بيروت/ دمشق:إرتفعت حصيلة ضحايا اشتباكات صيدا في جنوب لبنان إلى عشرین قتيلاً ومائة جريح.وأحكم الجيش اللبناني السيطرة على مجمع الأسير في عبرا بمدينة صيدا جنوبي البلاد، ويشتبك مع قناصة تمركزوا على أسطح بعض البنايات فيما تتواصل الاشتباكات بين الجيش مجموعة ومسلحة على الكورنيش البحري للمدينة.وتحدثت مصادر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين معظمهم من جنسيات غير لبنانية، فيما ارتفع عدد ضحايا الجيش إلى أكثر من عشرين بينهم ثلاثة ضباط بالإضافة إلى عشرات الجرحى.وأفادت الانباء الواردة من صيدا أن مسلحي الأسير يمنعون الصليب الأحمر من إجلاء الجرحى ويتخذون من المواطنين دروعا بشرية، بينما أكدت الوكالة الوطنية للإعلام حدوث إطلاق نار غزير من محيط مسجد الزعتري بصيدا.الى ذلك أكدت قيادة الجيش اللبناني أن الجيش «ماض في اجتثاث الفتنة من جذورها ولن تتوقف عملياته العسكرية حتى إعادة الأمن إلى مدينة صيدا وجوارها بصورة كاملة وانضواء الجميع تحت سقف القانون والنظام».وقالت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان لها: «إن وحدات الجيش تواصل عملياتها العسكرية في مدينة صيدا ومنطقة عبرا للقضاء على المظاهر المسلحة وتوقيف المعتدين على مراكز الجيش وإعادة فرض الأمن والاستقرار».وأوضحت قيادة الجيش أن «العديد من المسلحين عمدوا إلى قنص عناصر الجيش باستخدام المراكز الدينية سواتر لهم إضافة إلى اتخاذهم المواطنين الأبرياء دروعا لهم لتفادي المواجهة المباشرة مع قوى الجيش».وأضاف البيان: إن قيادة الجيش اللبناني إذ تؤكد حرصها التام على دور العبادة وحياة المواطنين تدعو المسلحين الذين قاموا بالاعتداء على مراكز الجيش والمواطنين وهم معروفون بالنسبة إليها فردا فردا إلى إلقاء السلاح وتسليم انفسهم فورا إلى قوى الجيش حرصا على عدم إراقة المزيد من الدماء.ودعت قيادة الجيش اللبناني في بيانها المواطنين وخصوصا الموجودين في بقعة العمليات العسكرية أو داخل مجمع الأسير ومحيطه والذين يتعرضون لمشاكل أمنية إلى الاتصال بعمليات قيادة الجيش بغية معالجة هذه المشاكل بالسرعة القصوى وإجلائهم عند الضرورة. وكان الجيش اللبناني أعلن أنه تقدم بإتجاه مدخل مجمع الأسير في عبرا في صيدا جنوب لبنان صباح امس وأحكم السيطرة على المكان الذي يتحصن فيه المسلحون فيما أفيد عن ظهور مسلحين مقنعين من أنصار الأسير في منطقة حي البراد جنوب صيدا وفي حي الزهور.وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام أن وتيرة الاشتباكات اشتدت قبل ظهر امس بين عناصر الجيش اللبناني والعناصر المسلحة التابعة للسلفي الأسير في منطقة عبرا واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والصاروخية كافة وأصيب بنتيجتها مبنى السراي الحكومي في صيدا كما طالت الاشتباكات منطقة شرحبيل جنوب شرق صيدا.وأقدم عناصر الأسير على قطع الطريق على الطريق البحري لمدينة صيدا بالاطارات المشتعلة وعمل الجيش على فتحها بعد أن اشتبك مع المسلحين وأصاب عددا منهم بينما لاذ الباقون بالفرار.كما تجددت الاشتباكات بين الجيش اللبناني ومجموعات «فتح الإسلام» و»جند الشام» المتطرفة في منطقة تعمير عين الحلوة القريبة من مخيم عين الحلوة واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقنابل والقذائف.وكان آخر بيان للجيش اللبناني قال الليلة قبل الماضية إن مجموعة مسلحة تابعة للسلفي الأسير قامت ومن دون سبب بمهاجمة حاجز رابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا ما آدى إلى استشهاد وجرح عدد من العسكريين اللبنانيين وتضرر عدد من الآليات العسكرية وإن قوى الجيش اتخذت التدابير اللازمة لضبط الوضع وتوقيف المسلحين.وفي وقت لاحق امس نعت قيادة الجيش اللبناني أربعة من جنودها استشهدوا امس في مواجهات مع المجموعات الإرهابية التابعة لأحمد الأسير بعبرا في صيدا ليرتفع بذلك عدد شهداء الجيش إلى 16 شهيدا.بدوره أدان الرئيس اللبناني السابق إميل لحود بشدة الاعتداء على الجيش اللبناني وقال «إن أي إدانة أو استنكار أو ذرف دموع التماسيح لم تعد تكفي لبلسمة جراح لبنان جراء سقوط شهداء للجيش الوطني الباسل من ضباط وأفراد جراء يد الإجرام والقتل والتحريض والفتنة».وقال لحود في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي امس: إن الغدر بالجيش أصبح مألوفا في هذا الزمن الرديء إلا أن الجيش عصي على كل تهاون داعيا أهل السلطة والساسة إلى ترك الجيش يقوم بواجبه الاسمى بأن ينقض على أوكار الارهاب حيثما وجدت وأن يسوق إلى العدالة القتلة المرتكبين والمحرضين على الفتنة والعابثين بوحدة الوطن والمستعينين بمرتزقة من غير اللبنانيين لقتال جيش وطنهم هؤلاء الذين يدعون إلى شق صفوف الجيش الواحد والمتماسك ويزرعون التفرقة بين عناصر الأمة.من جهته أكد مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني أن «الاعتداء على الجيش جريمة بحق لبنان ولا يجوز التقاتل مع الجيش تحت أي ذريعة كانت أو جره إلى معارك داخلية».ونبه قباني في نداء امس اللبنانيين من «خطورة ما آلت إليه الأحداث في صيدا وتوسع المعارك إلى غيرها من المناطق» محذرا من أن «دعوات الانفصال عن الجيش سوف تقود إلى الفتنة التي تشق طريقها إلى لبنان».وطالب قباني بـ «التحقيق الفعال والشفاف في قضية الاعتداء على الجيش ومحاسبة كل من تسبب بهذه الكارثة».كما أدانت شخصيات لبنانية الاعتداء على الجيش اللبناني مؤكدة أن استهداف ميليشيات السلفي أحمد الأسير للجيش اللبناني في هذا الوقت هدفه جر لبنان إلى الفتنة والاقتتال وضرب المقاومة الوطنية اللبنانية بما يخدم المشروع الإسرائيلي الأمريكي في المنطقة مشيرين إلى أن الاعتداء على الجيش يعني المس بالقوة الوحيدة الباقية في الدولة اللبنانية وهي الحافظة لوحدة الوطن والشعب والمقاومة.
عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات بين الجيش اللبناني و مسلحي الأسير
أخبار متعلقة