العصيان المدني يشل عموم المحافظات المصرية لإسقاط النظام
القاهرة / متابعات :أغلق المعتصمون بميدان التحرير صباح أمس الثلاثاء، جميع مداخل ومخارج الميدان بالحبال لتأمين اعتصامهم، فيما كثفت اللجان الشعبية من تواجدها على جميع المداخل، مطالبين المارة بإظهار هويتهم الشخصية. فبعد إغلاقه من قبل متظاهري ميدان التحرير لمدة يومين متتاليين، استقبل مجمع التحرير صباح أمس الكثير من المواطنين لإنجاز الأوراق الخاصة بهم، ولا تزال لافتة «مغلق بأمر الثوار» معلقة على مدخل المجمع، قبيل ساعات من مليونية «الإصرار»، وذلك بعد دعوة عدد من القوى السياسية والثورية وحملة تمرد للاحتشاد في جميع الميادين بالمحافظات والقاهرة والمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسى وإسقاط النظام وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.جاء ذلك بعد إصدار بيان القوات المسلحة أمس الأول، والذي أمهل القوى السياسية في مصر 48 ساعة فرصة أخيرة للتوصل إلى حل الأزمة السياسية التي تعانيها البلاد.من جانبهم، ردد المتظاهرون هتافات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين وحكم الرئيس محمد مرسي وهتافات منها «ارحل ارحل» و»يسقط يسقط حكم المرشد».وكانت قد سادت حالة من الهدوء، بعد ليلة من احتفالات معارضي الرئيس المصري محمد مرسى بالبيان الذي أصدره الجيش أمس وأمهل فيه الأطراف السياسية في مصر مهلة 48 ساعة كـ»فرصة أخيرة» للتوصل إلى حل للأزمة السياسية التي تعانيها البلاد.وكان مئات المعارضين تجمعوا أمام المنصة الرئيسية بالميدان يرددون الهتافات المنددة بحكم الرئيس مرسي، فيما تواجد مئات المعتصمين بخيامهم في انتظار فعاليات مليونية تحت مسمى «يوم الإصرار» التي دعت لها المعارضة.وعمل مجمع التحرير بصورة طبيعية رغم وجود لافتة كبيرة مكتوب عليها (مغلق بأمر الثورة).من جهتهم واصل متظاهرو الإسكندرية الاحتشاد في الميادين، لإسقاط النظام، حيث قام عدد من المتظاهرين بمنطقة سيدي جابر، في الساعات الأولى من أمس الثلاثاء، بعمل لجان شعبية لتأمين المعتصمين وحمايتهم أثناء نومهم داخل الخيام، تحسباً لحدوث أي هجوم على الاعتصام.وقام المتظاهرون بعمل خطة لتأمين الاعتصام، بعدما ترددت أنباء عن هجوم من أنصار جماعة الإخوان على الاعتصام، لمحاولة فضه ليلاً بالقوة، فيما قام المتظاهرون بالوقوف أمام مدخل نفق سيدي جابر بجوار المقر الإداري لجماعة الإخوان المسلمين، لتفتيش المواطنين، مستخدمين الحواجز الحديدية، تحسباً لأي هجوم على الاعتصام.وكانت أعداد المتظاهرين بميدان سيدي جابر قد انخفضت في الساعات الأولى من الثلاثاء، لبدء الفعاليات والخروج بعدد من المسيرات للتأكيد على استمرار مطالبهم برحيل النظام الحالي، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.وطافت سيارتا شرطة، في الساعات الأولى منذ صباح أمس، ميدان سيدي جابر، لطمأنة المعتصمين بشأن الحالة الأمنية للميدان، وحمايتهم من أي هجوم عليهم.وبدأ المتظاهرون بالتوافد على ميدان سيدي جابر بالإسكندرية ، للمشاركة في ثلاثاء الإصرار، حيث تزايدت الأعداد المشاركة في الميدان، كما دعت اللجنة التنسيقية لـ30 يونيه جموع الشعب المصري، والسكندري إلى استكمال ثورته العظيمة، والمشاركة في مسيرات ثلاثاء الإصرار.وقام المتظاهرون بإحاطة الميدان بسياج من الأسلاك الشائكة يحيط بمنطقة الاعتصام، وتحويل خط سير السيارات.ودعت اللجنة التنسيقية لـ30 يونيو جموع الشعب المصري إلى استكمال ثورته العظيمة، والمشاركة في مسيرات ثلاثاء الإصرار.واستمرت الطائرات الحربية ظهر أمس في التحليق في سماء الإسكندرية في مناطق متفرقة من المحافظة، وسط تهليل وفرحة الأهالي.وتواصلت المظاهرات الرافضة لحكم الإخوان بمختلف محافظات الجمهورية، وتم إغلاق العديد من المصالح الحكومية، في إطار مليونية 30 يونيو، لسحب الثقة من الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية وإسقاط النظام.حيث أغلق الديوان العام لمحافظة الإسكندرية المؤقت «المجلس الشعبي المحلي»، الثلاثاء، أبوابه لأجل غير مسمى بعد أن رفض الثوار دخول محافظ الإسكندرية المستشار ماهر بيبرس والموظفين بالديوان.وكان المئات من الثوار قد توجهوا الاثنين لمقر الديوان العام بوسط الإسكندرية، مؤكدين ضرورة إغلاق الديوان العام ابتداء من الثلاثاء لرفضهم تولي المحافظ ونائبه القيادي بجماعة الإخوان المسلمين والسكرتير العام للمحافظة.وأغلق محامون بالإسماعيلية، بوابات مجمع محاكم الإسماعيلية بالجنازير صباح، الثلاثاء، مع بدء العصيان المدني بالمحافظة، ومنعوا الموظفين من دخول المبنى لمباشرة أعمالهم.وكان العشرات من المواطنين قد شاركوا في وقفة احتجاجية الاثنين، بمجمع المحاكم، أعلنوا خلالها غلق المبنى، ودعوا الموظفين إلى الاستجابة لدعوات العصيان المدني التي بدأها المعتصمون أمام ديوان عام المحافظة مساء الأحد، حتى سقوط الرئيس محمد مرسي.وأغلقت جبهة منسقي 30 يونيو، والقوى الثورية والتيار الشعبي وأحزاب المعارضة، ببورسعيد، محكمة بورسعيد الابتدائية، وأعلنت العصيان المدني.وأغلق المئات من المتظاهرين بمحافظة المنوفية لليوم الثالث على التوالي، مجمع المصالح الحكومية بمدينة شبين الكوم والذي يضم مديريات منها التموين والقوى العاملة وعدد كبير من المديريات.كما قام المتظاهرون بإغلاق مبنى مديرية التربية والتعليم، وقاموا بتعليق لافتات مكتوب عليها «مغلق حتى إسقاط النظام».ولليوم الثالث قام متظاهرو المنوفية، بغلق مجالس مدن منوف وأشمون وبركة السبع والشهداء وقويسنا وسرس الليان وشبين الكوم بالجنازير، ومنعوا دخول وخروج الموظفين، للمطالبة بإسقاط النظام.وقام المتظاهرون بإغلاق المبنى بالأقفال والجنازير، وقاموا بنصب خيام أمام المجالس، وكتب المتظاهرون على أبواب مجالس المدن «مغلق حتى إسقاط النظام».وتوجه المئات من المؤيدين للرئيس بمختلف القرى بالشرقية إلى مدينة رابعة العدوية بمدينة نصر للتضامن مع المتواجدين بالميدان.ولليوم الثالث على التوالي، قام العشرات من المتظاهرين بغلق البوابتين الرئيستين لمبنى محافظة الشرقية، كما أغلق العشرات من المتظاهرين مجالس مدن: الزقازيق وبلبيس ومنيا القمح وكفر صقر والوحدة المحلية والسجل المدني بمنشأة أبو عمر ومجمع مصالح أبو كبير الحكومي الذى يضم مجلس المدينة والإدارة التعليمية، فيما امتنع العديد من الموظفين من الذهاب لعملهم صباح أمس الثلاثاء.وقام الشباب بنصب الخيام أمام مجلس مدينة الزقازيق، وأعلنوا أنهم قاموا بالسيطرة على جميع منافذه لحين رحيل النظام.وقال مسئولو مديرية الصحة بالسويس، إن مستشفى السويس العام استقبل بشكل رسمي الاثنين، 24 حالة مصابة في اشتباكات المظاهرات المؤيدة والمعارضة للنظام الحالي، من بينهم 4 مصابين بالخرطوش، مؤكدة عدم وجود وفيات.وأضاف مسئولو الصحة أن جميع الحالات المصابة خرجت جميعاً من المستشفى بعد أن تم إسعافهم، وأنهم أصدروا بيانا رسميا، صباح الثلاثاء، بأسماء وعدد حالات المصابين، وتم إرساله إلى وزارة الصحة.من جانبها، أعلنت حملة تمرد السويس عبر صفحتها الرسمية أنهم مستمرون في الفعاليات يوميا ويطالبون المواطنين باستكمال مسيرة الثورة حتى تتحقق.كما أغلق متظاهرو الأقصر أبواب ديوان عام المحافظة صباح الثلاثاء، معلنين العصيان المدني بأمر الثورة، حتى إسقاط نظام الإخوان المسلمين والدكتور محمد مرسي، كما تم منع جميع موظفي المحافظة من دخول المبنى.ولليوم الثاني على التوالي، يسيطر المتظاهرون وأعضاء الحركات السياسية وأعضاء حملة تمرد، على الديوان العام لمحافظة سوهاج. ومنع المتظاهرون الموظفين من الدخول قائلين لهم «لن يسمح لأي موظف بالدخول إلا بعد تعيين قائم بالأعمال بدلا من المحافظ المستقيل، سواء كان مدير أمن سوهاج أو المستشار العسكري للمحافظة.وعلى جانب آخر، وضع المحتجون نعشا للرئيس مرسي أمام ديوان عام المحافظة ونصبوا عددا من الخيام للمبيت والاحتماء من حرارة الشمس.وفي الغربية، قام المتظاهرون صباح أمس بغلق حي أول وثان المحلة وفرع كهرباء المحلة بالجنازير، ومنع الموظفين من الدخول للمطالبة برحيل النظام.وقام المتظاهرون بغلق الأبواب بالجنازير ومنع الموظفين من الدخول، كما قاموا بغلق مجلس مدينة المحلة ورفعوا لافتة «غلق مجلس المدينة بناء على حكم الشعب».وفي الدقهلية، أغلق المتظاهرون بمدينة السنبلاوين أبواب مجلس المدينة بالجنازير وعلقوا لافتة على الأبواب تقول، إن المجلس مغلق لحين رحيل حكم الإخوان.وقام الأهالي بإقامة صلاة الغائب على شهداء الشرطة بمسجد النور بالمدينة، بحضور العميد طارق عقل مأمور المركز، والرائد أحمد الجميلي رئيس المباحث في لافتة لتقدير دور الشرطة وتضحيتهم من أجل أمن وأمان الشعب المصري وحرصه على سلامته.وبعد الانتهاء من الصلاة قام المتظاهرون بحمل رئيس المباحث ورددوا هتافات الشعب والشرطة إيد واحدة، وقام الأهالي بتوجيه التحية لضباط الشرطة على الحيادية في إدارة الأزمة الحالية في البلاد.كما واصل المئات من المتظاهرين بميدان الثورة بالمنصورة، لليوم الثالث على التوالي، إغلاق ديوان عام محافظة الدقهلية ومنع دخول الموظفين الذين أعلنوا تضامنهم الكامل مع الثوار وطالبوا برحيل النظام، واستمر المتظاهرون في إغلاق شارع الجيش من الجهتين بميدان الشهداء، ووضعوا حواجز مرورية ومنع مرور السيارات بالميدان، وواصل المتظاهرون فعالياتهم داخل الميدان، وسط توافد للمتظاهرين.في غضون ذلك أثارت دعوة الجماعة الإسلامية إلى النفير العام واستخدام المساجد للحشد لمؤيدي الرئيس مرسي استياء بالغاً بين علماء الأزهر فأصدرت مشيخة الأزهر الشريف بيانا لها أكدت فيه على حرمة المساجد وعدم توظيفها، بأى صورة من الصور، فى الصراع السياسي الحالي؛ سواء بالاعتصام بها أو التعبئة والحشد فيها، أو غير ذلك، والبعد عن الزج بالدين فى التفرقة بين الناس أو تكفيرهم، وإلا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير؛ فأهل القبلة كلهم موحدون، والمصريون كلهم مواطنون، مستشهدة بقوله تعالى (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم فى شيء).وقال الشيخ خالد الجندي أحد علماء الأزهر الشريف «إننا حذرنا مرارا وتكرارا من خلط الدين بالسياسة، وإن له عواقب وخيمة على الدين والسياسة معا، مشددا على ضرورة ألا يتحول الخلاف السياسي إلى خلاف عقائدي أو ديني أو مذهبي لأن الخلاف فى هذه الحالة سيكون صراعا بين الإيمان والكفر إنما فى السياسة مصالح ورؤى تتقابل أو تتباين أو تتوازن أو تتفق.وأضاف الجندي، فى تصريحات صحفية، وبناء عليه ستتكرر المأساة وتتحول إلى حرب طائفية كالتى حدثت بين المسلمين والكفار فى غزوة بدر وإن كان ما حدث فى غزوة بدر أهون بكثير مما سيحدث فى هذه الحالة، لأن غزوة بدر كان الفريقان فى غاية الوضوح أما فى غزوة مصر فالفريقان من التداخل ما لا يخفى على أحد، فالإخوان المسلمون هم جزء من شعب مصر لا يجوز التفريط فيهم ولا يجوز الاعتداء عليهم ولا يجوز استباحة دمائهم أو أعراضهم ولن نسمح بذلك ولنقل جميعا أن أرواحنا هى الفداء لكل مصري وإن اختلفنا معه».وتابع «هناك ثلاثة أمور يجب إعلانها بوضوح الأول أننا لن نسمح بخلط الدين بالسياسة، الأمر الثانى أننا لن نسمح بالاعتداء على الإخوان والأمر الثالث أننا لن نسمح بحكم الإخوان».فيما اعتبر الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن تلك الدعوة بالحشد من المساجد تعتبر متاجرة بالدين.
امتداد الحشود في محيط قصر القبة
ملايين المصريين في محيط قصر الاتحادية
الهلال والصليب في صورة تعبر عن التحالف الوطني بين المسلمين والمسيحيين