أهداف التربية الموسيقية في التربية والتعليم في مرحلة رياض الأطفال و التعليم الأساسي لا ترمي إلى تلقين المتعلم النظريات الموسيقية وطرق تدوينها أو طرق العزف والغناء سواء كان طفلا أو مراهقا بقدر ما تهدف إلى تنمية إحساسه بالجمال وتذوقه وتنمية جميع جوانب شخصيته وتشكيل وعيه وتوجيه سلوكه، إذ أن الفرد في هذه المرحلة من عمره قابل للتأثر والتوجيه والتشكيل واكتساب خصائص المجتمع الذي يعيش فيه عن طريق وسائل الاتصال المختلفة بين الكبار والصغار، والاتصال الناجح بين هاتين الفئتين هو الأساس في تكوين شخصية الطفل وثقافته وفي إيجابيته في التفاعل مع محيطه الاجتماعي واكتساب عاداته وتقاليده وقيمه واتجاهاته وأساليب سلوكه المختلفة، والتربية الموسيقية تعتبر إحدى وسائل الاتصال الفعالة والناجحة مع الأطفال والمراهقين لأن حواسهم شديدة الاستجابة للمثيرات الحسية والحركية وتقدم هذه المادة للأطفال والمراهقين كأنشطة موسيقية داخل الصف ويخصص لها وعاء زمني معين لأهميتها الكبيرة.والأنشطة الموسيقية تتميز بتأثير شديد وجاذبية قوية، واضحة تسيطر على وجدان الأطفال والمراهقين وأحاسيسهم وهي أداة تربوية فعالة يجب استغلالها استغلالا جيدا فعن طريق القصة الحركية والإيقاع الحركي (وهو فطري عند الإنسان) والغناء والعزف والمتابعات الحركية الموسيقية والاستماع للمقطوعات والألعاب التعليمية الموسيقية بمختلف أنواعها يمكن تنمية جميع جوانب شخصية الطفل العقلية والجسدية والوجدانية واللغوية والاجتماعية والإبداعية.وفيما يلي سألقي الضوء على دور كل نشاط من الأنشطة الموسيقية لبيان مدى أهمية إدخالها في مدارسنا كمنهج تربوي فاعل وترفيهي يسعد الأطفال ويحببهم في المدرسة في الوقت نفسه. القصة الحركية: وهي من أقوى عوامل الاستثارة التي تحمل مضمونا ثقافيا واجتماعيا وتساهم في نشر الثقافة بين الأطفال ولها دورها المهم في بناء شخصية الأطفال والدليل على أهميتها هو القرآن الكريم الذي زخر بالقصص الرائعة، لأن الله الذي خلق البشر يعلم أن الأسلوب القصصي في طرح الموضوعات التربوية يزيد المعنى قوة ويؤثر تأثيرا قويا يجذب المستمع ويدعوه للتفكير والتأمل ومن هنا يتضح لنا كتربوييون ضرورة إدخال القصة الحركية كنشاط من أنشطة حصة التربية الموسيقية ويتلخص دورها في إكساب الأطفال المعلومات والمفاهيم العلمية والتاريخية والجغرافية والفنية والأدبية وتساعد على تقريب المفاهيم المجردة التي تهتم بها التربية فتبرزها في صورة حسية مجسدة يفهمها الأطفال كما تساهم في نموهم الخلقي وإكسابهم قيما واتجاهات ومواقف وسلوكيات سائدة في مجتمعهم، أيضا تساهم في النمو اللغوي للأطفال وإكسابهم مفردات لغوية جديدة تساعدهم في التعبير عن أنفسهم بشكل صحيح وتعمل على تنمية الخيال الإبداعي لدى الأطفال وتطلق طاقاتهم الإبداعية وتنمي ملكة التخيل والتصور والتحاور الوجداني بينهم كما تساعد القصة الحركية أيضا على النمو الجسدي للأطفال من خلال التعبير الحركي عن مختلف مواقف القصة موضوع الدرس ومن خلالها أيضا يتحقق النمو الاجتماعي والعاطفي للأطفال.
|
اطفال
أهمية الموسيقى في مناهجنا التعليمية
أخبار متعلقة