إن أسعار الأسماك في عدن تشهد منذ بداية العام الجاري 2013م ارتفاعا جنونيا غير مسبوق ،حيث وصفه البائعون والمواطنون بأنه الأعلى منذ سنوات .فأثناء تجوالي في سوق بيع الأسماك بمديرية التواهي لمست وصول سعر الكيلو الثمد مابين (2500 إلى 3000) ريال محققا تجاوزاً قدره 300 ريال على الكيلو الواحد من لحم الأغنام الذي لا يتجاوز سعره في اغلب الأوقات 2200 ريال.وارجع عدد من بائعي الأسماك وآخرون أن أسباب ارتفاع سعر الأسماك في المدينة الساحلية يعود إلى استمرار أعمال القرصنة الصومالية ضد مراكب الصيد اليمنية إلى جانب سوء أحوال الطقس والرياح والأمواج العاتية في خليج عدن .وذكر لي الأخ سعيد سيف وهو مالك مركب صيد انه مثلما نرى القليل من السمك فانه يقابله الكثير من الطلبات أي .. بما معناه أن العرض اقل والطلب على السلعة أكثر.وأثناء تواجدي في سوق الحراج بصيرة والتقائي بأحد كبار السن من الصيادين فقد أشار بيده ناحية البحر فحينها كان قرص الشمس البرونزي على وشك الغروب حينها كانت هنالك عشرات القوارب تصطف على شاطئ البحر في تنسيق بديع وقال لي أن هناك الكثير من القراصنة وهم لايرحمون لذلك يفضل اليوم الكثير من الصيادين الاصطياد في مناطق قريبة وهذه المناطق للأسف تعرضت في أوقات كثيرة لأعمال جرف من قبل الشركات الصينية وهو ما اثر على إنتاجها من الأسماك.فكانت قبل سنوات الأسماك في عدن هي الأرخص ثمنا من بين أسعار الكثير من اللحوم إلا انه وبعيد اتجاه الحكومة إلى الاستثمار في هذا المجال تراجعت أرقام الاستهلاك المحلية صاحبها ارتفاع كبير في أسعار الأسماك.وكانت تقارير صحفية ومخرجات دراسات عدة قد اتهمت شركات استثمارية صينية ومصرية بجرف مراعي الأسماك أثناء قيامها بأعمال الاصطياد في بحرب العرب وخليج عدن وقوبلت هذه التقارير بحالة من الصمت الرسمي إزاءها .بينما هناك من يشير بأصابع الاتهام إلى مراكز الحراج التي تقوم بتصدير كميات كبيرة من أنواع الصيد الممتازة إلى دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية عبر طنجات واسعة حيث تباع هناك بأسعار باهظة نظرا لتوجه هذه الدول بالحفاظ إلى اسماك مياهها الإقليمية وتنمية الثروة السمكية والأحياء البحرية.وهناك العديد من التجار وسماسرة الأسماك الذين يقومون بهذه العملية مستغلين الوضع الحالي وهشاشة النظام في ظل انعدام الرقابة وغياب القانون بينما ينبغي على الجهات المختصة إيقاف أي تصدير للأسماك قبل تغطية السوق المحلية وتلبية رغبة المواطن من الأسماك المتنوعة كون هذه الهبة الإلهية المصدر الوحيد لسكان محافظة عدن والمادة الوحيدة التي ينبغي أن تكون في متناول المواطن محدود الدخل.إلا أن الأقدار جعلت المواطنين المغلوبين على أمرهم في أيدي من لا يخافون الله ولا يرحمون.إننا نضع هذا الظلم الجائر في ارتفاع أسعار الأسماك في محافظة عدن خصوصا بين يدي المسؤولين وجهات الاختصاص ، ربما تفيق من سباتها وتقف أمام ما يعانيه المواطن أو ترفع يديها إلى السماء كحال المواطن الذي يدعو الله أن يرحمه مما هو فيه وعدالة السماء هي الارحم.
|
ابوواب
عدن مدينة البحر بــلا أسـمــاك !!
أخبار متعلقة