كلمات
لم يعد لدي شك بأن كل ما يحدث على الساحة السياسية الآن هو نوع من البلطجة التي ساهم فيها أكبر فصيل إسلامي يحكم مصر الآن، وهم جماعة الإخوان المسلمين، الذين ورثو ا الأرض وما عليها ويسعون لتوريثها للتنظيم الدولي للجماعة، من خلال مخطط الأخونة الذي يقوده الرئيس الإخواني محمد مرسي ومرشد جماعته ونائبه المهندس خيرت الشاطر، هذا الثالوث هو مصدر البلطجة السياسية لأنهم لا يرسمون ولا يخططون ولا يقدمون أي شيء لمصر، بل إنهم مشغولون بمستقبل الجماعة والأخونة في كل أرجاء الدولة، والنتيجة هي مزيد من الصراعات في دولة أنهكتها الصراعات منذ 25 يناير 2011 عندما اعتقدنا جميعا أننا نتحرر من حزب فاسد، ولكننا اكتشفنا أننا وقعنا في قبضة جماعة أكثر فسادا من حزب مبارك، جماعة تميز بين المواطنين بالانتماء إليها، فليس المواطن العادي كالمواطن الإخواني ولسنا جميعا سواسية أمام مكتب المرشد والرئيس، فمن كان يحمل في قلبه ذرة أخونة فهو آمن، ومن لا يؤمن بالإخوان فدمه وعرضه وكرامته حلال لكل إخواني أو سلفي.هذا هو حال المصري الآن في عهد حكم الإخوان، لم نحصد سوي الانتكاسة في كل شيء، فلم يحصل على حريته، كما كان يحلم بها عندما خرج في 25 يناير، ولم يسترد كرامته التي أهينت في عهد مبارك، والسبب أنها زادت مهانة في عهد مرسي والإخوان، وحتي لقمة العيش الذي كنا نشتكي بأنها قليلة في عهد المخلوع، فهي معدومة في عهد مرسي.وإذا أضفنا لعصر الإخوان البلطجة التي ظهرت منذ 25 يناير وفشل الإخوان في إنهاء هذه الظاهرة التي حولت مصر إلي فوضي، فإننا نستطيع أن نقول صراحة إن كل ما يحدث هو بمباركة إخوانية، فمصر الآن تحكم بفكر الجماعة في كل شيء اقتصاديا وسياسيا وحتي اجتماعيا، الإخوان يريدون الأخونة، والشارع يريد المواطنة، وهذا هو الفارق بين فكر الدكتور محمد مرسي الذي يستمد كل قراراته من قصر المقطم، بينما يرفض أن يأخذ برأي الشارع المصري، وهو ما جعل التمرد عليه وجماعته يتحول من فكرة إلي حقيقة مطلقة نجدها في الشارع الآن، ويقودها شباب لا يختلفون كثيرا عن الذين خرجوا في 25 يناير وكادوا أن يفعلوا ثورة لولا أن سرقها الغراب وتحولت إلي هوجة وتعود مصر إلي الوراء ألف سنة، فهل ينجح التمرد ضد مرسي والمرشد؟