سطور
إعداد/ إدارة الثقافةقلب الإخوان .. لـ ثروت الخرباوي هو ثالث الكتب التي من خلالها أسمع من الإخوان لا عنهم بعد كتابي عبدالمنعم أبوالفتوح و الدكتور محمد حبيب.. في حين تحدث الأول عن نشأة الحركة الإسلامية في الجامعات المصرية بين صفوف طلاب الجامعات وإحياء تنظيم الإخوان المسلمين بقلم المؤيد، وتحدث الثاني عن تجربته الشخصية في الدعوة والحياة السياسية داخل صفوف الجماعة. ينطلق الكاتب في قلب الإخوان لينقل تلك الصورة الإنسانية لقيادات الجماعة المليئة بالدسائس والصراعات بعيداً عن الملائكية الزائفة التي يحاول أنصار الجماعة رسمها . يستخدم الكاتب لغة أدبية جيدة تقارب اللغة الشعرية في سرد الأحداث التي مر بها والتي انتهت به خارج الجماعة فلن يصيب قارئ الكتاب أي ملل من جمود موضوعه السياسي.يوضح الكاتب بكلمات بسيطة طبيعة الشخصيات التي تفضل القيادات أن يكون عليها أنصار الجماعة من مجرد متلقين للأوامر من القيادات منفذين لها يُمنع عليهم التفكير أو النقاش، فيجب أن يكون الأخ بين يدي مرشده كالميت بين يدي مغسله يقلبه كيف يشاء... وليدع الواحد منا رأيه جانبا، فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه. وسرد كيف يكون نصيب المفكرين وأصحاب الرأي إلى خارج الجماعة، وكون الجماعة ترفض تماما أية محاولات إصلاحية من داخلها كما أنها لا تتسامح مع النقد حتى لو كان من داخلها. يمر الكاتب مرور الكرام على صراع الحسنين والقطبيين أو صقور وحمائم الجماعة مرور الكرام رغم كون ذلك الصراع هو أحد أكبر الأسباب التي انتهت به خارج الجماعة وهو ذات الصراع الذي انتهى بعبد المنعم أبوالفتوح وغيره إلى خارج الجماعة .كما يوضح الكاتب على لسان المستشار الهضيبي طبيعة تحالفات الإخوان السياسية في الانتخابات النقابية وغيرها من الانتخابات، فهي لا تعتمد كما في اختياراتها في الانتخابات البرلمانية مبدأ الكفاءة، ففي الأولي تعتمد على اختيار الشخصيات الأكثر قربا من الحكومات والتي تمكنها من الاتصال بدوائر صنع القرار، وفي الثانية تعتمد على اختيار الأقدر على النجاح وليس الأكثر كفاءة للمنصب على حسب ما ورد على لسان الدكتور محمد حبيب. يمكن للبعض التشكك في ما حواه الكتاب وكون دافعه الانتقام من قِبل الكاتب نتيجة ما لاقاه من قيادات الجماعة ولكن كل ما ورد من أحداث معظم شخصياتها على قيد الحياة ولم يتم نكرانها أو الرد على الكاتب بخصوصها. كتاب قلب الإخوان.. كتاب عن الصراع الفكري والسلطوي داخل جماعة الإخوان المسلمين. بعض العبارات المأثورة من الكتاب: - (هو بين الرجال كالماس بين الجواهر) لن يكون هذا الوصف إلا من نصيب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح. - وجدت أن الإخوان المسلمين يرفعون راية الإسلام و لكنهم في حقيقة الأمر يمارسون سلوكيات الحزب الوطني فرفضت هذه الازدواجية .. لأن في داخل التنظيم توجد مؤامرات وأحقاد وصراعات ومحاولة لتحقيق مصالح خاصة بعيدة كل البعد عن مصلحة الإسلام …- (الأخ بين يدي مرشده كالميت بين يدي مغسله، يقلبه كيف يشاء. وليدع الواحد منا رأيه فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه). - (نحن نتعبد لله بأعمال النظام الخاص للإخوان المسلمين قبل الثورة). - (في ليلة و ضحاها و على لسان رجل القضاء الكبير يصبح قتل النقراشي رئيس وزراء مصر عبادة!!تنقلب المعايير رأسا على عقب في منطق المستشار ليصير قتل المستشار الخازندار عبادة!! و كمثل الساحر اللبيب الفطن أو الخطيب البليغ ذرب اللسان يقف المستشار عضو مكتب إرشاد الجماعة الإخوان ليبدل الحقائق و يسحر أعين الناس و عقولهم .. فتتحول عملية قتل سيد فايز الاخواني الذي نشأ في معية الجماعة ثم اختلف مع النظام الخاص إلى عبادة نتقرب بها إلى الله!!!) - (وتذكرت الأخ فوزي الجزار المحامي ـ رحمه الله ـ الذي كان شخصية إخوانية لها حضورها الطاغي والمؤثر في منطقة إمبابة وكان عضوا بمجلس نقابة المحامين الفرعية بالجيزة.. وحدث أن قامت زوجته في جلسة مع الأخوات بانتقاد تصريح سياسي للحاج مصطفى مشهور فوصل الانتقاد عن طريق الجاسوسات لقيادات الإخوان التي طلبت في أمر صارم تجرد من المشاعر من الأخ فوزي تطليق زوجته التي خرجت عن جادة الصواب وانتقدت الحاج مصطفى في جمع من الأخوات!! وعندما رفض الأخ ما طلبوه قامت الجماعة بفصله وحاربته في رزقه وأمرت كل الإخوان بسحب قضاياهم من مكتبه...( وبعد خمس سنوات مات فوزي الجزار كمدا يتجرع جحود الإخوة.. وقد كان هذا الجحود عنده ـ كما قال لي قبيل وفاته ـ أشد قسوة عليه من مرض السرطان الذي نخر في جسده.. مازلت أذكره وهو يتجرع الحسرة في نزعه الأخير.. حينها قال لي وهو يغتصب ابتسامة مجهدة.. وظلم ذوي القربي أشد مضاضة علي النفس من وقع الحسام المهند... وبعدها بأيام فاضت نفسه).