كتبت/ هبة إسماعيلتواجه أفلام الرسوم المتحركة عدداً من التحديات، خاصة بعد الثورة حيث يؤكد القائمون على هذه الصناعة أن السنوات الماضية شهدت تجريفاً للفنون المصرية بشكل منظم في الأغنية والفنون السمعية والبصرية مشيرين إلى أنه لا توجد في الوطن العربي شخصية كرتونية مؤثرة، وأن هناك طاقات شبابية مهدرة في مجال الرسوم المتحركة.وقال د. مصطفى الفرماوي مخرج (قصص الحيوان في القرآن) أرفض أن يقال انه لا توجد شخصية كارتونية مميزة لأن الشخصيات المصرية لديها علامة مثل شخصية (بكار) والذي أحدث صدى في مصر وفي العالم فصنعت منه الصين فوانيس وألعاباً عرضت هناك وصدرت، كما أن قصص القرآن التي قدمها الفنان يحيى الفخراني كانت شخصيات عربية ولها جمهور، كما انه يجب أن ننظر للغرب في هذه الصناعة ولا عيب في ذلك لأنهم أصحابها ولا يصح أن نستمد علمها غير من أصحابها ونتعلم منهم ولا نقلدهم، ولدينا فنانون يعملون في هذا المجال منذ زمان مثل الفنان علي مهيب يعمل به من الخمسينيات وأحمد سعد الذي قدم رسوم أغنية الجوز الخيل، المشكلة أن الرسوم المتحركة لا تخرج عن إطار إنتاجها للطفل.وتواجه أزمة في التسويق، فلابد من إيجاد سبل لكي تظهر وتنتشر، فتحتاج تسويقا أكبر خاصة أنها كانت تمول من قبل الحكومة لأنه كان ينتجها التليفزيون والقنوات المتخصصة وتوقفت بعد الثورة، لأنها ليست مستقرة، والحل إيجاد إنتاج خارج القطر المصري.وقالت شويكار خليفة مستشار رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة السابق للرسوم المتحركة والجرافيك أن هناك جهداً كبيراً يبذل في الرسوم المتحركة لكن المشكلة في الإنتاج فالفيلم ينتج ويذاع مرة واحدة في السنة فكيف تثبت شخصية العمل عند المشاهد فيجب أن تكرر، بخلاف أن ظروف الإنتاج والعرض غير متيسرة فالمكتبات مليئة بأفلام التحريك لكنها لا تذاع فلكي يتعلق الطفل بشخصية لابد من أن تنتج لأكثر من عام.ودائرة العمل بذلك غير متكاملة لأن القائمين على الإنتاج يتعاملون مع أفلام التحريك على أنها كمالة عدد، فالمجهودات مهدرة والدليل على ذلك أفلام المهرجان التي جاءت جيدة جدا والتي تدل على أن هناك شبابا لديهم أفكار وإمكانيات لكنهم لا يستمرون في هذا المجال لضعف الإنتاج والتسويق ولأنه لا يوجد دعم لهذه الصناعة لا من الدولة ولا الأفراد ولا تخطيط، لذلك يحبط صناعها وهذا حال الفن عموماً بالذات الأفلام المتحركة لأنهم يتعاملون معه بمنطق التجارة يأتون بالمدبلج من الخارج لأنه ارخص لكي يملأوا ساعات العرض ولا تهمهم الرسالة ولا نوعية الإنتاج فالأفلام لابد أن تقيم تقييما خاصا ونختار نوعيات تلائم الأطفال بدلا من أن نأتي بالأفلام التي ترفض في الخارج ونعرضها نحن لأنها أرخص.من جانبه قال د. عيد عبداللطيف أستاذ الرسوم المتحركة بجامعة المنيا ومخرج ومؤلف مسلسل الكرتون (دقدق) أن صناعة أفلام التحريك تواجه مشاكل كثيرة أبرزها مشكلة الإنتاج الذي أصبح ضعيفا أو غير موجود بعدما توقف التليفزيون المصري عن الإنتاج بسبب ضعف الميزانيات وهو كان المنفذ الوحيد لصناع أفلام الكارتون، كما أن وجود دخلاء على الصناعة وغير متخصصين جعل هناك مشكلة في المحتوى والتكنيك فأحدث مشكلة في الكيف بخلاف مشكلة الكم، كما أن لدينا مشكلة في الكتابة التي تقدم في الرسوم المتحركة فهي خالية من الخيال، فكتابة الأطفال تراجعت منذ الستينيات مؤكداً الحاجة إلى أن تكون الدراسات في المعاهد التي تدرس الرسوم المتحركة ملائمة ومواكبة للتطور والطفرة التي حدثت في تلك الصناعة في الخارج وقال إنه ليس التليفزيون المصري فقط هو من توقف عن الإنتاج أيضا الدول العربية وجهت جهودها إلى الاستوديوهات التي تم افتتاحها حديثا في سوريا والأردن وغيرهما، فسحبت البساط من صناع أفلام التحريك في مصر، مما جعل القائمين علي قنوات الأطفال التي تعدت 22 قناة يلجؤون للكارتون المدبلج دون النظر لمحتواه أو الثقافة المقدمة مما يحدث عند الطفل شيئا من الارتباك لأنه يشاهد عملا يتحدث بلغته لكنه يسير وفق ثقافة أخرى، لذلك نحتاج أن تكون هناك شركة كبرى أو شركات إنتاج أو مشروع قومي يهتم ببناء الشخصية العربية.عن الأهرام المسائي
|
ثقافة
أزمة الإنتاج والأفلام المدبلجة تؤثر على صناعة أفلام التحريك
أخبار متعلقة