في افتتاح المؤتمر الاقتصادي لـ «التيار الشعبي» المصري
القاهرة/ متابعات :عقد التيار الشعبى المصرى، مؤتمراً اقتصادياً، صباح امس الأحد، بمركز إعداد القادة بالعجوزة، تحت عنوان “إنقاذ الاقتصاد المصرى.. نحو برنامج بديل”، والذى ينعقد على مدار يومين ينتهى اليوم الاثنين، وذلك لتقديم أوراق وسياسات بديلة تساعد على المرور بمصر من الأزمة الاقتصادية التى تمر بها فى ظل النظام الحالى.بدأ حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الثورة، فيما افتتح المؤتمر بكلمة، تلاها كلمة للكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، وذلك فى حضور عدد كبير من الباحثين والخبراء الاقتصاديين، وعدد كبير من السياسيين وأعضاء مجلس أمناء التيار الشعبى، ومنهم الدكتور سمير مرقص المساعد السابق لرئيس الجمهورية، والمهندس أحمد بهاء الدين شعبان، ومن أعضاء مجلس أمناء التيار الشعبى، الدكتور جمال زهران، والمهندس باسم كامل، البرلمانى السابق أمين إسكندر، وجمال فهمى وكيل أول نقابة الصحفيين، وحسين عبد الغنى، والعميد محمد بدر، والمنتج محمد العدل، والمخرج خالد يوسف، والمهندس محمد سامى.من جانبه، طالب حمدين صباحى، خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر، بـ 7 مطالب رئيسية وهى ضرورة تعديل سياسة الشرطة، بما يوفر وجود جهاز يعمل على حفظ الأمن وخدمة الوطن وحفظ أمن المواطن، والقصاص العادل لشهداء الثورة ومصابيها، ويفتح الباب لمصالحة وطنية شاملة، وهى ضمن الشروط العامة لإنقاذ مصر مما هى فيه، وتحقيق أهداف ثورة يناير، والتوافق حول دستور وطنى، عبر حوار جاد، بالإضافة إلى حكومة جديدة تفتح الباب أمام كفاءات وطنية تنهى هيمنة الإخوان على الحكومات، وتعيين نائب عام يستعيد لمؤسسة القضاء احتراماً واجباً أهين بقرار الرئيس عقب تعيين النائب الحالى - على حد قوله - وقانون انتخابات يضمن نزاهة الانتخابات.وأكد مؤسس التيار الشعبى، سعيه من خلال المؤتمر الاقتصادى الاجتماعى الأول للتيار الشعبى إلى تقديم رؤية جديدة، انطلاقا من الوطنية، بهدف إعادة ترتيب الهرم الاجتماعى، بما يمكن الاستقلال الوطنى الذى نسعى إليه، مضيفا إن المشهد الذى تعبر له مصر بما فيه من انقسام حاد مجتمعى وسياسى، وسلطة تعبر عن أحد مكونات المجتمع الذين التحقوا بثورة يناير، وحين وصلوا إلى سدة الحكم عجزوا أن يفوا بأهدافها أو احتياجات الشعب.وأضاف صباحى: “إننا فى ظل هذا الحكم نعيد إنتاج نظام الاستبداد الذى ثار ضده الشعب”، لافتاً إلى أن استبداد النظام يتجلى فى الإعلان الدستورى الذى فرضه الرئيس مرسي لتحصين قراراته، وفرض نائب عام، قائلا: “النظام يصف نفسه بالاستبداد من خلال سلوكه وتصرفاته».وأشار المرشح الرئاسى السابق، إلى أن مخصصات التعليم والصحة مازالت على انخفاضها المزرى، قياساً بإجمالى الدخل فى مصر، وغيرها من المجالات الاقتصادية، مضيفاً أن النظام يشرع فى الحصول على قرض النقد الدولى، فيما يؤرق ملايين المصريين، لافتا إلى أن مشروع الصكوك الذى تقدمت به الحكومة بدعوى أنها ستوفر 10 مليارات دولار، مؤكداً أنه حال عجز الحكومة عن سداد مستحقات تلك الصكوك لمستحقيها، فإن ملكيات الشعب المصرى ستنتقل إلى أصحابها.واستطرد صباحى قائلاً: “الشعب الصرى بقواه الشعبية ومفكريه يواصلون بدأب وإصرار لإكمال ثورتهم”، لافتاً إلى أن مظاهر الغضب فى الشارع، تحتاج إلى بعض التنظيم، فيما تتبدى أطروحات النخبة للخروج بمصر من الأزمة الاقتصادية والسياسية التى تمر بها مصر».بدوره، قال الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، خلال كلمته فى المؤتمر: سوف أنتظر وينتظر غيرى كثيرون أن نلمح البشارة، وهى على وجه اليقين قادمة لأن الحياة غلابة، والأمل القائم على المعرفة وقود إلى مستقبل قادر على زمانه، كما أن هناك تاريخاً لدى هذا الشعب يزكى ويرجح، ويطمئن المتشوقين بلهفة لما ينتظرونه باستحقاق، فلقد طالت سنوات التيه، وحان للدليل أن يعطى لأهله إشارة إلى أن الطريق إلى المستقبل مفتوح، حتى وإن كانت التضاريس أمامه صعبة وعصية.وأضاف الكاتب الصحفى الكبير: يسعدنى ويشرفنى أن أكون معكم وسط نخبة من رجال الفكر والعلم والفعل فى لحظة من حياة الوطن، تحتاج إلى كل شعاع ضوء يمكن توجيهه إلى المستقبل فى ظروف تغيم فيها الرؤى وتتعثر الأحلام، وتابع: أعرف مقدماً وقد كررتها كثيراً أننى رجل عليه أن يلتفت إلى الوراء ليرى مستقبله، لكنى أعرف أيضاً أن المستقبل يشغلنى ويلح علي، لأنى مواطن يعرف أن مسيرة الحياة مستمرة، وإنها على الدوام إلى الأمام، وأن الشباب بالتحديد مناط الأمل والرجاء. وأشار هيكل، إلى أنه حضر إلى هذا المؤتمر، مقدراً أنه محاولة إطلال على المستقبل، وفى مُناي أن أخرج مطمئناً إلى أننى رأيت خطاً يبشر بأمان، يومئ ويشير إلى مستقبل قابل للوعد، وقابل للتحقيق، فذلك أكثر ما تحتاج له أمة عاشت ولا تزال تعيش حالة ثورية تحركها طموحات بغير حدود، مع ملاحظة أن السنوات الأخيرة من حياتها كلفتها الكثير من مواردها وإمكانياتها، حتى وإن لم تؤثر على إرادتها وتصميمها.وفى السياق ذاته، استهل الدكتور حسام عيسى أستاذ القانون بجامعة عين شمس، كلمته فى المؤتمر بكلمة وهى “ إن الرئيس الشرعى الوحيد لمصر الذى أعترف به هو حمدين صباحى، مضيفاً “ولذلك سأبدأ الجلسة بانتقاد صباحى».وأكد أستاذ القانون بجامعة عين شمس، أن الحل للأزمة التى تمر به مصر الأولوية تفيد للسياسية وأنه ليس هناك حل اقتصادى فى ظل وطن منقسم حالة اللا دولة التى تعيش فيها مصر، لافتا إلى ضرورة إيجاذ عن مشروع وطنى يلتف حوله كافة أبناء وفئات الوطن، مثلما كان الأمر فى عهد ثورة عبد الناصر وعرابى حيث احتجزوا أبناء الوطن جميعا حول مشروع قومى، يهدف إلى تحقيق العدالة بين كل أبناء الأمة.وأشار عيسي، إلى أن القضية المطروحة اليوم ليس أن نعطى للجماعة دليلا على أن لدينا اقتصاديين عظاما يستطيعون أن يخرجونا من الأزمة الاقتصادية فأعضاء الجماعة أقاموا بيننا “دولة اللا شيئ»، مضيفا أنه لا سبيل لإصلاح اقتصاد البلاد فى ظل النظام القائم، وشدد على أن الأولوية يجب أن تكون بإسقاط جماعة الإخوان المسلمين.بدوره، قال د. جودة عبد الخالق، القيادى بحزب التجمع: إننا نحاول بعث الطمأنينة للنفوس، ولذلك اخترت عنواناً إلى الورقة التى سأقدمها خلال المؤتمر وهو “انطلاق الفراشة من الشرنقة”، بما يمثل رؤية جديدة لرؤية سياسية واجتماعية جديدة لمصر الثورة، فى ظل غياب أى رؤية.وأضاف القيادى بحزب التجمع، خلال كلمته بالجلسة الأولى فى المؤتمر الاقتصادي، أنه من الخطورة ترك الاقتصاد للساسة، مؤكداً أن الاقتصاد المصرى هو ضحية السياسة، موجها فى الجزء الأول من الجلسة الأول الذى يحمل عنوان «كيف يمكن إصلاح نظام الدعم والتحويلات ومكافحة الفقر”، حديثه إلى الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، وجبهة الإنقاذ الوطنى، قائلاً: لم يبق من الوقت الكثير قبل أن نكون فجأة إزاء انفجار مدوٍ، فى شكل ثورة جياع، محذراً من أن ثورة الجياع إذا انطلقت لن يستطيع أحد إيقافها ولن يكون هناك ناجٍ، وستأكل الأخضر واليابس.وشدد عبد الخالق، على ضرورة تنحي المصالح السياسية، والعمل على تحقيق مصلحة الأغلبية الساحقة للغلابة والمطحونين، قائلاً: ألح على كل من يدعي أنه لاعب فى الساحة السياسية المصرية، أن يتأمل الأمور جيداً، وإلا ستبقى حالة الاحتقان قائمة، وفى تلك الحالة سيكون الحديث عن الاقتصاد شيئا من اللهو.