د. زينب حزامقدمت إذاعة عدن العديد من الأعمال الدرامية ذات مضمون هادف لتوعية المستمع، وكذلك قدمت دراما خاصة بالأطفال والنشء.إن النجاح الذي حققته الدراما الإذاعية في عدن، لا يتحدد بمغزى ما تطرحه أحداث القصة الدرامية، والنتائج التي تصل إليها في حل المشاكل الاجتماعية والطريقة الفنية المبتكرة في معالجة الموضوع، بل يتحدد أساساً في تألق أبطال المسلسل الدرامي وقدرتهم في تقديم القالب الدرامي للمسلسل واستغلال إمكانياتهم البارزة في تقديم قضايا وهموم الناس. إن كاتب السيناريو والمخرج يشتركان في وضع خطة المسلسل ليقوم ببطولته نخبة مميزة من الممثلين البارزين خاصة في المسلسلات الرمضانية الدينية فتصاغ الأحداث والحوارات والمواقف انطلاقاً من قابلية هذه النجوم في تأديتها للمسلسل الديني، وكثيراً ما يتم حذف مشهد مهم لأن النجم يرفض أن يؤديه لعدم توافقه مع إمكانياته الفنية، خاصة أن المسلسلات الدينية تتطلب جهوداً كبيرة ومعرفة باللغة العربية الفصحى والتاريخ الإسلامي.[c1] الدراما الإذاعية تعبر عن الخصوصيات الثقافية للمجتمع الذي ينتجها[/c]وكل ما قدم من أعمال درامية، مدونة الثقافة الشعبية اليمنية : حكايات الإنسان والأمثال والحكم اليمنية والوسيط في الأدب اليمني الحديث، والأعمال الأدبية التاريخية وحيثياتها الطبيعية والجغرافية واللغوية والثقافية، كلها تعبر عن هموم وقضايا المجتمع اليمني.[c1] عائق اللغة العربية الفصحى[/c]عملت إذاعة عدن على تقديم المسلسلات باللغة العربية الفصحى، حتى يتعرف المستمع على تاريخ بلده رغم أننا ما زلنا نغرق في خضم مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية لم نستطع وضع الحلول للكثير منها ويبدو أننا نكتفي بمعالجتها درامياً، لا أكثر ولا أقل.وهذا ما يجعل من مشاكلنا تتفاقم وهناك العديد من الأعمال المصرية تقدمها الإذاعة تحديداً تجد قبولاً كبيراً عند المستمعين ولأن اللهجة المصرية يحبها المستمع في عدن ويتذوقها.[c1] عصر ذهبي[/c]وما يمكن أن نسميه عصراً ذهبياً للدراما الإذاعية في عدن، بدأ في السبعينات من القرن الماضي وحتى الآن، مما يعني أن هناك حركة إنتاج نشطة موزعة على مصادر هذه الدراما وأماكن تواجدها على الساحة اليمنية.وهذه المرحلة الدرامية النشطة تعني بالمقابل حركة كتابة نشطة للنصوص الدرامية التي تقدم وكذلك بالنسبة لحركة الممثلين التي تتجدد عبر وجوه جديدة وأيضاً عبر الممثلين الكبار سناً وخبرة الذين أصبحوا يمثلون الدراما اليمنية.[c1] الإذاعة والمسلسلات الرمضانية[/c]وهناك من كتاب الدراما اليمنيين من أصبح يحرص على تقديم أعمال جديدة لشهر رمضان المبارك وخاصة كتاب الدراما الإذاعية وتقديم مسلسل يعيش على أمجاده، ربما لسنوات عديدة إذا ما حقق النجاح، ونتذكر في هذا الإطار المسلسلات الرمضانية التي قدمت مؤخراً والتي تعالج قضايا ارتفاع أسعار المواد الغذائية وهموم المواطن بعد أحداث الربيع العربي ومعاناة المواطن من الانقطاع المستمر للكهرباء خاصة في شهر رمضان المبارك.لقد أصبحت الإذاعة مصدر الدراما الأول وبين الفن الدرامي للفنانين والمستمعين على حد سواء.وهذه الكمية الكبيرة من المسلسلات والبرامج المخصصة لشهر رمضان ومن ضمنها النوعية التي تعرض على مدار السنة وخصوصاً في شهر رمضان ساعدت على اكتشاف المواهب العديدة في عالم الدراما من تمثيل وتأليف وإخراج وبرز الشاب عمرو جمال الذي أبدع في عالم تأليف الدراما التلفزيونية.هذا المؤلف الشاب الذي استفاد من خبرات الفنانين والمؤلفين الكبار في كثير من الأمور التقنية والجمالية، فقدم أعمالا متميزة في الدراما اليمنية خاصة أننا أصبحنا نعيش عصر الصورة والإعلام المتحرك المتنقل والمتجدد الذي يقرب البعيد ويختصر المسافات ويوصل الرسالة .. الدراما اليمنية أصبحت اليوم أكثر انفتاحاً، وفتحت أبواب النقاش الحر بأشكال وقوالب مختلفة ومتعددة تدعو إلى التغيير وإعادة النظر في مسألة ما أو تعيد لبعض القيم مفاعيلها على أرض الواقع لنأخذ منها ايجابياتها ونناقش سلبياتها فباب الحوار يفضي دائماً إلى وضع الحلول وان طال النقاش أو احتدم واختلفت الآراء.
|
ثقافة
الدراما الإذاعية الأفضل في التناول
أخبار متعلقة