وهكذا يحكي مراراً وتكراراً الإعلام الرسمي عن مزايا مؤتمر الحوار وأهدافه الوطنية السامية.وان مؤتمر الحوار الوطني الشامل يرسم المستقبل القريب الزاهر والباهر بريشة مبدعة تتجاوز السراب والخيال وفي خضم هذا الخيال الواسع الخصب يعيش الناس حلم المستقبل الجميل!!ولكن وبدون سابق انذار يفاجأ الناس الحالمون إلى جمال وحلاوة المستقبل الآتي بجرعة الجوع ما يزيد من آلام وأوجاع وشقاء الفقراء والمعدمين اليائسين من زعمائهم النائمين في سرائر السلطة المترفة وذلك بعد سماع الجميع بالنبأ الحزين والتصدع الموجع من قبل الأخ وزير المالية مؤكداً ضرورة الزيادة في اسعار الوقود والديزل حتى يتم تغطية العجز الموهوم في ظل ترف وسعادة ومتعة الحياة التي يعيشها مثل هؤلاء الزعماء (التايوند) وكنا قد وصفنا في الماضي القريب مثل هذه الجرعات (الجرعة المجنونة) عام 2005م، عندما أعلن عن ارتفاع اسعار البترول والديزل وجن جنون المواطنين.وانطلق الجياع في مسيرات غاضبة وهائجة شملت مساحات طول وعرض البلاد، بعد ان أدت هذه الجرعة إلى اختلالات في موازين الحياة المعيشية انتجت معدل الفقر وما تحت خط الفقر بنسبة 80 % من السكان وحتى تجاوزت هذه الاختلالات الطاقات الذهنية للفقراء واصابتهم بالحالات النفسية والعصبية والهستيرية .. وهاهي الجرعة الأكثر خطورة في ظل مؤتمر حوار يبني مستقبل من لا مستقبل له!!ويجن جنون الناس بعد صراع مرير مع الجرع المتزايدة والمتسارعة وهم يتجمعون ويرسمون دوائر الاحتجاجات ويرفعون شعار الانتفاضة الجائعة (فلتسقط حكومة النفاق) ..!! فهل باستطاعة مؤتمر الحوار وفرقه برئاسة الأخ الرئيس عبدربه منصور ايقاف مثل هذا التجويع المتعمد والمنظم واسرار دوافع حقده وكراهيته تجاه هذا الشعب الطيب المتسامح!! وينظر الإنسان كبيراً وصغيراً مثقفاً وجاهلاً إلى هذا المشهد المضحك والمبكي ويرثو لحال المتحاورين من اجل التحاور ليس إلا!! أما حوار المستقبل فقد تم دفنه منذ الاعلان عن الجرعة القاتلة القادمة على لسان الأخ وزير المالية.فهل يتراجع هذا الوزير المحب لهذا الشعب كما كانت مواقفه قبل تعيينه وزيراً للمالية عن ارتكاب جريمة هذه الجرعة أم انه مجبر من قبل صندوق البنك الدولي وهذا أغرب مافي الأمر وسنرى قريباً انتفاضة الجماهير الجائعة الساحقة .. فليتعظ الجميع .. وربنا يستر ورمضان كريم.
|
آراء
جرعة الحوار
أخبار متعلقة