شهدت عدن في تاريخها نكبتين.. الأولى بعد الاستقلال الوطني وخروج الانجليز من عدن عام 1967م..وما زال أثر هذه النكبة باقياً.. تمثلت هذه النكبة في إنكار الهوية العدنية.. هوية أبناء وأهالي عدن.. وطردهم من وظائفهم العليا والقيادية في الجهاز الإداري للدولة..والاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم الخاصة.. وتصفيتهم جسدياً وتشريدهم خارج الوطن.. تم كل ذلك بسلاح نظرية الصراع الطبقي الماركسي تارة.. وتارة أخرى بمخالب النزعة المناطقية وأنياب الروح القبلية الجاهلية والتخلف الحضاري والإنساني!أما النكبة الثانية.. فهي الماثلة أمامنا اليوم.. ولكن هذه المرة بالسلاح الكيماوي الرهيب.. ليس الذي سبق استخدامه في حلبجة العرق.. ولا ما يشاع عن استخدامه في سوريا اليوم.. بل هو سلاح مختلف.. اسمه العلمي (طفي لصي).. اختراع إرهابي حديث يتفوق على الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة بقدرته على الوصول إلى داخل البيوت!ضحايا هذا السلاح ليس من الجنود أو كبار المسؤولين والوزراء.. بل من العائلات.. الأطفال والشيوخ والنساء والمرضى والعجزة والمعوقين الآمنين داخل بيوتهم!في سوريا تقصف بيوت الأهالي بالمدافع والصواريخ.. في عدن تقصف بيوتنا بالصواعق الكهربائية.. التي تحول البيوت إلى أفران وفحم ملتهب ونيران.. بيوت المخزن والدارة وشقق العمارات المنهارة.. تتكدس داخلها العائلات المركبة.. ليست بيوتاً بل هي مستودعات بشر.. ومخازن قطع غيار آدمية!في سوريا يخرج الأهالي من بيوتهم إلى الحدود.. إلى ملاجئ إيواء آمنة ومساعدات ورعاية عالمية.. مصحوبة باستنكار واحتجاجات منظمات دولية.. أما نحن في عدن فلا نملك إلا أن نبقى في بيوتنا..قبورنا.. لا نخرج منها ربما إلى حين يخرج من في القبور.. لا أحد يتألم لآلامنا.. لا أحد يعترف أو حتى يتذكر نكباتنا.. فيعتذر.. ليس هناك من يعتبر ويستغفر.. وليس لنا سوى الله.. هو القادر على كل معتد آثم زنيم غادر ومتكبر! .
|
آراء
السلاح الكيماوي فـــــي عـــــدن
أخبار متعلقة