محطات ثقافية
عرف العالم على مدى التاريخ العديد من المسارح العالمية التي تركت بصمات واضحة في حياة (ابو الفنون) وعمره المديد والزاخر بعطاءاته الثقافية والفكرية والحضارية لكن قبعت هناك ثلاثة مسارح هي الأكثر توهجاً وخلوداً. في دنيا المسرح العالمي وهي المسرح اللاتيني ومسرح العاطفة والخيال او ماعرف بمسرح (شكسبير) إلى جانب المسرح الواقعي او مسرح برتولد برخت الذي ترك أثراً كبيراً في وريد مسرح الواقعية كصيغة ثقافية وفكرية عشقها الكثيرون من محبي خشبة المسرح ونوره الإنساني القوس قزحي البهي.ولا يمكن بأي حال من الأحوال عزل المسرح وأبعاده عن خيال وتفكير ووعي مفاصل عقل الجماهير ذلك لأن المسرح هو العنوان الأبرز واللغة الأجمل والأقرب الى روح ووجدان المجتمع والناس.كما أنه من الصعوبة بمكان لأي مجتمع إنساني ان يرتقي ويصل بشكل او بآخر الى مدارات العصرية الحقيقية والحضارية المثلى الا إذا أرتقت أدابه وفنونه وحركة إبداعاته الانسانية وفي طليعتها (قيمة ومستوى منسوبه المسرحي).[c1]مسرحية (كرت أحمر) .. علامة مضيئة [/c]شاهدت مسرحية (كرت أحمر) مؤخراً .. والحقيقة أعجبتني كثيراً بسبب عمقها النقدي لظواهر سلبية احرقت قلوبنا ورسمت في وريدها غصة واي غصة .المسرحية حملت بعداً كوميدياً تخللتها بعض الملامح التراجيدية (المطلوبة) والتي تصبغ العمل بصبغة النقد الواقعي المسؤول الذي يصل الى مفاصل وعي الجماهير بصورة اعمق وادق واكثر شفافية .تحية لمن ورثوا المسرح اليمني من جيل شباب (الغد الأجمل) والحقيقة انهم يقدمون اعمالاً غاية في الروعة والعطاء الإبداعي الخلاق الذي بحمد الله تتضح معالمه لتنسج نورها وعبقها في رحم الواقع المعاش.[c1]الدراما اليمنية .. لا تحيا إلا في رمضان[/c]لا اجافي الحقيقة اذا قلت جازماً ان الدراما اليمنية لا تحيا ولا تنتعش ولا تصحو من سباتها وبالاحرى موتها السريري الا في رمضان .. سبحان الله.كأن حالات التجلي والإبداع لا تصل الى ارواح واذهان ووجدان مبدعينا إلا في رمضان الكريم .. ياعيني على الإيمان والعطاء الروحاني الخلاق .. ياجماعة الخير الدراما والعمل الفني هي لغة ثقافية وفكرية وإبداعية تستحضر وبشكل نبيل وهادف للمعاني الحضارية والعصرية والتقدم الفكري الذي يستهدف تنمية وعي الجماهير وتقدمها في اطار انساني جميل وبناء يؤمن بحق الشعوب في الرفعة والتقدم وتعزيز وترسيخ مكان الانسان والوعي الانساني .