الكاتبة الدكتورة نوال السعداوي تقول في واحد من حواراتها العديدة عن معنى الكتابة بأنها مثل التنفس عند الإنسان والحيوان والنبات وهي- أي الدكتورة سعداوي- بهذا التفسير تكون قد وضعت الكتابة في مرتبة الضرورة العليا من ضرورات الحياة التي لابد منها لأجل البقاء، وأنها- أي الكتابة- ليست تعبيرا فقط عن الحياة كما يفهمها بعضنا وفي هذا الفهم جانب كبير من الصواب ولكنها بالمفهوم الفلسفي للدكتورة نوال السعداوي هي الحياة في إبداع جديد وهو الكتابة.والكتابة واحدة في نوعيها الأدبي والصحفي والجامع المشترك فيها هو الإبداع ومدى قدرة الكاتب في النوعين على توظيف ما يمتلكه من خبرات وتجارب ورؤى في مفردات شديدة الارتباط بالواقع وبالحياة وفي الوقت نفسه أكثر صدقا في تصويرها الإبداعي لهذا الواقع وهذه الحياة.وحقيقة لا أدري متى سيستشعر كتابنا- هنا- هذه المهمة ولا أقول الوظيفة حتى لا افهم خطأ ويبدؤوا التعامل مع الكتابة بأنواعها المختلفة بهذه المسؤولية لاسيما أننا نرى أن الكثير من صحفنا المحلية التي تزدحم بها الأكشاك وقد باشرت تكتب في الحياة ومن الحياة والى الحياة بدلا عن هذا السيل العرم من الكتابات التي أقل ما توصف به بأنها منشورات سياسية تحريضية وعنوة نجدهم يطلقون عليها مسمى صحافة، والصحافة منهم براء.ترى متى سيتعلم صبية الثالوث التدميري في اليمن بمراكز قواه النافذة في السياسة والدين والمجتمع ان مهنة الصحافة هي مهنة الكتابة الشريفة وأنها- أي هذه الكتابة- ليست «مناجمة» كما أنها ليست هذيان ما بعد القات أو لخدمة من يدفع أكثر ضد كل من يختلف أو يخالف المزاج قبل الرأي، حقا لا ادري متى سيتجاوز هؤلاء الصبية (العملاء) مثل هذه المفاهيم العقيمة عن الكتابة ويستفيدون من ترف التكنولوجيا الذي نعيشه حاليا ويسعون لخدمة مثل الحياة الجميلة التي مازلنا متخلفين عنها كثيرا في هذه البلاد.الحق أقول لكم أيها السادة إن ما تقع عليه أعيننا في كثير من صحفهم الدارجة لا علاقة له أبدا بالكتابة الإبداعية سوى أنها أضحت ضرورة من ضرورات حياة تلك المراكز النافذة التي تحاول جاهدة وبمبدأ المغالبة أن تعيش روح هذا العصر وتخالف طبيعتها الرجعية المتأصلة فيها وتركب موجة الثورة.حقاً وفعلاً هي تركب موجة الثورة ولكنها الثورة المضادة للحياة وللعصر وللإنسان.
|
ثقافة
تساؤلات في الكتابة كضرورة؟!
أخبار متعلقة