سطور
دنيا هاني الفنانون التشكيليون لهم عالمهم الخاص الذي يريدون التعبير عنه بخربشات وإبداعات يصنعونها عبر لوحات تخرج مكنوناتهم الداخلية وما يحسون به ورسمه بألوان ممزوجة مع الخيال لتخرج في الآخر لوحات جمالية ناطقة..والفن التشكيلي هو رسالة نبيلة يوصلها الفنان للمشاهد في قالب حلو المذاق ونكهات متنوعة من الإبداع بطرق مختلفة يتميز ويتفرد بها بأسلوبه الخاص والفريد.. وهذا ما قام به الفنان التشكيلي اليمني (محمد عبده دائل) الذي أبدع وتفنن في توصيل جمال فرشاته وأتاح لنا فرصة للتأمل عبر لوحات تكتنز قيماً جمالية وتعبيرية رائعة فقد استعان بالطبيعة الخلابة والتراث الشعبي في رسمه مستخدماً فيها التقنيات اللازمة لإثارة المشهد بطريقة انفعالية تمزح بين الحقيقة والخيال..الكثير منا يعشق تأمل المشاهد الطبيعية الخلابة كالبحر أو لحظات الغروب.وفي بعض لوحاته سنشاهد منظر البحر والصيادين الذي يوحي بالكفاح والبحث عن لقمة العيش وعدم الملل والكلل الذي يشعر به هؤلاء أثناء ممارسة عملهم..وستجد أيضاً قلعة صيرة التاريخية التي تعتبر رمزاً من رموز مدينة عدن تلك اللوحة التي توحي بالحضارة والتاريخ العريق كما هو الحال مع رسمه للوحة المرأة (المهرية) التي تنطق بجمال أخاذ تأسر له العيون.. هذا ما قام به الفنان دائل مجسداً الثقافة اليمنية في لوحات أبدعت ريشته في رسمها وإبراز جمال المعالم اليمنية وطبيعتها الجميلة..وفي مقابلة سابقة قال: إن الفن بالنسبة له نشاط إنساني مرتبط بالواقع بشكل مباشر أو غير مباشر، والواقع ليس دائماً ذلك الواقع السطحي الذي نراه بالعين، بل إن الواقع هو ما تراه وما تبصره البصيرة، هو ذلك الواقع الذي يعكس جوهر الحياة حلوها ومرها. وأعجبني مما قاله : (إن الفن التشكيلي في اليمـن ينقصه التفاعل من قبل المثقفين والاهتمام بالجيل الناشئ بتدريسه مادة التربية الفنية وكذلك التربية الجمالية غير أن له نكهة خاصة ومميزة في الثقافة اليمنية)..و ما ينقصنا الاهتمام بالكوادر الشابة المبدعة والموهوبة ومحاولة إنعاش الفن التشكيلي اليمني وإظهاره بصورة جميلة ومرموقة كما كان وكما يجب أن يكون وأن ينافس أي فن تشكيلي خارج الحدود اليمنية.. هناك فنانون حقيقيون ولكنهم خارج نطاق الاهتمام ولذا تجدهم في لوحاتهم ضائعين (مجرد ريشة تبحث عن ظلال لوحة تحتويها)!!..