سطور
تأتين كقصيدة نثر تساقطت أحرفها على أفكاري لتختزل الكثير من العبث المنتشر بين أجزائي ، تتسللين إلى وجع ذاكرتي لتمارسين شغب الأنوثة على بقايا جسد وروح مترهلين من كثرة الممارسة العبثية لحكايات الحب العقيمة وسياسة التاريخ. يا صديقتي أنا لم أعد أجدني في دستور الباحثين عن الحب، أو المتسول في طرقات الغزل ، ولا حتى في قائمة البائسين حد الانتحار، مع كل أنثى تعبر من خلالي إلى زاوية المستقبل أدفع الكثير من اللحظات كي أقنعها أنني لا أصلح لأن أكون باترينة عرض لانتصارها على زميلاتها الأخريات في الحصول على ما يبحثن عنه طويلاً بطرق أكثر حداثة .هكذا أصبح الحب يا عزيزتي مجرد أوراق مبعثرة يسهل التقاطها للقضاء على بياضها، والانتصار على الواقع أصبح جريمة سافرة تتجاوز كل الأديان والتوجهات ومعلقات الحب المنشودة .أتركي كل ما يمكنه أن يزرع سواد العمر في معركة التفكير مع نشوة التغيير ودعينا نعيش لحظات الصمت قليلاً فهي الوحيدة القادرة على انتظارنا حتى نقرر ما نريد . أكتب لك الآن وأنا على يقين بأني غير مقتنع تماماً بأني أحبكِ ولكنني مجبر على أن أعيش لحظات الحب بشيء من البساطة والكثير من الفرح وشعور ممزوج بتراتيل البؤس، دعينا نفتح أعيننا على الغياب ونترك خلفنا كل موروثات القبيلة والمدن والصحارى ونعبر بحار الوصول إلى غريزة غامضة تحتوينا معاً. يقول أحد أصدقائي في رسالة بعثها إلي مفادها (تلاشت غريزة الحياة وبدأت عبثية الموت) كذلك هو نحن الاثنان نعبث بكل ما تبقى من طاقات الصبر لدينا كي نقاوم تلاشي الإحساس بلذة الحب، وفي قرارة أنفسنا فإننا نقتل الملل القابع بداخلنا متحررين من كل قيود التجريم أو التقاليد المزيفة التي صنعت منا مواد قابلة للطرق والسحب . أتركك الآن مع آخر سطر أكتبكِ فيه قصيدة نثر بتفاصيل جديدة غير التي جئتِ على هيئتها في البداية، بينما أعمل على تشكيل ما تبقى مني ليذكر الآخرين بأني إنسان لا أكثر .