احتجاجات مستمرة للمطالبة بإسقاط الحكومة التركية..
أنقرة / متابعات :جرت مواجهات الليلة قبل الماضية بين المتظاهرين وقوات الأمن التركية التي حاولت تفريقهم بقنابل الغازات وخراطيم المياه في مدينة اسطنبول والعاصمة انقرة.وتتواصل الاحتجاجات لليوم التاسع على التوالي مطالبة بإسقاط حكومة اردوغان الذي دعا إلى وضع حد فوري للتظاهرات ووصف المحتجين باللصوص.المتظاهرون ردوا برشق قوات الأمن بالحجارة وأشعلوا اطارات السيارات في الطرق لصد تقدم عناصر الشرطة باتجاههم. كما استخدم المحتجون المقلاع في المواجهات.وتحدى المحتجون الأتراك دعوة رئيس الوزراء اردوغان لهم بوقف التظاهرات، حيث اجتاحوا الساحة على أصوات الموسيقى وهتافات مناهضة للحكومة واردوغان الذي طالبوه بالتنحي فورا .جدير بالذكر أن اردوغان كان قد طالب بلهجة حازمة ليلة الخميس الجمعة بُعيد عودته من الخارج المتظاهرين بوقف تحركاتهم على الفور.وفي السياق نفسه أعلن زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان تأييده التظاهرات المناهضة للحكومة حيث بعث اوجلان من سجنه رسالة، تحيّـي حركة المقاومة التي اعتبرها ذات معنى. لكنه نبه المتظاهرين لأي استغلال من قبل الحركات القومية التركية.وشجع اوجلان المتظاهرين على الانفتاح على القوى الديمقراطية والثورية والوطنية والتقدمية في تركيا.من ناحيه أخرى قالت صحيفة «سوزجو» التركية أن متظاهرة أحرقت نفسها في اسطنبول احتجاجا على سياسات الحكومة فيما دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى إنهاء فوري للاحتجاجات المناهضة لحكومته.وأوضحت صحيفة سوزجو أن متظاهرة احرقت نفسها أمام فندق مرمرة في ساحة تقسيم بمدينة اسطنبول رفضا لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان وسياسته.هذا ويواصل عشرات الآف من الأتراك احتجاجاتهم في ساحة تقسيم باسطنبول وفي العاصمة التركية أنقرة لليوم الثامن على التوالي مطالبين باستقالة أردوغان المستمر بتجاهل مطالب شعبه.وواصل أردوغان في تصريح أدلى به فور عودته من زيارة خارجية لعدد من دول المغرب العربي ترديد مقولة أنه رئيس حكومة لخمسين بالمائة من الأتراك، كما كرر إطلاق توصيفات المخربين والإرهابيين على المتظاهرين السلميين.وهدد أردوغان بوضع حد فوري للمحتجين والاحتجاجات دون أن يفصح عن ماهية الإجراءات التي سيتخذها لتنفيذ هذا التهديد.وكان أردوغان كرر في ختام زيارته لتونس تجاهله ورفضه مطالب المحتجين مؤكدا مواصلة تنفيذ المشروع العقاري في ساحة تقسيم الذي شكل الشرارة التي فجرت الاحتجاجات وكشفت ووسعت الشرخ بين الشعب التركي وحكومة حزب العدالة والتنمية متوعدا بلغة عنصرية تمييزية صرفة بالا يسمح لما سماها أقلية بأن تفرض شروطها على الأكثرية.وكان التونسيون وعلى غرار المغاربة والجزائريين احتشدوا بتجمعات احتجاجا على زيارة أردوغان منددين بنهجه وسياسته ضد المحتجين الأتراك وضد سورية.وينبه المراقبون إلى أن سعي أردوغان لحشد أنصاره والتصدي للمحتجين يزيد المخاطر من احتمال انتقال الأزمة التركية إلى صراع قوة بين معارض ومؤيد لأردوغان.وفي ميدان تقسيم باسطنبول مركز الاحتجاجات الذي يعتصم به على مدار الساعة عشرات الألوف من الأتراك ردد العديد من المحتجين دعوات إلى استقالة أردوغان قائلين «طيب استقل».وفي متنزه كوجلو في أنقرة ردد الآلاف شعارات مناهضة للحكومة وأنشدوا أغاني وطنية.وتتواصل إقامة خيم الاعتصامات في اسطنبول وأنقرة التي يؤمها بشكل مكثف حشود غفيرة من المحتجين الذين يؤكدون إصرارهم على مواصلة احتجاجاتهم وقالت إحدى المحتجات سيناي درموس عالمة الأحياء التركية «نحن غاضبون و أردوغان لا يريد الاستماع إلينا ساعود إلى تقسيم حتى تحقيق النصر» بينما أكد متظاهر آخر يدعى مرصاد جاهد «أن أردوغان لا يريد أن يجرى أي تغيير لكننا سنرغمه على ذلك لست أدري متى لكن التغيير سيحصل».وفى دليل على تزايد التصعيد الاحتجاجي وقعت صدامات في ريزا على البحر الأسود شمال شرق تركيا بين متظاهرين وأنصار لحزب العدالة والتنمية كما قضى شرطي تركي في أضنه أمس بعد أن سقط من على جسر أثناء مطاردته للمحتجين.من جهتها انتقدت الولايات المتحدة وعبر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي خطاب أردوغان الذي اكتفت بوصفه بأنه «غير مفيد» ولا يسهم في تهدئة الوضع.وحول تداعيات الاحتجاجات على الوضع الاقتصادي تراجعت بورصة اسطنبول بنسبة 7ر4 بالمائة عند الإغلاق بعد تصريح أردوغان أمس الأول.كما نددت ألمانيا وفرنسا بوحشية القمع الذي تمارسه الشرطة التركية بحق المحتجين من الشعب التركي.وأعلن ماركوس لونينغ المكلف حقوق الإنسان في الحكومة الألمانية أن «العدد الكبير من الجرحى والموقوفين يثير الصدمة» بينما اعتبر الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبية تييري روبانتان أنه لا يمكن أن تقوم أي ديمقراطية على القمع.من جانبه أشار ستيفان فولي المفوض الأوروبي لشؤون التوسيع الجمعة في اسطنبول إلى أن الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة «لا مكان له» في الأنظمة الديمقراطية.وأوضح فولي في كلمة ألقاها بحضور اردوغان أن «التظاهرات السلمية تمثل طريقة مشروعة للتعبير عن الآراء في مجتمع ديمقراطي. الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة ضد هؤلاء المتظاهرين.وبحسب آخر حصيلة أعلنتها جمعية الأطباء الاتراك، فقد أسفرت موجة الاحتجاجات في تركيا والقمع الممارس ضدها عن مصرع ثلاثة أشخاص هم متظاهران وشرطي إضافة إلى جرح 4785 آخرين بينهم 48 إصاباتهم حرجة.