للأسف أن مصيرنا ومصير وطننا الجريح أسير قوى عقيمة الفكر وبائسة الوعي نتيجة ثقافة وسلوك اكتسبته على مر الزمن متشبثة به بمبرر الموروث و التقاليد الذي أصبح بالنسبة للآخرين تاريخاً يعتزون به في متاحفهم للتراث الشعبي ويعتبرونه ماضياً في زمنه كان فاعلا والشعوب تنمو وتتطور ثقافياولا تستطيع تجاوزه وما يعيقها هي تلك القوى التي تريد البقاء في الزمن الذي يعطيها التمايز بالسيادة والوجاهة على القوم من عباد الله الذين خلقوا أحرارا وأردوا لهم أن يكونوا رعية وعبيداً وهم أسياد في زمن قد تجاوز هذه الثقافة وثار عليها وحرر الناس منها وانتقل إلى عهد جديد عهد الجمهورية والديمقراطية من مساواة وحرية وعدالة اجتماعية . قوى لم تستوعب التطور الجاري في العالم بل ترفضه وتقاومه مستخدمة أحيانا العادات والتقاليد وأحيانا استخدام المقدس وإفراغه من معانيه الإنسانية النبيلة لتحرس قيمها وأهدافها الرجعية المتخلفة رامية المصلحة العامة للوطن وآلامه خلفها . قوى لا ترى في الوطن سوى وسيلة لإشباع رغباتها الذاتية الأنانية وفق الكسب دون الخسارة لأنها ترى في الخسارة مع الوطن عاراً يقلل من وجاهتها وسيادتها للرعية ويخل بميزانها الاجتماعي الذي ورثته عن أجدادها. الوطن في نظرهم ثروة عليهم استغلالها لصالحهم ليحققوا منجزاتهم الخاصة ما همهم العام ولا مصالح الآخرين يعتبرون أنفسهم فوق الكل والبقية تحت خدمتهم و عقولهم لم تتحرر من مخلفات الماضي المرفوض من البشرية جمعاءو عندما يشتد عودنا ويعلو صوتنا تجدهم يراوغون يوزعون الأدوار بين مناصرتنا ومواجهتنا حتى يتمكنوا من القضاء على أحلامنا وطموحاتنا ويعيدوا إنتاج ماضيهم في حاضرنا . قاموسهم لا يعرف التضحية والفداء للوطن لأنه نتاج حب وعشق لا تتذوقه سوى النفس الجياشة بالمشاعر والأحاسيس الرقيقة والعفيفة الصادقة هم يعتبرونها ضعفاً وعاراً وكأنهم لا ينتمون للبشرية و نفوسهم يملؤها الجشع والطمع والكراهية لكل جميل وعفيف وصادق .هذه مصيبتنا وبلوانا التي ابتلينا بها ولن يصلح حالنا إلا أذا تخلصنا منها وذلك بحوار فكري عميق مع الجيل الجديد منهم وإقناعه بان يكون شريكا فاعلا ومؤثراً في عملية تغيير هذه الثقافة ونقد اتجاهاتها السلبية المدمرة للقيم الإنسانية في مجتمعهم وتحرر العقل من قيوده المعيقة للنمو والتطور وتوسع الفكر وانطلاقه نحو المستقبل المنشود وزرع الإيمان بقضايا الوطن والتفكير بالتحديات التي تواجهه. ولن نحقق ذلك دون الاعتراف بالأخطاء والإخفاقات لنتجاوزها لكننا للأسف متمسكون بها ورافضون التنصل عنها لان الاعتراف هو الخطوة الأولى لتجاوز الماضي والانتقال للمستقبل ما لم يحدث ذلك فلا أمل بتغيير الثقافة المعيقة للنمو والتطور .لاحظ مدى استهبالهم واستعباطهم بالجماهير عند وضع رؤيتهم حول جذور القضية الجنوبية كان رأي هذه القوى مؤثرا خاصة لدى الأحزاب التي تتركز هذه القوى على قمة هرمها رموا بها وتنصلوا عن مسؤوليتهم إلى ما قبل الجمهورية اليمنية متناسين أن ما بعد اتفاقية الوحدة هي مرحلة فاصلة والمفترض أن تكون بداية لإصلاح كل ما أفسده الزمن قبلها لكن سياستهم جعلتها مرحلة تدمير وتخريب كل ما أصلحه الزمان قبلها وبعدها كان الأفضل أن يعترفوا بالحقائق الواضحة وضوح الشمس حتى نستطيع معا إصلاحها . أيها الشباب انتم عماد المستقبل ورجاله الحقيقيون إذا انتم الآن نصف الحاضر ستكونون غدا كل المستقبل فلا تجعلوا قوى الماضي تفسد مستقبلكم. عزيمتكم وإصراركم وتوحدكم هي سلاحكم لإزاحة قوى الماضي من طريق مستقبلكم وعليكم مواصلة الفعل الثوري القادر على إحقاق الحق وإجهاض الباطل لان حركة الجماهير كالسيل الجارف الذي سيهد أوكار الجهل والتخلف والاستبداد مهما كان جبروته .والله الموفق .
|
آراء
الشعوب الحية هي القادرة على تجاوز الماضي
أخبار متعلقة