أمسية عيد الكتاب في المعهد الفرنسي بعدن ..
كتب / إبتسام العسيريحين تمتزج روح الثقافة والأدب الفرنسي بالأدب والثقافة العربي يولد إبداع من نوع آخر..هكذا عبر الحاضرون في الأمسية الثقافية التي نظمها المعهد الفرنسي بعدن احتفالا باليوم العالمي للكتابة الذي يصادف الخامس من يونيو من كل عام ، هذا اليوم الذي ربما غفل عنه الكثيرون وعن أهميته ولكن لم يغفل عنه المعهد كما لم يغفل عن كل ما يسهم في التنوع الثقافي المتبادل بين الآداب والثقافات العالمية من خلال المادة والوسائل التعليمية التي يدرس بها.وتفاعل الحاضرون من طلاب وطالبات المعهد ومثقفين وإعلاميين ونشطاء المجتمع المدني في الأمسية وتطرقوا إلى القضايا المختلفة المتعلقة بمستقبل القراءة والاطلاع خاصة في ظل الظروف الراهنة وانفتاح الفضاء الإعلامي وضبابية الوعي المعرفي .. 14 أكتوبر كانت حاضرة في الأمسية وقطفت عددا من الورود..1200[c1] كتاب و800 ملف صوتي [/c]شانتال بويسكي مديرة المعهد الفرنسي باليمن كان لها كلمة عبرت فيها عن سعادتها بتفاعل الطلاب مع المعهد وما يقدمه من مادة دراسية ثقافية تساعدهم في اكتشاف اللغة الفرنسية وإضافة ما يتعلمونه إلى وعيهم المعرفي حتى يكونوا اقدر على الاتصال مع الآخرين الناطقين باللغة الفرنسية في أسفارهم ويتيح لهم فرص عمل جديدة ، موضحة أن مكتبة المعهد تمتلك ما يقارب 800 من الملفات الصوتية من جميع الأنماط الموسيقية ( الجاز - الروك - الراب - الكلاسيكية المعاصرة)، ويوجد ما يقارب 1200 من الكتب والأفلام الوثائقية والروايات مصنفة بحسب النظام العالمي، كما توفر المكتبة أكثر من 600 دي في دي واسطوانات الفيديو من جميع أنواع الأفلام الفرنسية ( دراما - كوميديا - وثائقية وغيرها).وأضافت نائبة المحلقية الثقافية في السفارة الفرنسية باليمن» اللغة الفرنسية إحدى اللغات العالمية المهمة كونها لغة التثاقف الأدبي عالميا ، والمعهد الفرنسي في اليمن ينظم دورات نوعية بمعدل 30 ساعة خلال 5 أسابيع وثلاثة أيام في الأسبوع ، وبأسعار رمزية مع تخفيض 50 % للدارسين من فئات الطلاب والطالبات ، تشمل دورات للأطفال - المحادثة - الفرنسية المتخصصة- دورات فرنسية للدبلوماسيين ورجال الأعمال والقانون - بالإضافة إلى دورات خاصة بالشركات وبما يلبي احتياجات الدارسين للغة الفرنسية.[c1]تنوع ثقافي متبادل[/c]من جانبها قالت الأخت عهد رمزو مديرة المعهد الفرنسي بعدن «حرصنا من خلال هذه الأمسية على تفعيل التنوع الثقافي المتبادل بين اللغة الفرنسية والعربية من خلال المعرض الذي جمعنا فيه عددا من الكتب للرحالة العرب والغربيين والمكتشفين الذين زاروا اليمن، واستعنا بالمكتبة الوطنية التي رفدتنا بعدد من هذه الكتب، مشيرة إلى انه قد تم تدريبها في فرنسا على إدارة المكتبة بالطرق الحديثة وان المعهد سيستقبل خلال الأيام القادمة عددا من الكتب والروايات والموسوعات الحديثة التي ستسهم في رفد المكتبة وستلبي تطلعات طلاب وطالبات المعهد وما يتوافق واحتياجاتهم ، وكذا الزائرون الراغبون في الاطلاع على الثقافة الفرنسية لافتة إلى أن المكتبة تفتح أبوابها من السبت إلى الأربعاء.وأشارت إلى جهود طاقم المعهد الذي اعد ونظم هذه الأمسية التي تعد تحفيزا للطلاب والشباب على الاطلاع وحب القراءة وتبادل الثقافات، ذاكرة أن عدد طلاب المعهد حاليا 80 طالبا وهو عدد ليس بالمأمول بسبب الأحداث التي تمر بها محافظة عدن ولكننا نسعى خلال الأيام القادمة إلى إضافة عدد من الأنشطة التي ستسهم في جذب مرتادي المعهد من الطلاب والمهتمين في مجال الأدب والثقافة، ذاكرة أن المعهد يستعد حاليا للاحتفال بعيد الموسيقى العالمي قريبا.أما الشاعرة علا با وزير فقالت « هذه أول أمسية لي في اليمن وقد ارتحت لها كثيرا وأفكر بالعودة إلى المعهد فكما لاحظت يبدو المعهد نشطا فقد جمع هؤلاء الشعراء والمبدعين وجمعني بأفراد كنت أتواصل معهم عبر الفيس بوك واليوم التقيت ببعضهم هنا ما خلق عندي إحساسا مختلفا ومميزا وهذا يعتبر مبادرة مميزة للمعهد للالتقاء بالمبدعين والناشطين، متمنية للحراك الثقافي في اليمن أن يتطور وان يكون أكثر حضورا.[c1]تنمية الذوق الراقي لدى الطلاب [/c]إن دمج الشباب في الحياة الاجتماعية السليمة وحثهم على اكتشاف الآداب والثقافات الأخرى من أهم أهداف المعهد الفرنسي هذا ما أوضحته الأخت مارسين محمد حسين أستاذة اللغة الفرنسية في المعهد وواصلت حديثها قائلة « كان هدفنا الرئيسي في عيد الكتاب تقريب الشباب من الآداب والكتاب والقراءة خاصة في الآونة الأخيرة التي صاروا فيها يفضلون قضاء أوقاتهم في أشياء قد لا تفيدهم مثل الاستماع إلى الأغاني ومشاهدة الأفلام غير الهادفة، ولفتت إلى أن مثل هذه الفعاليات تساعد على تنمية الذوق الراقي لديهم وترفدهم بالمعارف وتكسبهم مهارات جديدة.وأضافت: سعينا من خلال الأمسية إلى الانفتاح على الأدب الفرنسي والعربي في محاولة منا إلى تقريب المسافة بين الثقافات ومن جهة أخرى حث الشباب على حب الاطلاع وحب القراءة ، مشيرة إلى أن المنهج الذي يدرس في المعهد رغم كونه تعليميا إلا أن الأمر لا يسلم من وضع مقارنات أو العمل على التعبير باللغة الفرنسية عما يدور في البيئة والثقافة المحيطة بالطالب اليمني ما يساعده في تعلم واكتساب اللغة والثقافة الفرنسية. [c1]حضور للكتاب[/c]عمر الارياني: هذه أول مشاركة لي في أمسية في المعهد الفرنسي إلا أنني كنت قد ساهمت في بعض فعاليات الأسبوع الفرنكو فوني قبل أسابيع ، مشيرا إلى أن الكتاب يحتاج إلى تكريس جهود كبيرة وأنشطة وأمر رائع أن يكون الكتاب حاضرا بين أنشطة وفعاليات المعهد الفرنسي فكما هو من الملاحظ أن هناك نوعا من الجفاء بين الكتاب والجمهور، وفي الوقت ذاته يوجد غياب من مؤسسات الدولة التعليمية غير المبالية لانتهاج سياسة تعليمية تنمي سبل الثقافة والاطلاع لدى النشء والاهتمام بهذا الجانب ، وبينما أهملت الدولة هذا الجانب وجعلته على عاتق منظمات المجتمع المدني التي أيضا تعاني من ركود هنا اشكر المعهد الفرنسي الذي تحمل هذه المسؤولية المجتمعية المهمة لإعادة دور الكتاب في تنمية الوعي الاجتماعي عامة ، وعبر عن استعداده للمشاركة في أي فعاليات هادفة تتعلق بالفكر والثقافة.أما الطالبة رنا جلال عبده في المستوى الرابع في القسم الفرنسي في كلية الآداب والمستوى الثامن في المعهد فقالت: كانت أمسية عيد الكتاب هادفة استفدنا منها كثيرا وحفزتنا على القراءة والاطلاع ونبهتنا إلى إلزامية تخصيص وقت للقراءة، لافتة إلى أن مكتبة المعهد والقسم الفرنسي توفر كتب القواعد التي يحتاج لها كثيرا طلاب اللغة الفرنسية. وقالت « كان لي تجربة رائعة من خلال مشاركتي في تنظيم بعض فعاليات المعهد وأنشطة الفرنكو فوني في تقديم مسرح العرائس، مشيدة بجهود المدرسين ومشيدة بالمعهد الذي وصفته بأنه يخدم الطالب في كل ما يحتاجه لإتقان اللغة الفرنسية فهو كما تقول يكمل دور القسم الفرنسي في كلية الآداب. [c1]المكتبة الورقية والالكترونية[/c]«ما بين تنوع وتعدد أجد ضالتي في مكتبة المعهد الفرنسي» هذا ما قالته الأخت فاتن بشير إبراهيم موجه لغة فرنسية في مكتبه التربية. وواصلت: فأنا بحكم مهنتي ومتابعتي لكل ما هو جديد في اللغة أتردد على مكتبته التي تحوي على التنوع ما بين مكتبة الكترونية وورقية متعددة تلبي حاجة الراغبين بالاطلاع على مختلف نواحي الحياة.وأشارت الأخت غيداء مختار علي مذيعة في راديو عدن ومقدمة لبرامج اللغة الفرنسية إلى أن أكثر الصعوبات التي تعانيها كبرامج مترجمة هي الافتقار إلى الكتب المترجمة عن اليمن باللغة الفرنسية داعية الملحقية الثقافية في السفارة الفرنسية إلى التنسيق مع الإذاعة ورفدها ببرامج وثائقية باللغة الفرنسية عن اليمن إذا أمكن. [c1]أمسية متنوعة [/c]وشاركت في الأمسية القاصة ومديرة ادارة الثقافة في (14 أكتوبر) فاطمة رشاد ناشر حيث قرأت مقطفات من روايتها» اقرب من ميلادي ابعد من حدودك» التي تتأهب لإصدارها قريبا ، معبرة عن معاناة المرأة في المجتمعات العربية الذكورية، وقالت إن المرأة العربية تحتاج إلى المزيد من التعليم والوعي الحقوقي والاجتماعي حتى تكون اقدر على إثبات وجودها وإيصال صوتها وتأدية رسالتها، مضيفة « لمست من خلال المعهد انفتاح ورقي على الثقافات الأخرى واهتماماً مميزاً بالمرأة من خلال الطالبات والحاضرات المتواجدات في الأمسية وهذا يحسب للمعهد في تفعيل دوره الثقافي في تنمية الوعي الثقافي لدى الجنسين. وشاركها في الأمسية الشعرية الشاعر عمرو الارياني الذي ألقى عددا من قصائده الشعرية وألقت الشاعرة علا باوزير عددا من قصائدها، كما ألقت الشاعرة آزال الاصبحي قصيدة بعنوان اشتياق.واستمتع الحاضرون بما عرضه الأخ أختر عبدالملك قاسم أستاذ فن الإلقاء في معهد جميل غانم حول طرق ومهارات الإلقاء التلفزيوني والشعري وأهمية التقنيات الحديثة التي تسهم في تطوره.وحرصت الأمسية على زرع روح التنافس بين الحاضرين من خلال لعبة (question pour champions) الثقافية التي تهدف إلى التنافس المعلوماتي ، واطلعوا على معرض الكتب المصغر الذي أعده المعهد بالتنسيق مع المكتبة الوطنية حيث عرضت فيه عدد من الكتب الأدبية لكتاب فرنسيين ويمنيين ، وشاهدوا ملخصا لفيلم الأمير الصغير، بالإضافة إلى الفقرات التي احتوت على القصة والشعر والفيلم ومحاضرة أدبية في فن الإلقاء.