وأخيراً تنفس اليمانيون الصعداء بعد ان عاشوا سنوات طوالاً وهم يحملون أفئدتهم على أكفهم خوفآ من شبح جحيم حرب أهلية كادت محتدمة بين الأطراف المتصارعة في بلد الحكمة والأيمان . . قال تعالى : «لقد كانت لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور» صدق الله العظيم . اليست اليمن هي البلد التي قال عن اهلها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين « أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرقّ أفئدةً ، الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية « وقال : « اذا أشتدت بكم المحن فعليكم باهل اليمن فإن الإيمان يماني والحكمة يمانية « .. فأين نحن من قول أعظم خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم ؟وهاهي « الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها « . . هاهي الفتنة تطل علينا في كل حين . . في حلنا وترحالنا . . في وفاقنا واختلافنا . .في تصالحنا وصراعاتنا . . هاهي الفتنة تطل براسها علينا كما تخرج العنقاء من خلل الرماد . . الفتنة والنفاق وجهان لعملة واحدة، وقال تعالى : « ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار» .عودة على بدء أستبشر اليمانيون خيراً بمجمل القرارات الرئاسية التي أصدرها فخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية مؤخرآ والتي شكلت الخطوط العريضة لارساء مداميك بناء الدولة المدنية العصرية (الحديثة) , وكان الرئيس هادي بحق رجل كل المراحل بمواقفه الوطنية الثابتة اذ عرف بحكمته ورصانته واتزانه وبذكائه الخارق وقدرته على القيادة وسعة صدره وتميزه بالشجاعة والحلم والعفو عند المقدرة وتلك المزايا مع مثيلاتها من المزايا الأخرى التي لا تحصى ولا تعد اسهمت بل مكنت فخامته من احكام سيطرته على الاوضاع المأساوية التي تعيشها البلد التي كادت ان تنفجر كالبراكين الملتهبةحين تقذف حممها المحرقة لتلتهم الأخضر واليابس في بلد تتقاذفه الازمات والاحتقانات والتوترات والصراعات الداخلية ناهيك عن الاختلالات الامنية والصراعات السياسية والمماحكات الحزبية الضيقة واستطاع هذا الرمز الوطني الكبير بكبر الوطن ان يعمل كل ما في وسعه على تهدئة الاوضاع وامتصاص غضب وتشنج الاطراف المتصارعة خلال الازمة التي كادت ان تطيح بالبلد الى هاوية الحرب والدمار والتشرذم والمجهول فاحكم سيطرته منذ توليه زمام الحكم على كافة مفاصل البلد التي أوهنتها تراكمات السنوات الطوال من عمرها منذ قيام ثورتي 14 أكتوبر و 26 سبتمبر المجيدتين قبل حوالي نصف قرن من الزمان . . سنوات كانت خلالها البلد حبلى بالمشاكل والصراعات والشمولية والحكم الفردي ومليئة بالنتوءات والمطبات وتراكمات الماضي وما افرزته من قضايا واشكالات اثقلت كاهل الوطن والمواطن من جورها بسبب سوء القيادة والتنظيم وعمل المؤسسات التي تفتقد لابسط المقومات .ان تعاسة ابناء اليمن السعيد تكمن في الاستخدام السيئ لعمل السلطات وفي ازدواجية المهام وفي التدخل في عمل السلطات من قبل القوى المتنفذة وقوى الفساد والافساد المدعومة بالشللية والقبلية والاستقواء بالمؤسسات العسكرية التي كانت تبنى لخدمة مصالح فرد او فئة أو جماعة وتكمن عذابات اليمانيين في سوء الاستخدام الأمثل لتحمل المسؤولية والاستهتار بمعنى المسؤولية بما تحمله من مضامين ومعان أكانت هذه المسؤولية فردية أو جماعية واستطاع الرئيس هادي خلال فترة رئاسته ان يروض الثعابين والافاعي التي تظهر هنا وهناك في بلد وصفها سلفه الرئيس السابق علي صالح بان «الحكم في اليمن كالرقص على رؤوس الثعابين والافاعي» .الرئيس هادي استطاع ان يتعامل مع الازمة بوعي ومسؤولية وأخرج البلد من جحيم كان ينظرها ويتربص بشعبها إلى بر الأمان واستطاع هذا الرئيس المتفرد ان ينزع فتيل الأزمة ويجنب البلد ويلات حرب كارثية لن يسلم من اهوالها أحد واستطاع خلال الازمة ان يتحمل كثيرآ من المتاعب لاخراج البلد من ازمتها على حساب صحته وجهده وتحمله كثيرآ من المآسي في سبيل ان تبقى اليمن موحدة وجاءت المبادرة الخليجية بمثابة طوق النجاة للاطراف المتصارعة وحفظ الرئيس هادي بها ماء الوجه للبلد وللاطراف المتصارعة من الخصوم وتحمل في سبيل ذلك كثيرآ من الأذى ولكن من أجل مصلحة اليمن .فلتتحد كل الجهود لدعم الرئيس هادي في ظل مجريات المستجدات على الساحة المحلية ولا سيما تواصل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يمثل المخرج الوحيد لحل قضايا الوطن والخروج به من ازماته الى البدء بعهد جديد نحو الانطلاق الى آفاق المستقبل واللحاق بركب الحضارة لينعم الجميع بالامن والاستقرار وبالكرامة والعزة ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية لتصبح اليمن رائدة للحضارة التي عرفتها قديمآ وقبل كثير من شعوب الارض قاطبة .لقد آن الأوان لابناء شعبنا اليمني الباسل ان يتركوا خلافاتهم ويترفعوا عن الصغائر وسفاسف الامور لرأب الصدع فيما بينهم من اجل ان تتضافر الجهود كافة واستنفار الطاقات الخلاقة على مختلف المستويات لابناء شعبنا اليمني العملاق من اجل الوقوف وقفة رجل واحد خلف ربان السفينة الماهر المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والوقوف صفآ واحدآ لمواجهة التحديات الآنية والمستقبلية ومواجهة تحديات الحملات الاعلامية الظالمة التي تحاول استهداف فخامة الرئيس هادي والتقليل من شان الادوار البطولية التي يقوم بها من اجل التغلب على المؤامرات والدسائس التي تحاك من وراء الكواليس ولا سيما تلك المؤامرات التي تحاك بدهاء من اجل افشال واعاقة النتائج الايجابية والمصيرية التي سوف يتمخض عنها مؤتمر الحوار الشامل الذي يشكل الدواء الناجع لحل كل الازمات التي يئن منها الوطن في كل الاصعدة والمجالات . . هذا المؤتمر الذي اعاد للروح اليمانية لحمتها بعد ان تشظت النفوس وانكسرت النوايا من اصلاح الاوضاع التي كادت ان تقصم ظهر الجمل بما حمل . . هذا المؤتمر الذي يكرس روح الحوار وابجدياته ويرسم ملامح العهد الجديد لليمن الجديد الخالي من ترسبات وتعقيدات الماضي البغيض والمحزن . . يمن جديد ينفتح على الجميع دون تفضيل او تمييز او عنصرية ويعتمد في قيادته على الكفاءة والخبرة والجدارة والنزاهة يوضع فيه الانسان المناسب في المكان المناسب . . هذا الحوار الذي بواسطته يلتقي الجميع في نقاط مشتركة بما يليق وسمعة وتاريخ الانسان اليمني الذي اثبت للعالم اجمع ان الحكمة الربانية في الحوار لم تأت من فراغ وإن ابناء اليمن بالحوار استطاعوا ان يجنبوا بلدهم كوارث الحرب المدمرة وابادة وقتل الآخرين مثلما حدث في كثير من دول الربيع العربي التي لم تحتكم الى الحوار كامر رباني واحتكمت الى القتل والتدمير والحرب التي لا تبقي ولا تذر واثبت اليمانيون انهم بالحوار انما يصنعون المستقبل الزاهر لشعبهم ووطنهم وانهم مهما اختلفوا لن يحتكموا لفوهات الطائرات والمدافع والدبابات ولغة البارود وآلة القتل والنهب والسلب والتدمير .ويبقى السؤال الذي يحتاج الى اجابه : من المستفيد من وراء الحملات الاعلامية الظالمة بما فيها من تسريبات مجافية للحقائق والهادفة الى تسميم وعي الراي العام بالافكار المقززة والهدامة التي تهدم ولا تبني والتي يريد مروجوها انتقاص الجهود التي يبذلها فخامة الرئيس ومعه كل القوى الحية والفاعلة في المجتمع المحلي والاقليمي بعد ان نجح الرئيس هادي في التعامل مع فرقاء الازمة بايجابية وبقوة القائد الماهر والبطل المغوار والفارس الذي لا يشق له غبار ؟ أليس من الأحرى ان يقف كل الشرفاء في الوطن باكمله الى جانب الرئيس هادي باني نهضة اليمن ومؤسس الدولة المدنية الحديثة التي استطاع ان يفك طلاسمها دون ان تلدغه الافاعي والثعابين التي كانت هاجساً مرعباً للرئيس السلف فقام هادي وفي غفلة بترويض تلك الافاعي بعصاه السحرية لترقص طرباً بالنصر المؤزر لفخامة الرئيس بنجاحاته المتتالية منذ توليه دفة الحكم مؤخرا ؟ اليس من حق الرئيس هادي ان يلقى الدعم والتاييد الدولي والعربي والاقليمي والمحلي من قبل كل الشرفاء في العالم اجمع والأيسمحوا لمشاريع الابتزاز السياسي والاستثماري وحتى الدبلوماسي ان تمارس للضغط على الرئيس الامين المؤتمن المشير هادي ؟ان المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن اليمني تتطلب من الجميع الالتفاف حول القيادة السياسية للرئيس الذي يقود البلد نحو المشروع الوطني الكبير للسيادة الوطنية واعادة الاعتبار لكل ابناء اليمن عامة نظير ما عانوه من ظلم وقهر وطغيان خلال المراحل السابقة والصراعات التي قضت على الهوية والنخوة والكرامة في العهود السابقة وذلك يتطلب من الجميع البدء بصفحة جديدة تتكاتف من خلالها الجهود لدعم مسيرة هادي وسحب البساط من تحت القوى التي تسعى جاهدة ليل نهار لاعادة عجلة التاريخ الى الوراء من خلال محاولات يائسة وبائسة لعرقلة بنود تنفيذ المبادرة الخليجية وافشال فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وخلخلة الأمن والاستقرار واعاقة التنمية الشاملة وتدمير مقومات النهضة التنموية والخدماتية في البلد وبترتيب وتنظيم مبيتين سلفاً .نحن بحاجة الى اعادة النظر في خلط المفاهيم ليعرف القاصي والداني من وراء تأزيم الاوضاع وعرقلة الخدمات على المواطنين وقطع خطوط الكهرباء وانابيب النفط وتعطيل الخدمات والحياة في سائر مناطق البلاد نحن بحاجة الى الوقوف بكل ثقلنا من مختلف الشرائح والتوجهات والنتماءات والاحزاب والمكونات لنسمو فوق جراحنا وطي صفحات الماضي الاليم والبدء بفتح صفحة جديدة للوقوف الى جانب رمز اليمن وباني نهضتها الرئيس هادي ومطلوب من كل الشرفاء والوطنيين ان يكبروا بحجم هذا الوطن المعطاء الذي تتربص به الذئاب الأقليمية ولعل أرخبيل سقطرى خير دليل حيث تحاول احدى دول الجوار الادعاء بان سقطرى جزء من تراب دولتها المزعومة وكذلك استفزاز البعض الآخر بحدود سيادتنا الوطنية .فهل آن الآوان لان نسابق عجلة الزمان ونشمر سواعدنا لبناء دولتنا المدنية الحديثة ومستقبل الاجيال وصنع الغد الباسم وأخيرآ الى فرقاء العمل السياسي نقول : تعالوا الى كلمة سواء والله من وراء القصد .
يا فرقاء العمل السياسي . . تعالوا إلى كلمة سواء
أخبار متعلقة