كلمات
حتى الآن أستطيع التأكيد على أن استمارات «تمرد» التي يتم توقيعها لسحب الثقة من الرئيس الإخواني محمد مرسي ناجحة بدرجة كبيرة حتى إننا جميعا نلاحظ حالة الفزع والهلع الإخواني من أن يتكرر نفس سيناريو خلع مبارك مع رئيسهم مرسي الذي لم يفعل شيئا حتى الآن لشعب مصر بل تفرغ لأخونة البلاد والعباد وربما حادث انتحار أحد الشباب بالمنصورة غرقا في النيل مرددا: «الله يخرب بيتك يا مرسي» تعكس بالفعل حالة اليأس لدى الشباب المصري الذي اعتقد يوم 30 يونيو 2012 أن عهد الخلافة الرشيد عاد من جديد على يد محمد مرسي وهذا ما جعل صدمة أغلب الشعب المصري في حكم الإخوان كبيرة حيث اعتقد البعض أن الخير سيعم على مصر وأن حكم الشعب عاد للشعب مرة أخرى ولكن وبعد مرور ما يقرب من عام اكتشف هذا الشعب أنه كان ضحية لعبة إخوانية لاحتلال مصر من قبل الجماعة وميليشياتها ومواليها من الجماعات السلفية والجهادية والإرهابية وهي الجماعات التي تهدد الآن بأن أي تغيير في حكم مصر الآن حتى ولو بالصناديق سوف تتحول مصر إلى بركة دماء وهو ما صرح به محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري هذا هو رد الفعل من جانب الجماعات الموالية للإخوان.إذا نحن أمام مأزق حقيقي هو أن مرسي وجماعته يخيرون الشعب المصري بين أمرين إما الرضوخ للأمر الواقع بأن مصر أصبحت ولاية إخوانية أو أن العنف والدم والإرهاب سيكون هو مصير البلاد لو أطيح بهذا الحكم حتى لو عبر الصناديق وهو نفس الخيار الذي وضعنا فيه مبارك قبل تنحيه بعبارته المشهورة «إما أنا أو الفوضى» وحال مرسي وجماعته ومواليه من أحزاب السلفيين والإسلاميين يقول نفس مقولة المخلوع مع تعديل بسيط هو «إما أنا أو الإرهاب» وهو ما نسمعه بشكل غير مباشر الآن من مشايخ الإخوان ومن يساندهم فهذا الشيخ حازم أبو إسماعيل - مؤسس نظرية تربية الشعب المصري بالصوت العالي ترهيب المصريين من خلال جماعة «حازمون» - يقول «حملة تمرد كان عليهم أن يشعروا أن ما يفعلونه هو عبارة عن (حملة دنيئة) تسعى إلى إحداث حرق واقتحام وإقصاء النظام بقوة» إذا الإخوان بدؤوا يستخدمون مشايخهم من الأحزاب الموالية لهم فهذا الشيخ أبو إسماعيل ينزل بكل قوته إلى ساحة التحدي لشن هجوم كاسح على الحركة التي هزت عرش الإخوان في المقطم والاتحادية، وأخيرا أقول لكل من وقع على حركة تمرد حتى لو لم تنجح في الإطاحة بمرسي في 30 يونيو فعلى الأقل قدمت رسالة رعب لمرسي ومن معه.