في الذكرى الأولى لرحيل الأديب والشاعر سالم زين باحميد
مدودة / جمعان دويل بن سعيد في تاريخ 8 أبريل من العام الماضي ودعت محافظة حضرموت عامة ووادي حضرموت خاصة علماً من أعلام الأدب والشعر الشيخ / سالم زين باحميد رحمه الله تعالى عن عمر ناهز 76 عاماً والذي يعد من أبرز الشعراء الذين أثروا المشهد الأدبي في حضرموت واليمن عموماً بنتاجهم المتميز إضافة إلى كونه واحداً من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين و رئيس شعبة سيئون لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في انتخابات عام 1987م. وكان عضوا في أول مجلس للنواب بالجمهورية اليمنية عام 1990م. وتخليداً لذكرى الفقيد الشيخ / سالم زين باحميد بالذكرى الأولى لرحيله افتتح عصر الأثنين الماضي الموافق 8 ابريل 2013م في منطقة مدودة مسقط رأس الفقيد بمديرية سيئون الأخ / أحمد سالم بن دويس مدير عام مكتب وزارة الثقافة بوادي وصحراء حضرموت ومعه الأخ / محمد حسين العيدروس عضو مجلس الشورى والمهندس حسين سالم بامخرمة الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية سيئون وعدد من الأدباء والكتاب وشخصيات اجتماعية وعدد من رؤساء المراكز والمنتديات الثقافية والتراثية والاجتماعية وأصدقاء ومحبي الفقيد وأفراد أسرته، مكتبة الشيخ / سالم للمطالعة والندوات والمحاضرات والفعاليات الثقافية التي تحتوي على أكثر من 1500 عنوان كما تشمل على بعض الصور الفوتوغرافية للشيخ الراحل تم تقسيمها على أساس مواضيعها فمنها ما يخص فترة المهجر ( 1955 ـ 1963) في أثيوبيا و عدن، ومنها ما يختص بالجانب الأسري والعائلي، زيارات و مناسبات، ومشاركات و مهرجانات لفترات و مراحل زمنية مختلفة. [img]img_3489.jpg[/img]كما تم اختيار بعض الأبيات الشعرية للشاعر الراحل من دواوينه الشعرية وتعليقها على جدران المكتبة. وقد عبر الجميع عن مدى حرص الأسرة في الحفاظ على هذا الكنز الثقافي لهامة ثقافية من خلال ما شاهدوه من محتويات المكتبة .وفي الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة في ساحة المكتبة نقل الأخ / احمد بن دويس المدير العام لمكتب وزارة الثقافة بوادي وصحراء حضرموت تحيات قيادة السلطة المحلية بالوادي والصحراء ممثلة بالأستاذ سالم سعيد المنهالي وكيل المحافظة لشئون مديريات الوادي والصحراء وأضاف في كلمته: أجدها فرصة أن اعبر عما في نفسي من سعادة وسرور لإحياء ذكرى وفاة فقيدنا الشاعر سالم زين باحميد بشكل مغاير للمعتاد من خلال تأسيس أو إشهار مكتبة الشيخ سالم للقراءة والمطالعة هذا الفعل الثقافي الذي لا شك في انه سيمثل إضافة نوعية للمشهد الثقافي بوادي حضرموت مخاطبا أبناء الفقيد الراحل في كلمته قائلا: لقد بررتم بوالدكم خير بر من خلال جمعكم لهذه الثروة المعرفية وإبرازها بهذا الشكل واختلفتم عن غيركم من الأبناء الذين ينتظرون من الأب الإرث من المال ومن العقار وإرث والدكم إرث متميز سيظل ينتفع به الناس إلى يوم القيامة وله الأجر إن شاء الله .[img]img_3494.jpg[/img] و أضاف بن دويس أنه وفاء وعرفانا لهذه الهامة والعلم المتميز من أعلام الأدب والشعر والثقافة بوادي حضرموت فأنني أعلن باسم مكتب وزارة الثقافة عن استعدادنا لدعم هذه المكتبة ببعض الأثاث والمستلزمات المكتبية إلى جانب دعم المكتبة بخمسين عنوان من الكتب أن شاء الله متمنيا الاستمرارية لهذه المكتبة وهذه المنارة العلمية والمعرفية ....فيما قال الأستاذ / محمد حسين العيدروس عضو مجلس الشورى في كلمته : أنا سعيد هذه الليلة أن احضر هذه الاحتفالية وهي عزيزة في قلوبنا لرجل عزيز أديب وشاعر ووطني ورجل ساهم مساهمة فعالة في بناء الإدارة على مستوى الوادي والصحراء وساهم أيضاً في صنع كثير من القرارات التي تخدم المجتمع بصورة عامة عندما كان عضوا في مجلس الشعب الأعلى آنذاك .وأضاف العيدروس: « ها نحن اليوم نفتتح المكتبة الخاصة به والتي تعتبر امتداداً وكنزا لمسيرته في خدمة هذا الوطن وهذه المنطقة وحقيقة أنا اعبر عن شكري و تقديري لأسرة الفقيد الشيخ / سالم زين باحميد على هذا الاهتمام الرائع والمفيد ليس للأسرة فقط بل لمنطقة مدودة بشكل خاص وللوادي والصحراء ومحافظة حضرموت بشكل عام وبهذه المناسبة أكون ربما مساهما في التبرع بمائة كتاب لهذه المكتبة ومبلغ مائتي ألف ريال للمساهمة في شراء آلة التصوير لتكون صدقة لهذه المكتبة ولروادها وطلاب العلم متمنيا من العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته و اشد على يد أسرته وأبنائه ان يكون هذا العمل متواصلا وسوف نكون دائما إلى جانبهم في تلبية أي طلب يسهم في توسيع قاعدة هذه المكتبة أو شهرتها لتكون ليس لأهل مدودة فحسب بل للجميع . فيما أشار الأستاذ / نزار سالم باحميد نجل الفقيد ومشرف المكتبة إلى أن افتتاح و إشهار مكتبة الشيخ سالم بن زين باحميد يأتي متزامنا مع مرور عام على وفاته رحمه الله إذ كان الكثير منكم قبل عام حاضرا في هذا المكان ليشهد مراسيم التشييع و الوداع الأخير، وهانحن اليوم نلتقي بعد عام كامل في المكان نفسه إلا أننا في مناسبة تدعو إلى البهجة و الافتخار فقد احببنا أن يظل ذكر الوالد خالدا بيننا جميعا من خلال فتح الباب لكل المهتمين من المثقفين وطلاب العلم كي يتقدموا بخطى راسخة نحو هذه المائدة الفاخرة التي حوت أصنافا كثيرة من ما لذ وطاب من الأطباق و الوجبات الشهية في شتى عوالم المعرفة حتى ينتفع بها القاصي والداني و الكبير و الصغير.وقال: لقد أطلقنا على هذه المؤسسة الثقافية الصغيرة اسم مكتبة الشيخ سالماختصارا واعترافا منا بأن ما تحويه من كتب ما هي إلا ملكية شخصية للسيد الوالد رحمة الله عليه حرص على اقتنائها منذ أن كان شابا في مقتبل العمر وظل ينميها و يرعاها حتى أورقت وأينعت و ها نحن اليوم نجني قطافها فجزاه الله عنا كل خير، ولعل هذا من الصدقة الجارية و العلم الذي ينتفع به بإذن الله تعالى، و حرصاً على أن تعم الفائدة كل من لديه شغف و حب للقراءة و الاطلاع وحفاظاً على هذا الكنز الدفين من التلف والضياع قد عملنا على وضع لائحة تنظم عمل المكتبة، فهي مكتبة للقراءة والاطلاع أولاً ستفتح أبوابها كل أيام الأسبوع عدا يوم الجمعة الذي سيتم تخصيصه للمعلمات و الطالبات و قطاع المرأة بشكل عام ، و أيام الأعياد و المناسبات، وباستشارة الكثيرين من أهل الخبرة و الدراية فقد أغلقنا باب الإعارة و الاستعارة وفتحنا باب الإهداء و الاستشارة، وكل من أراد معلومة من كتاب فله الحق أن يصورها إذ أننا سنعمل على توفير آلة للتصوير إن شاء الله .كما أننا وضعنا برنامجا لنشاط المكتبة الثقافي كعقد الندوات وإقامة المحاضرات ومناقشة وتحليل بعض كتبها من قبل المختصين و قراءات مختلفة في بعض دواوين الشعر التي تشكل نسبة كبيرة من عدد الكتب البالغ إجمالاً نحو 1500 كتاب في مختلف العلوم و الفنون و الثقافات . وحاولنا أن يكون نشاط المكتبة مجتمعياً يهدف إلى الارتقاء بمستوى الوعي لدى كل شرائح المجتمع صحياً و تربوياً واجتماعياً وثقافياً الأمر الذي سيترك الأثر البالغ في الحياة الاجتماعية ويقرب بين وجهات النظر المتباينة وينشر ثقافة الحوار و التسامح و تقبل الآخر وينبذ كل ما يدعو إلى الفرقة و الخلاف أو الاختلاف .. وأملنا كبير في أن يلتف كل الخيرين من أبناء هذه القرية المعطاءة بل و أهل وادينا الحبيب حول هذا المركز الثقافي الصغير الذي يمثل نواة لمشروع كبير ألا وهو بناء الإنسان المسلم السوي القوي .. كما عبرت عدد من الكلمات التي ألقيت في الحفل من قبل الأستاذ / محمد علي باحميد والشيخ / علي بن عبدالله بن محمد باحميد والأستاذ / محمد بن حسن السقاف رئيس مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بسيئون عن مآثر الفقيد وما خلفه من نماذج وأمثلة من قيم التسامح والأخلاق والعلاقات الاجتماعية السامية مشيرين للوضع الثقافي الراهن والى أن الجيل اليوم يعيش أزمة في القراءة وبالأخص جيل الشباب منهم الذين حلت عليهم اليوم القنوات الفضائية باختلاف توجهاتها واهتماماتها ما جعلهم يعزفون عن التوجه والتعلق بالكتاب كمصدر أساسي للتثقيف بل يعتبر الوسيلة الميسورة التي تستطيع أن تحملها وتتعامل معها في أي مكان وزمان بينما الوسائل الأخرى تتطلب منك استعدادات معينة وأماكن خاصة لتشغيلها، بل أن الرسالة المحمدية كتاب بيننا نقرؤه حتى تقوم الساعة .موضحين أن القراءة المقصودة هنا هي القراءة الواعية الذكية الناقدة التي تنفذ على ما وراء الظواهر المكتوبة وتكشف عن العلامات بينها والسيطرة عليها.. ونحن في أمس الحاجة إلى التنويه بالمكتبات وأهميتها وذلك لان البحث والتمحيص والتأليف لا يمكن أن يتم بدون مكتبات غنية ومنظمة تنظيما جيداً . وقد أصبحت الخدمة المكتبية من أهم أدوات المجتمع الحديث واقلها من حيث الكلفة وأثبتها من حيث الفائدة وأشاروا في كلماتهم إلى أنه ما احوجنا اليوم إلى الأفكار النيرة لنحيي الأمل والكتاب هو وسيلة تقدم الأمة وينبغي غرس دور المكتبة في عقول أبنائنا حيث ينبغي أن يكون في كل بيت مكتبة لنؤسس نواة فكر وعلم الأسرة ومنها المجتمع .ودعوا للفقيد المغفرة والرحمة وان يسكنه تعالى فسيح جناته ويجعله في زمرة الشهداء والنبيين والصديقين .كما ألقيت في الحفل قصيدة شعرية من كلمات الفقيد بعنوان ( السفن المبحرة ) ألقاها نجل الفقيد المهندس / علي سالم زين باحميد نالت استحسان الجميع .