مصدر عسكري إنه من المنتظر أن يتم الدفع بعناصر من وحدات النخبة داخل القوات الخاصة المصرية، الوحدة “777” التي تختص بمهام مقاومة الإرهاب الدولي ضد مصالح الدولة المصرية، ويقع من ضمن مهامها الاقتحام وتحرير الرهائن في المنشآت والسفن والطائرات وكل وسائل المواصلات، وهي مدربة ومجهزة للتصدي للمنظمات الإرهابية الدولية أو الاستخباراتية وأفرادها شديدي التدريب والاحترافية في القتال المتلاحم والقنص والاشتباك المسلح داخل الأماكن المغلقة، وتحت الماء، وفي مختلف الظروف البيئية والجوية، ولها تصنيف دولي متميز جدًا تسبق به الكثير من الدول العالم.وأشار المصدر إلى أن القوات الخاصة لها مميزات متعددة، في تحقيق عمليات الانتشار السريع، وإمكانية تنفيذ مهامها برًا وبحرًا وجوًا، حيث تعتبر أحد قوات النخبة داخل القوات المسلحة المصرية، وتتمتع بسمعة دولية كبيرة في مستوي الكفاءة القتالية، والتدريبات التي تتلقاها، إلى جانب اهتمام الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة بضرورة رفع الكفاءة الفنية والمعيشية والإدارية لوحدات القوات الخاصة على مستوي مختلف تشكيلاتها ووحداتها.ولفت المصدر إلى أنه سيتم الاستعانة بعناصر من مجموعات وكتائب الصاعقة تتلخص أدوارها في عمل الأكمنة والإغارة، وتأمين الأهداف الحيوية، والمطاردة الشرسة للعناصر الجهادية المسلحة في سيناء، ويتم تسليح أفرادها بعدة أنواع من البنادق الهجومية كالكلاشنكوف و«إم- 4» و«السيج- 552 كوماندو» و«إم بى-5» والرشاشات المتعددة بخلاف المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات.وأكد المصدر أنه من المنتظر أن يتم الدفع بوحدات متعددة من المظلات لعمل إبرار جوي على بعض البؤر الإجرامية والمناطق المسلحة الموجودة في مناطق مرتفعة، من أجل تطهيرها واقتحامها في أسرع وقت ممكن، وذلك بمعاونة كاملة من عناصر جهاز الاستطلاع التابع لإدارة المخابرات الحربية، وطائرات الرصد والمراقبة الجوية، التي تلتقط صورا لمختلف البؤر الإجرامية لتحديد أنسب الطرق للتعامل معها، وكذلك طائرات الأباتشي الهجومية المتطورة، القادرة على قنص الأهداف وتدميرها على مسافات كبيرة بدقة متناهية.في سياق متصل كثفت عناصر جهاز الأمن الوطني بسيناء جهودها لجمع معلومات عن كل من دخل شمال سيناء خلال الأيام الماضية، خاصة بعد إلقاء القبض على عنصرين فلسطينيي الجنسية يحملان بطاقات رقم قومي مصرية بأسماء وعناوين أشخاص في مدينة العريش، وتم إلقاء القبض عليهما بمعرفة القوات المسلحة، جار التحقيق معهما.وقال مصدر أمني إن عناصر الأمن الوطني كثفّت إجراءاتها خوفا من تواجد تلك العناصر الفلسطينية داخل القاهرة، من أجل القيام بعمليات إرهابية مسلحة ضد أهداف السيطرة القومية والمنشآت الحيوية المهمة لإرباك المشهد في مصر وإحداث حالة من الفوضي.وكان العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث العسكري للقوات المسلحة قد أعلن قبل ثلاثة أيام، إن عناصر حرس حدود الجيش الثاني الميداني تمكنت بمنطقة نقطة تفتيش حرس حدود كوبري السلام شرق من الاشتباه في السيارة رقم (103) أجرة شمال سيناء العابرة من الشرق إلى الغرب، وعند القيام بإجراءات التفتيش تم ضبط فردين فلسطينيي الجنسية، وبسؤالهما عن تحقيق الشخصية أفاد الأول بأنه يدعى/ طارق ناهض مشهور بهلول (فلسطيني الجنسية) ولا يحمل جواز سفر، وبتفتيشه عثر معه على بطاقة رقم قومي مصرية (29103053400071) باسم / أحمد محمد حسن حسني، وأفاد الثاني بأنه يدعى/ سعيد ناجي سعيد أبو قمر (فلسطيني الجنسية) ولا يحمل جواز سفر، وبتفتيشه عثر معه على بطاقة رقم قومي مصرية (29406150106074) باسم/ وليد صبري سيد عبدالعال، وبسؤالهما عن كيفية دخولهما الأراضي المصرية أفادا بأنهما قادمان عبر الأنفاق.