عالم الصحافة
تحدثت صحيفة الجارديان البريطانية عن افتتاح فندق إسلامي في مدينة الغردقة والذى لا يقدم الكحول، وبه طابق خاص للنساء وأيضا حمام سباحة خاصة بهن. وقالت إن فندق «فور وين» ليس أول فندق لا يقدم الكحول، كما أن هذا النوع من العمل التجاري كان موجودا قبل ثورة مصر لكن نظرا للموقع السياحي على وجه التحديد الموجود فيه هذا الفندق، وطبيعته في الفصل بين الرجال والنساء، فإنه يعتبر بالنسبة للبعض واحدا من عدة تطورات تشير إلى أن مصر أصبحت أكثر «أسلمة» منذ سقوط مبارك.ويقول عبد الباسط عمر، مالك الفندق إن النظام السابق لم يكن يسمح بهذا النوع من الفنادق لأن مثل هذا الفندق قد يعكس صورة لم يكن مبارك يريدها عن مصر، لكن الآن أصبح للإسلاميين فرصة أكبر للتعبير عن أنفسهم.وتشير الصحيفة إلى أن الإسلاميين ليسوا كتلة متجانسة، فالسلفيون المتشددون على خلاف متزايد مع الإخوان المسلمين الذين يمثلون أكبر قوة سياسية في مصر. لكن بشكل عام، فإن أعضاء كلا الجانبين وأفكارهم أصبحت مرئية على نحو متزايد.ورصدت الصحيفة تأثير قوة الإسلاميين في البرلمان، وقالت إن الرئيس محمد مرسي المنتمى للإخوان يسعى لتقديم مشروع الصكوك، كما أن المغنيين الإسلاميين الذين كانوا محظورين في حكم مبارك يعودون مرة أخرى. والقيود المفروض على الكحوليات زادت، في حين ظهر مقهى سلفى جديد في أحد أحياء شرق القاهرة، وفى الغردقة هذا الأسبوع، أدت تهديدات الإسلاميين على إغلاق مسرحية مناهضة للإسلاميين.لكن في مناطق أخرى، تتابع الصحيفة، أكد الليبراليون واليساريون أن الثورة ضمت أصوات تقدمية أيضا مثلما ضمت أصوات محافظة. ويقول خالد فهمى، أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إن تسليط الضوء على السلفيين أو الإخوان يغييب الصورة الأكبر. ورغم أننا بالتأكيد شهدنا منذ الثورة خطابا دينيا واضحا جدا وحتى متطرفا، إلا أننا رأينا أيضا ثورة مذهلة في الفن والموسيقى والشعر.ويشير فهمى إلى فنانى الجرافيتى الذين تغطي رسومهم قلب الكثير من المدن المصرية، والشعراء السياسيين مثل مصطفى إبراهيم، والأحداث الفنية مثل مهرجان الفنون المعاصرة في القاهرة.. فكل هذه الأعمال تم تمكينها بفضل الفراغ السياسى الذي خلقته الثورة.ويظل العلمانيون مجموعة صغيرة في بلد حتى الحضريين فيه يظلوا على مستوى كبير من التدين، إلا أن العلمانيين يقولون إنهم في ازدياد وسيفتتحون مقرات لهم في عدة مناطق بالدلتا، حتى إن أحد قادتهم في الإسكندرية كان سلفيا. فيقول أحمد سامر المشارك في تأسيس جماعة «العلمانيون» بالإسكندرية «يمكنك أن تقول إن هذا ربيع للحركات العلمانية أيضا، وكلما حاول الإسلاميون أن يدفعوا بأفكارهم للشعب، حاول المزيد من الناس رفضها».وفى القاهرة أسس صحفيان حملة «ملكش دعوة» والتى تهدف إلى إزالة خانة الدين من البطاقة الشخصية. وقبل شهرين تجمع مئات من الطلاب في مسجد لمناقشة الإلحاد وهى قضية تعد من المحرمات لكثير من المصريين. وكتب أحد الحضور، وهو الصحفي محمد عبد الفتاح يقول هل كان من الممكن أن نتخيل أن مثل هذا الحدث يحدث قبل الثورة التي أطاحت بمبارك.