بمناسبة مرور (20 ) عاماً علىرحيل المناضل والأديب عبدالله الدويلة
عبد العزيز الدويلةعلى الرغم من مرور عشرين عاماً على رحيل والدنا المناضل والاديب عبدالله الدويلة رحمة الله عليه ونظراً لاهمية التذكير فيما تناولناه في سياق تخليد ذكرياته ومناسباته السنوية السابقة من مواضيع وتجارب حياتيه وابداعية وقراءات وآراء مختلفة منها على سبيل المثال : قراءة سريعة في مسودة ديوان الشاعر عبدالله الدويلة واضاءة حول الكتابات الابداعية المختلفة للصحفي والشاعر الراحل عبدالله الدويلة والهاجس الوطني والقومي في مقاومة الاستعمار واعوانه وابرز آراء النقاد في شعر الدويلة وقراءة في الكتابات النقدية للقصة القصيرة وابحار عبدالله الدويلة في الفن التشكيلي ، الدويلة الصحفي هل تجمع اعماله في كتاب ؟ القصيدة النثرية في شعر الدويلة. غير ان تعدد آفاق تجربة هذا الرجل المناضل والاديب ما زالت تحتاج الى المزيد من الانصاف والتذكير والبحث والدراسة المتآنية وذلك بهدف توسيع تجربته الفنية والابداعية والصحفية والكفاحية كتجربة غنية تحمل خصائص وطنية وطاقة متفجرة وقدرات تجسد قيمة الشاعر الشعورية والابداعية والفنية الاكثر حساسية بالتراث الفكري والثقافي والتاريخي والعقائدي والسياسي ذات الافاق والتطلعات النابعة من المواقف والظروف والظواهر والابعاد الابداعية التي تبرز تجليات وتميز هذا الشاعر والمناضل والفنان التشكيلي كرجل عصامي شق طريقه بكل جداره ومعاناة في عالم دنيا الفن والابداع والصحافة وحرية التعبير والسياسة. ولعلنا هذه المرة وبمناسبة مرور عشرين عاماً لرحيل شاعرنا عبدالله الدويلة سنحاول أن نسلط الضوء وبصورة موجزة على ما قاله او تناوله بعض الاصدقاء الصحفيين والادباء خاصة بعد رحيله وهي كتابات تعبيرية متميزة تخص مكانة وقامة وتجربة المناضل والاديب الفقيد عبدالله الدويلة وما كان يتميز به ايضاً من زيادة وتنوع في الابداع واليكم هنا نوعية هذه الكتابات والتي نوجزها على النحو الاتي: وصف الشاعر والمناضل عبدالقادر امين في قصيدته الرثائية المنشورة في صحيفة 14 اكتوبر الغراء 16 /6 /1993م وبمناسبة مرور اربعين يوماً على وفاة الفقيد المناضل السيد عبدالله علي مولى الدويلة بالانسان العفيف والمناضل الجسور الذي لعب دوراً في صفحات الاعلام والمقاومة والعمل النقابي والفدائي مخلصاً وووفياً للوطن والثورة حيث نقتطف هنا بعضاً من مفردات ابيات هذه القصيدة وهي كالتالي : عفيف له نفس تموت من الظما اذا كان دون الماء ذلاً يحلق فقد عرفته زنجبار مناضلاً على حكم محكوم يثور و يحنق وفي صفحات للمقاومة التي (1) تعبر عن حال الاباة وتنطق براعة دوما بارزاً ليس ينثني عن القول حقاً والمخاطر تحدق وكان نقيباً( 2) عن الحق دائدا يقام ضرا بالشغيله يلحق شجاعاً وفي دحر القراءة له يد وفي افق التاريخ نجمه مشرق عنيت ابن مولى الدويلة بالرثا دهته المنايا بغته تتمنطق ينضو يشق ذبحا بسنه مجال الالى من بعده ليس يشفق فهل منصف بعد الممات لحقه لينقذ ابناء بمأوى تضايقوا والا فتبا للشعارات ظاهراً اذا اسر الثوار في الفقر تغرق (1) المقاومة هي نشرة باسم الجبهة القومية كانت تصدر يومياً في آواخر عام 1967م وقبل الاستقلال باشهر وكان الفقيد احد محرريها البارزين في الشيخ عثمان (2) كان الفقيد رئيساً للنقابة العامة للصناعات المتنوعة وعضواً في مجلس المندوبين للاتحاد العام للجمهورية بعد الاستقلال عام 1967م. [c1]عناق النخيل احمد علي الهمداني / صحيفة 14 اكتوبر 23 مارس 1994م [/c]رأيتك بعد اشتياق طويل فاشعلت في الامنيات الفتيل واضرمت في الذكريات الروى واحرقت وعد اللقاء الجزيل تجدد نجوى مواعيدنا وتغري بذكراك قلبي الكليل ويعذب لقياك في مهجتي فرحت ادم الفراق الطويل تطوف بكل الشوق احلامنا وننهل من صوتك السلسبيل وغادرتنا تستطيب السرى فياليت كان اللقاء البديل ويا ليت دمعاً جرى في النوى يروي التياع الفؤاد العليل يضن بك الزمن المعتدى فيا ويح هذا الزمان البخيل [c1]الدويلة ورحلته في دنيا السياسة والأدب [/c]للاديب الشاعر الفقيد عبدالله الدويلة رحلة عميقة وعظيمة في دنيا السياسة والادب تجسدت من خلالها تجربة مليئة بالخبرة والرؤية الثاقبة التي تكشف الاشياء لتضعها في مكانتها الصحيحة والموضوعية والتي انعكست في مجمل ابداعاته الثقافية الصادقة والامنية دون زيف او نفاق. لقد كان الفقيد عبدالله الدويلة غزير العطاء حيث قدم لليمن التي احبها صفحات ثرية من الفن والابداع خلال اربعين عاماً خصبة ابدع فيها شعراً حساساً وكتب المقالات النثرية والشعر العمودي والحديث والقصة القصيرة .. ولم يقف عطاؤه عند الخلق والابداع والكتابة ولكنه ساهم ايضاً في التأسيس للحركة التشكيلية اليمنية وهو عضو مؤسس لاول اتحاد تشكيلي يمني مع بعض من زملائه الذين ذهبوا جميعاً الى العراق للمشاركة في تأسيس اتحاد التشكيلين العرب. لقد كان الوالد مثله مثل عدد من المناضلين الذين اصابهم التشرد والملاحقات والتجويع الذي لحق بأسرهم لقد منعت عنهم حتى المرتبات اثناء تواجدهم في المعتقلات ولم يعط التعويض المناسب خصوصاً انه وفي فترة اعتقاله بدون حكم وما كل ذلك الا لخلافات الرأي. لقد كان شاهد عيان على مرحلة كان يرى بأم عينيه الكثير من المخلصين والمناضلين يتساقطون الواحد تلو الاخر في الوقت الذي تسللت عناصر انتهازية الى سدة الحكم ومن الطريف في الامر ان الفقيد عبدالله الدويلة كتب قصيدة في جريدة 14 اكتوبر اسماها « الانتهازي « ففسرت على ان المقصود بها هو امين عام الحزب الاشتراكي اليمني سابقاً وقد تعرض الوالد حينها للتحقيق من قبل اجهزة المخابرات وكاد أن يدخل السجن ثانية لولا تدخل القدر . كثير من الزملاء قد يتساءل لماذا لم يجد الشاعر الفقيد عبدالله الدويلة - رحمه الله - الرعاية والاهتمام من اجهزة السلطة وعلى الصعيد المادي والاعلامي فهو حتى يومنا هذا لم يصدر له ديوان او كتاب رغم الانتاج الادبي الغزير مع ان اخرين اقل موهبة تملاً دواوينهم الاسواق؟لعله خلق لخير العالم او على الاقل لتحقيق المجد فقيثارته التي صمتت كانت تستطيع أن تطلق عبر الزمن رنينا متصلاً ودويا ولعل المناصب السامية كانت تنتظر الشاعر في المجتمع ولعل شبحه الموشح بالالم حمل معه سراً مقدساً . [c1]بوشكين [/c]عصر الخميس الماضي السادس من مايو 1993م توقف قلب شاعرنا الكبير عبدالله علي مولى الدويلة .. الفنان عاشق الزاهد تاركاً رنين صوته يدوي في ارجاء اليمن الذي اعطاه كل حبه وحنينه وعشقه المتميز متواحداً بترانيم عبق الارض وامواج البحر وروائح اصدافه ناظماً اجمل واعمق الكلمات في الناس البسطاء الحالمين بعالم عادل ومنصف حيث كان يحب المدينه والمدى والافق الفاصل بينهما بلونه الازرق السرمدي كان يقول لا تكون العقول نظيفة ومرتبة الا بنظافة وترتيب مكان عيشها وكانت عدن اجمل قصائده وكانت مدينة احلامه وكان يعرف ويعلن انها سر ومفتاح سعادة اليمن كان يعرف ان قلبه تعب وكان يعرف انه سيتوقف وكان يتحدى وكان تحديه حزناًً جميلاً حزناً على ان اجمل كلماته لم تقل واجمل لوحاته لم ترسم بعد .. لكنه لم يعرف انه هو اللوحة الجميلة التي ستظل تشع فينا دفئاً انسانياً يتجدد بتجدد الحياة فمن نرثو هل نرثوه ام نرثو انفسنا ام نعاتب الحياة لانها اخذت لوحتنا التي علينا ان نستعيدها في كل قصيدة نظمها وكل لوحة رسمها وكل كلمة كتبها .لك الخلود لك الخلود . [c1]من احبوك كثيراً. حسين السيد محمد / سالم الفراص صحيفة الايام 12 / مايو/ 1993م [/c]في حياة كل انسان حوار اخير سواء مع نفسه او مع الغير .. غير ان مفارقات الحياة تجعل الفرد منا لا يدرك حدود الساعات وربما الدقائق التي يكون فيها هذا الحوار فقد تظن ان الحياة فينا امتداد للغد من يومنا. ثم نكتشف ان من كان بيننا وله معنا بقايا حوار قد رحل عن الحياة واصبح الحوار الاخير ذكريات من حدود الامس فعندما بلغني خبر رحيل الاستاذ / عبدالله الدويلة لم يكن يخطر على بالي أن الحوار الذي جمع بيننا منذ اكثر من شهر هو الحوار الاخير كانت كلما جمعت بيننا الصدفة في مكان او في ندوة في اتحاد الادباء فرع عدن تكون قضايا الثقافة والفكر وهموم كل من شغل باله بهذا الشقاء المقدس. في الحوار الاخير مع الاستاذ عبدالله الدويلة طرحت عليه موضوعاً عن قضية النهضة في الوطن العربي ولماذا فشلت كل مشاريع النهضة منذ محمد علي باشا وحتى جمال عبدالناصر واذكر فيما قاله لي انها معركة كبرى بين الشرق والغرب - وهذا صراع تتحدد فيه مصائر شعوب لكن في نفس الوقت يجب ان لا نعفي انفسنا من تحمل النصيب الاكبر من ضياع حقوقنا لاننا ما زلنا مرضى بحب الذات وهذا ما يحجب عنا الحقائق. قلت .. ربما لاننا لم نقرأ التاريخ كما يجب وفي نفس الوقت نحاول تقليد الغرب من خلال الهوامش ولا نحاول خلق بنية لها طابع خاص في تحديد معالم هويتنا. قال لي انها الانانية فنحن حتى الان لا نقرأ لبعضنا ماذا ننتظر من واقع ثقافي في مثل هذا؟ لقد مرت علينا ايام كان المثقف مجرد ظل لا فعل وكان قول الحقيقة نوعاً من الانتحار لذلك همش دور المثقف كرجل فكر وتحول الى موظف انها الحقيقة فكم تحملنا من ألم وكم من مرارة ولكن عشقنا للكلمة كان العزاء الوحيد لنا . [c1]نجمي عبدالمجيد صحيفة 14 اكتوبر / 28/مايو/ 1993م. الدويلة .. هل نسيناه ؟ [/c]الاستاذ / المرحوم عبدالله الدويلة كان رحمه الله علماً من اعلام الصحافة اليمنية المتميزة بالاضافة الى شاعريته وما تميز به مشوار حياته من عطاء شعري وكتابات ادبية ليس ذلك فحسب فالدويلة مناضل وطني معروف واحد قادة العمل النقابي في عدن تعرض في حياته للسجن وعانى ماعاناه جراء مواقفه الوطنية النزيهة حدود معرفتي بالاستاذ الدويلة ترتبط - اساساً - بمشوار عمله الصحفي في صحيفة ( 14 اكتوبر) فقط الا انها كانت علاقة سنوات مكثفة نظراً لذلك الحضور المتفرد للدويلة بين الوسط الصحفي آنذاك ورغم مرور بضع سنوات على رحيله الا ان ذكرياته وسيرته العطرة ظلت حية بين اوساط زملائه فقد كان رحمه الله يتمتع بروح شبابية حيوية قلما نجدها في من بلغ به العمر عمر فقيدنا العزيز. [c1]عبدالقوي الأشول 14 اكتوبر 27/ 5/ 2001م. يا ناجي الفن .. وديوان بانتظار النور ؟ [/c]بمناسبة الحفل التأبيني والذي اقيم في عصر يوم الثلاثاء العاشر من سبتمبر 85م بمقر اتحاد الفنانين على هامش رحيل ملحن وموسيقي يمني مبدع ولكنه كان منسياً ( الراحل احمد محمد ناجي ) قال الشاعر الراحل عبدالله الدويلة قصيدة رثاء فيه بعنوان ( يا ناجي الفن): يا ناجي الفن .. كما غنيت للزهر احلى الاغاني .. وشهد الوجد بالوتر ما مات من يصنع الالحان في وطن يرعى وصالاً كدعم الزهر للثمرولكن عندما رحل عنا شاعرنا وكاتبنا الصحفي عبدالله الدويلة لم يجد من يرثوه من باب التذكير بحضور هذا الراحل الطيب... ويمكن القول ان خير التفاتة لهذا الراحل الشاعر ، الصحفي ، الاديب ، التشكيلي هي نشر ديوانه الشعري الذي لم ير النور رغم رحيل صاحبه منذ ستة اعوام وهي بادرة لو نفذت ستكون خير عزاء لهذا الرجل. [c1]عبدالله الضراسي 14 اكتوبر / 16 / 8/ 1999م [/c]مسك الختام نقتطف بعضاً من ابيات قصيدة عمودية نشرت في صحيفة ( 14 أكتوبر )الغراء للشاعر الفقيد / عبدالله الدويلة تحت عنوان « القرمطي اشاع الدفء في عدن « بتاريخ 24 /1/ 1985م ومن وحي ذكرى با كثير حضرموت حيث يقول الدويلة. يا حادي الشعر! ... في الاحقاف .. من يمني مزجت شجوك .. من احلام ذي يزن نبارك الشعر ! في احداق نجمتنا يسمو جليلاً كعشق النخل للمزن عاد امرؤ القيس من دمون يقرؤني يا قرمطي ! .. عزائي ثورة اليمن وضاح قد تاه .. لم اعثر له اثرافي جبه مات .. ام في قبوه الخشن وكنت مثلك يا وضاح ! ضيعني ليل الندامى فبعت المجد بالعطن يا با كثير ! سلام ملؤه فرح ما سبح النخل .. في صرواح او تبن يا با كثير ! سلام ملؤه نغم اينعت احرفنا في درة الزمن ذهبت للنيل .. تشتشفي صبابته واخترته غنوة .. في وحشة المدن لئن ظللت بعيداً في تذكرة فالقرمطي اشاع الدفء في عدن في دارك اليوم يصحو النخل مبتسماً « همام « اضحى نوير الوجه والوجن ما عاد يشكو الاراجيف التي هصرت فؤاد غضٍ كبا من لوعة الشجن ماعاد يشكو حبيبا في لواعجه فالحب .. ماعاد حكراً في يد الوثن