رغم مرور سنوات على انتقالها وأسرتها المكونة من ثلاثة أولاد وبنت بالإضافة إلى رب الأسرة، للسكن في حافة الوحش التي تتوسط جبل شمسان بكريتر إلا أن يقين أم محسن وأسرتها بالورطة وفداحة قرار الانتقال الاضطراري للسكن في حي عشوائي يتعزز منذ ذلك الحين.بحسب أم محسن فإن الأسرة تحت وطأة الظروف المادية باعت منزلها في منطقة صيرة واشترت هذا المنزل، تقول: كانت البيوت هنا رخيصة - عشوائي- وقمنا بترميم البيت وإصلاحه وذلحين زيما تشوف، وأشارت بيدها إلى المدخل الضيق للحي الذي تتكوم فيه القمامة وأنابيب المياه، للمرأة المسنة التي بدأت عقدها السادس من العمر فإنه بالإضافة إلى انعدام النظافة، فإن أنابيب المياه المتشابكة والتي تزدحم بها المداخل والممرات الضيقة في المناطق العشوائية أحد أهم المشكلات التي يعاني منها السكان.وتسرد أم حسن المشكلات التي يعانيها قاطنو حارة الوحش: أكثر حاجة نعاني منها النظافة، عمال البلدية مايوصولوش لعندنا، حتى شوف بنفسك على وساخة قدامك، وبرضه كمان الدرج حقنا شمات وما فيش مسكة للحريم الكبار والعجيز، أيش قدرهم بالله يطلعوا؟ تتساءل المرأة، (قبل ما تطلع أرواحهم) تجيب بيأس وقلة حيلة.وتضيف: (القصب حق المي مجدلات بالزغط وكل ما يجزع واحد كبير يتحنجل ويفلت، ما فيش طريق لو معاك حاجة أو شي ما تقدرش تطلعه لجنب البيت). كما أن هناك إشكالية أخرى يعاني منها السكان في الحي هي بحسب أم محسن: البيارات التي يشترك فيها أكثر من 5 أو 6 بيوت وتسبب في مشاكل كبيرة نتيجة لعدم توفر صرف صحي في المنطقة، تقول: كل 5 بيوت يحفروا بيارة وحدة ولما تمتلئ نجلس نعامل شهر بالبلدية وعادهم ما يجوش ونرجع نجيب عمال ينظفوها على حسابنا.منذ تقاعدت من عملها كقابلة تقبع أم محسن في منزلها بحافة الوحش والمكون من 3 غرف وحمام ومطبخ، وقبل شهرين فقط قررت الأسرة فتح محل صغير بركن المنزل لبيع المواد الغذائية البسيطة تتناوب هي وزوجها المتقاعد أيضا على العمل فيه بمشاركة ابنتها خديجة المهندسة التي لم تجد وظيفة بعد، وتؤكد المرأة أن أصعب ما تواجهه عدم وجود طريق إلى المنزل وتختتم حديثها معي: هذه المنطقة كلها مشاكل، تبتلع غصة الم قبل أن تطبق يديها وتستدرك بصوت تملؤه المرارة « لكن أيش عاد با نسوي».
|
تحقيق
ورطة (أم محسن) في حافة الوحش بكريتر
أخبار متعلقة