كلمات
على نفس طريقة مبارك، تدار كوارث مصر، وبنفس منهج البرود و«الطناش» واللامبالاة والتأخر في رد الفعل لمواجهة تلك الكوارث، يتعامل النظام الحالي في مصر، فالرئيس مرسى وجماعته وحكومته ومستشاروه وقفوا يتفرجون على هذه النيران المشتعلة في الخصوص والكاتدرائية بالعباسية دون وضع حلول لها، ويكتفون بتوجيه الاتهامات لما يعرف بالفلول بأنهم وراء هذه الفتن، ويرفضون الاعتراف بفشل سياستهم أو بأنهم يتعاملون مع هذه الملفات بنفس منهج ومنطق الرئيس المخلوع مبارك، وما حدث في فتنة الخصوص وتوابعها من أحداث الكاتدرائية التي وصلت إلى ما يشبه حربا طائفية أبطالها قلة من الأقباط احتلت سطح الكاتدرائية واستخدموا كل أنواع الأسلحة من المولوتوف إلى الخرطوش ورد عليهم عدد آخر من أهالي العباسية بنفس السلاح، وحدثت حرب شوارع لا تختلف كثيراً عما يحدث في الصومال وأفغانستان والعراق، نفس المشهد تكرر في قرية الخصوص، كل هذا ولم يتحرك أحد، والسبب أن نظام مرسى لا يملك أي حلول حقيقية إلا الجلسات العرفية التى كانت تقام في عهد المخلوع، واختفى القانون ولم يعد له وجود، والنتيجة هى أن مصر تحترق طائفياً والرئيس والإخوان والحكومة يتفرجون، فالرئيس اكتفى بتصريحاته الوردية والمكالمات الهاتفية مع البابا تواضروس الثاني، بالرغم من أنه ذهب لطلاب الأزهر الذين أصيبوا بالتسمم، وهو ما يعنى أنه كان يجامل أهله وعشيرته، الموقف لم يختلف مع حكومة هشام قنديل رئيس الوزراء الفاشل، فقد اكتفى بتقديم بيان رسمي ولم يفكر حتى في زيارة موقع الحدث أو أهالي الضحايا كما فعل مع غزة وأطفالها، فهل ما يحدث في غزة أعز على قلب هشام قنديل مما حدث في مصر.الجميع على رأسهم الرئيس وحكومته والإخوان لم يفعلوا شيئاً أكثر مما كان يفعله نظام مبارك، ولكن الكارثة الآن أن مصر تحولت إلى أكبر مخزن للسلاح، ويظهر مع الخناقة أو الفتنة الطائفية، وهو ما كان واضحاً في فتنة الخصوص وأحداث الكاتدرائية، والتي تحولت، كما قلت، إلى معارك حربية سقط فيها قتلى وجرحى، ومازال القتال مستمرا ومازال الرئيس حائراً ماذا يفعل، والحقيقة أنه لم ولن يفعل شيئاً أكثر مما كان يفعله مبارك وحزبه المنحل، فمصر بعد هوجة يناير أصبحت قابلة للانفجار سواء الطائفي أو غير الطائفي، وقصة المحبة والـ18 يوما في ميدان التحرير مجرد كلام فارغ، لأننا شعب طائفي ولا يقبل الآخر، والدليل ما حدث في الخصوص وأمام الكاتدرائية، وهى فتن قابلة للاشتعال خلال الساعات القادمة والرئيس والحكومة تتفرج.