رواية
الفصل الثالث/ الجزء العاشرساد صمت طويل، حتى غطت الطفلة في نوم في أحضان هند أخت إسراء وحملت هند الطفلة لتضعها في فراشها.أما أنا فقد كنت في دوامة طويلة وأنا أتذكر تاريخا قديما ، لشخص يدعى حسن الصواف، ابن رجل الأعمال المشهور محمد الصواف، الذي تم اتهامه في أحداث قديمة .. فقد كان صاحب أشهر شركات توظيف الأموال، وكان يخفي أعمالاً كثيرة غير مشروعة في الدولة ولكن علاقاته القوية كانت تخفي تلك الأمور دائما، وكانت نشأتهم عادية مثلنا جميعا، لكن حسن كان دائما يكرهني، لتفوقي الدائم في الدراسة عليه. وكنت ألاحظ دائما نظرات الحنق والحسد منه عندما يشاهدني وأنا أمشي في الشارع برفقة إسراء، وكان دائم التحرش بها، ولكن بعد ذلك الثراء المفاجئ الذي أصاب والده، انتقلوا لإحدى الفلل بأرقى أحياء القاهرة، وكنا نسمع الأخبار من حين لآخر عن ابنه حسن الذي ألحقه والده بالجامعة الأمريكية، ثم جاء خبر فضيحة والده وهروبه إلى الخارج ، وانقطعت الأخبار عن محمد وولده منذ ذلك الحين ، وتقدمت بعدها إلى خطبة إسراء ... ورفضني والدها ...تاريخ غريب، ولكني لم أقدر على نسيانه أبدا ، وبدأت استنتج الخطوات بعد زواجي من زوجتي منال ... وتخيلت حسن وقد تقدم لخطبة إسراء، بالأموال المهربة إلى الخارج، وبالطبع لم يكن أمام والد إسراء سوى الموافقة وإتمام الزواج في سرعة ... والغريب أنني لم أفكر طوال ذلك الوقت، في مجرد الزيارة لمنزلي القديم، أو محاولة الاتصال بإسراء التي فقدت الأمل في الاتصال بي مرة أخرى بعد أن غادرت المكان دون رجعة ...أفقت من أفكاري على صوت أقدام هند وهي تسير نحو الطاولة لتضع أمامي قدح القهوة في صمت ثم تتحرك في خطوات مضطربة لتتخذ مقعدا يبعد عنى قليلاوبدأ الفضول يأكلني لمعرفة صحة ما وصلت إليه فاعتدلت في مقعدي وأنا أسأل هند في هدوء حقيقي هذه المرة:-اعتذر يا هند عن تصرفي، ولكني في حاجة لمعرفة ماهو مصير حسن الصواف الآن ؟نظرت إلي هند في ارتياب ثم أجابتني في اقتضاب:-لقد غادر البلاد منذ أكثر من أربع سنوات ... وانفصل عن أختي وهو خارج البلاد، بعد أن حجرت الحكومة المصرية على باقي أملاك والده. ولا يعلم أحد عنه شيئا حتى الآن.التقطت قدح القهوة وأنا أرتشف منه رشفة صغيرة لأسألها قائلا : -وماذا عن أختك، هل كانت سعيدة في حياتها معه؟هزت هند رأسها في قوة وهي تقول : -مطلقاً، فقد كان يعاملها كالجارية، وكان يخفي في أعماقه انطباعات غريبة ولكنه كان شديد الدهاء والمكر في تصرفاته حتى .... قطعت حديثها وهي تنظر إلى الأرض في مرارة وتعض شفتها السفلى ، وكنت أتحرق شوقاً لمعرفة الأحداث ولكني انتظرت في صبروأكملت هند مستطردة-حتى حاول أن يغتصبني ذات يوم...يتبع..............................