فيما تم القضاء على (70) إرهابيا
دمشق/ متابعات:يتقدم الجيش النظامي السوري من عدة محاور في مدينة القصير القريبة من حمص في الوقت الذي وجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي تهديدا بضرب سورية من جديد في حال نقل أسلحة لحزب الله. بينما يجري الإعداد لعقد اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن السوري على ضوء التفاهم الروسي - الأمريكي حول عقد مؤتمر «جنيف 2». وقال التلفزيون السوري في 19 مايو إن الجيش النظامي يتقدم من عدة محاور في مدينة القصير، وأنه سيطر على مقر البلدية جنوب المدينة. وقال ضابط في الجيش النظامي في اتصال مع الفضائية السورية الرسمية إن الجيش دخل من عدة محاور بعد المهلة الممنوحة لـ«الإرهابيين» للخروج الآمن، وذكر أنه تم القضاء على 70 «إرهابيا»، وتوقع الضابط إتمام «تحرير القصير وتدمير مقرات الإرهابيين في الساعات أو الأيام المقبلة». وأفادت مصادر صحفية في دمشق بأن الجيش السوري اقتحم مدينة القصير من محوريها الشرقي والجنوبي، وسيطر على نحو نصف المدينة. مشيرا إلى ورود أنباء تؤكد تراجع المسلحين إلى الأحياء الشمالية للقصير. وإلى أن الأحياء الشمالية تتعرض لقصف مكثف من جانب الجيش. وذكرت أن الأنباء تشير إلى وقوع العديد من القتلى في صفوف المسلحين. منوها بأن الجيش فتح ممرا آمنا لخروج المدنيين من المدينة. وكان الجيش قد مهّد للاقتحام بقصف جوي ومدفعي وصاروخي لمعاقل المسلحين في القصير بعد السيطرة على ريف المدينة، وألقت الطائرات منشورات تطالب المدنيين بإخلاء المدينة والمسلحين بإلقاء سلاحهم والاستسلام. واستسلم عدد من المسلحين، وفرّ آخرون. على صعيد آخر، قتل شخص واحد وأصيب آخرون يوم أمس 19 مايو ، في انفجارين ناتجين عن سيارتين مفخختين في حمص بسورية. وأفادت قناة «الإخبارية» السورية بأن الانفجار الأول وقع على طريق حمص المشرفة، والثاني في منطقة سوق الغنم. كما أشارت القناة إلى اندلاع اشتباكات بين الجيش السوري والمسلحين في منطقة الريان بريف حمص. وذكرت أن الاشتباكات أدت الى مقتل وجرح مسلحين وإلقاء القبض على عدد آخر ومصادرة كمية من الأسلحة. ومع احتدام المعارك داخليا، اشتعلت أيضا حرب التصريحات بين سورية وإسرائيل، إذ أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس أن إسرائيل مستعدة لمنع وصول أسلحة متطورة من سورية أو عبر سورية لحزب الله أو لأية «تنظيمات متشددة» أخرى. وأشار مصادر اعلامية في القدس إلى تحدث مصادر إسرائيلية عن رصد الأقمار الصناعية الإسرائيلية لعملية نصب صواريخ في سورية. من جهة أخرى كشفت صحيفة «صندي تايمز» في عددها الصادر أمس 19 مايو ، أن الجيش السوري نشر صواريخ أرض ـ أرض متطورة تستهدف تل أبيب، في أعقاب الغارات الجوية التي شنها الطيران الإسرائيلي على أهداف سورية. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين حذّر من نتائج ضربة جديدة على سورية والاطمئنان الإسرائيلي من تنفيذ القصف بدون أي رد سوري عليه، مشيرا إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يواجه ضغوطات كبيرة غير مسبوقة للرد على أي قصف إسرائيلي جديد. وشكك يدلين في قدرة إسرائيل على الصمود أمام أي تصعيد في سورية، محذرا من أن حربا كهذه ستتحول إلى حرب شاملة في المنطقة، تستخدم فيها صواريخ متطورة وقادرة على الوصول إلى كل مكان في إسرائيل. وكشفت «صنداي تايمز» أن سورية نشرت صواريخ «تشرين» المتقدمة القادرة على حمل رؤوس زنة الواحد منها نصف طن». ونسبت للخبير العسكري الإسرائيلي في شؤون الصواريخ عوزي روبين، قوله إن «صوايخ تشرين دقيقة للغاية ويمكن أن تسبب ضررا خطيرا، وهي قادرة على تعطيل جميع الرحلات الجوية التجارية إلى خارج إسرائيل حتى في حال عدم وصولها إلى مطار بن غوريون مباشرة». من جهة أخرى كان الرئيس الأسد في لقاء مع صحيفة «كلارين» ووكالة أنباء «تيلام» الأرجنتينيتين قد اتهم إسرائيل بدعم المعارضة في بلاده لوجستيا ومعلوماتيا وتحديد مواقع لهجماتها. وفيما تشتعل الأوضاع داخليا وتنذر بانعكاسات على المنطقة، تتواصل الجهود العربية والدولية للتوصل إلى تسوية سياسية. من جهة أخرى أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن ثقته بإمكانية عقد المؤتمر الخاص بالتسوية السورية في مطلع يونيو/حزيران القادم. وأشار إلى أنه توصل إلى هذه القناعة بعد مشاوراته مع ممثلي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي. وقال بان كي مون في مقر وكالة «نوفوستي» الروسية في موسكو امس 19 مايو ، إنه يجري حاليا مشاورات مع كل الجهات المعنية لعقد هذا المؤتمر تحت رعاية الأمم المتحدة. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرح في ختام محادثاته مع نظيره الأمريكي جون كيري في موسكو في 7 مايو/أيار، بأن الجانبين اتفقا على عقد مؤتمر دولي بشأن سورية في أسرع وقت، وذلك مواصلة للقاء جنيف الذي عقد في 30 يونيو/حزيران الماضي. وفي السياق ذاته أعلنت جامعة الدول العربية اليوم الأحد، أنه تقرر عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية على مستوى وزراء الخارجية الخميس المقبل في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية. وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية إن «عقد الاجتماع جاء بناء على طلب من دولة قطر رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية». وذلك من أجل متابعة تطورات الأوضاع في سورية، في ضوء التفاهم الأمريكي - الروسي بشأن عقد المؤتمر الدولي «جنيف 2» في إطار البحث عن حلول سياسية للأزمة السورية. ويأتي الاجتماع بعد يوم واحد من مؤتمر أصدقاء سورية المقرر عقده في العاصمة الأردنية عمان الاربعاء المقبل.