في الذكرى العشرين لرحيله
كتبت / دنيا هاني:في الكتابة عنه تخذلنا الكلمات وتظل عاجزة عن التعبير بما يختلج في دواخلنا حول كلماته أو ألحانه الرائعة أو حتى كشخصه الذي يمتدحه الكثيرون.. فحين يدندن بالكلمة يرسم على رخام الإبداع لحناً يطرب السامعين زيزفون ينتفض بصوته وشغف يلهب عشاق كلماته التواقين لسماع أغانيه الجميلة..عشرون عاماً على رحيله لا يسع فيها إلا أن يتوقف القلم وتتكلم الروح ويشتعل الاحساس (عدن) عشق وحلم وحياة وثغر اليمن الباسم تغنى كبار الفنانين وتخرج منها عمالقة من الفن والشعر واللحن ومن بينهم الموسيقار والملحن الكبير أحمد بن أحمد قاسم أحد أبرز الفنانين في تاريخ الأغنية اليمنية.العازف على وتر القلب والمالك لإحساس الكلمة وصاحب التوليفة الرائعة (من كل قلبي أحبك يا بلادي يا يمن إلى صدفة التقينا بلا ميعاد وكلما تخطر ببالي ومن غصب عني ويا حلو طال البعاد إلى في جفونك تهجر وتناساني ومن اجيت الليل تسألني واللي نسانا وياحبيبي طال غيابك إلى الأطلال وياعيباه).. عشق الموسيقى وأحبها وتعلم العزف على آلة العود على يد أستاذه الموسيقار يحيى مكي ويحكى عنه من الذين كانوا يعرفونه جيداً بأنه كان فناناً جميلاً (رحمه الله) يعشق البحر والجلوس على شواطئ عدن ويحب الأطفال كثيراً وبأنه إنساناً محبوبً، إجتماعي العشرة يحب السلى وجلسات الطرب.كما يعتبر فناننا القدير رائد التحديث الموسيقي للأغنية اليمنية المعاصرة وهو أول من أدخل الآلات الموسيقية الحديثة على الأغاني فكان واحداً ممن أسهموا وبشكل كبير في تشكيل ما يسمى بندوة الموسيقى العدنية مع أصدقائه من رواد الأغنيه العدنية وهم خليل محمد خليل وسالم أحمد بامدهف ومحمد سعد عبدالله وأبو بكر فارع وياسين فارع والشاعر الراحل الدكتور محمد عبده غانم وحسين بخش وغيرهم من الرواد.وصنف حينها ضمن الدرجة الممتازة للموسيقيين والملحنين اليمنيين لجمعه بين الكلمات والغناء والعزف وتأليف أعذب الألحان وحرصه على التوزيع الفني السليم.سجل بعضاً من اغانيه للإذاعة والتلفزيون في صنعاء وعدن و أخرى في القاهرة والكويت. وسجلت بصوته العديد من الأغنيات لكبار عمالقة الغناء المصري والعربي منهم (فريد الأطرش، أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب).و يعتبر أيضاً مطرباً أكاديمياً تأثر كثيراً بالفن المصري ودرس الموسيقى في مصر وعازفاً محترفاً على آلة العود وله الكثير من الأعمال الخالدة وصدر عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر كتاب عن فقيد الحركة الفنية اليمنية بعنوان «مشوار عطاء». وتحدث الكتاب عن مشواره الفني والغنائي والأعمال التي أبدعها وتغنى بها وتضمن صوراً وشهادات تقديرية حصل عليها خلال مشوار حياته الفنية أسهمت في إثراء الواقع الفني اليمني إضافة إلى كتابات الأصدقاء والمحبين.مجموعة من أجمل أغانيه:-(أنا والعذاب)أنا من بداية عمري أنا والعذاب دائماً حبايبإيش جرالك إيش يا دنيا ليش تورينا العجايبإيش أنا سويته لما أستحق منك عذابيذنبي إيش يادنيا قولي ياللي ضيعتي شبابي( ياعيباه)انا بنساك وبنسى هواك ولا بنسى الذي سواكتنكر لي وجافاني وذا اللي كنت أنا أخشاهيقول للناس لا شفته ولا أدري به ولا أهواهعجب ينكر ولا يذكر زمان الحب.. ياعيباه****ومن أشهر أغنيات أحمد قاسم من كلمات الشاعر الكبير لطفي جعفر أمان أغنية (على ساحل أبين) المعروفة أيضاً (بصدفة التقينا) ومنها:صدفة التقينا على الساحل ولا في حدصدفة بلا ميعادجمع الهوى قلبينسمعت أبين على الأمواج تتنهدكما حواك الفؤادوالعين تناجي العينوالبحر والرمل والبدر الحبيب يشهدعلى الهوى والودادما بيننا الاثنين (قلبه سأل قلبي)قلبه ســـأل قلبي *** وعيونه تلعب بيمن علمك تهوى *** وتكثر الشكوىعلشان يزيد حبي!بعيونه يسألنا *** يزيد في أشجانيوالنظرة تقلنا *** وتحيينا من ثانيوعاده يسألنامن علمك تهوى *** وتكثر الشكوىعلشان يزيد حبي**** (من كل قلبي أحبك)من كل قلبي أحبك يا بلادي يا يمنوأفديك بروحي ودمي وأولادي يا يمنيا بلادي.. يا بلادي.. يا بلاديمهما أسافر وأغيب عن عيونكبقلبي أحبك بروحي أصونكوأعيش كل وقتي أداعب ظنوني(عذبيني)عذبيني.. فعذابي فيك خير من مماتيأنا حيّ ليس بالحس ولا بالحركاتأنا حيّ ليس بالضحك ولا بالعبراتإنما الحي فؤادي..وفؤادي هو ذاتيفيه آمالي وما أهواه من دنيا حياتي.. فيه أنتِويختم الكلمات بقوله:كلما حدثت نفسي حدّثتني عنك نفسيويمر الوقت في همس وفي ترديد همسِأي حديث النفس ما أقساك إذ تبعث يأسيليس باليائس من يصبح بالقرب ويمسي.. منكِ أنتِكانت هذه الأغنية هي التي اختتم بها الفنان أحمد قاسم فيلمه (حبي في القاهرة).- وقبل أن نختم حديثنا عن الموسيقار الرائع يجب ألا ننسى أنه كانت هناك روائع تغنى بها طوال مراحل حياته الفنية وأثناء فترة عيد الإستقلال (30) من نوفمبر التي غرد بصوته الرائع في أعياد وأمجاد الإستقلال ولحن بعض الأغاني الثورية لبعض الفنانين منها:قصيدة (مزهري الحزين) رائعة من روائع الشاعر لطفي جعفر أمان لحنها وغنـاها الموسيقار احمد قاسم وتقول الكلمات:يا مزهري الحزينمن يرعش الحنين؟إلى ملاعب الصبا.. وحبنا الدفين؟هناك.. حيث رفرفتعلى جناح لهوناأعذب ساعات السنين..يا مزهري الحزينالذكريات.. الذكرياتتعيدني في موكب الأحلام للحياةلنشوة الضياء في مواسم الزهوريستل من شفاهها الرحيق والعطوروبعد هذا كله..في صحوة الحقيقةينتفض الواقع في دقيقةيهزني..يشد أوتاري إلى آباري العميقةيشدها.. يجذب منها ثورتي العريقةويغرق الأوهام من مشاعري الرقيقةويخلق الإنسان مني وثبة وقدرةعواصفاً.. وثورةهنا.. هناإذ زمجرت رياحنا الحمراءتقتلع القصور من منابت الثراءوتزرع الضياءوتغدق الغذاء.. والكساء.. والدواءعلى الذين آمنوا بأنهم أحياءوخيرة الأحياءفي الحقل..في المصنع..في كل بناء..- ومن ألحانه الرائعة أيضاً أغنية الأستقلال (بلادي حرة) من كلمات الشاعر الرائع لطفي جعفر أمان التي تقول كلماتها:على أرضنا بعد طول الكفاحتجلى الصباح لأول مرةوطار الفضاء طليقاً رحيباًبأجنحة النور ينساب ثرةوقبلت الشمس سمر الجباهوقد عقدوا النصر من بعد ثورةوغنى لنا مهرجان الزمانبأعياد وحدتنا المستقرةوأقبل يزهو ربيع الخلودوموكب ثورتنا الضخم إثرةتزين إكليله ألف زهرةوينشر من دمنا الحر عطرةويرسم فوق اللواء الحقوقحروفاً تضيء لأول مرة.. بلادي حرةولا يمكن أن ننسى بأن الفنانة فتحية الصغيرة أنشدت من ألحان الفنان أحمد قاسم أغنية (شعبنا حقق مناه) التي تقول كلماتها: بعد طول الليل.. والآهة الحزينةبعدما كانت أمانينا دفينةشعبنا حقق مناهمن قمم ردفان مات المستحيلهلت الفرحة على الدرب الطويلشعبنا حقق مناه شعبنا عانق هناه..ميلاده كان في الحادي عشر من مارس عام 1938م ورحل عن سماء عدن في الأول من إبريل عام 1993م ولكن أنغامه لا زالت تلوح بأعذب وأجمل الأغاني والألحان ولها نكهة خاصة لدى عشاقه ومحبيه.